يحاول الذهب الارتفاع خلال تداولات اليوم بعد الأداء السلبي الذي سجله أمس بسبب محضر اجتماع البنك الفيدرالي الذي أكد استمرار البنك في رفع أسعار الفائدة، وهو ما تسبب في تراجع أسعار الذهب ليفشل في اختراق منطقة المقاومة الأولية.
وتتداول أسعار الذهب الفورية اليوم الخميس وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1918 دولارا للأونصة، وذلك بعد أن ارتفع بنسبة 0.2%، بعد أن انخفض يوم أمس بنسبة 0.6% ليعود إلى المستوى 1914 دولارا للأونصة.
وفشل الذهب في اختراق منطقة المقاومة 1925 – 1935 دولارا للأونصة، ليعود إلى التراجع مستهدفاً منطقة الدعم حول المستوى 1900 دولار للأونصة ليظل الاتجاه الهابط هو المسيطر حتى الآن على أداء الذهب على المدى القصير.
العامل الأساسي وراء هبوط أسعار الذهب أمس كان محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي يخص اجتماعه الأخير الذي ثبت خلاله سعر الفائدة عند المنطقة 5.0% - 5.25%، ليشير البنك إلي أن تثبيت الفائدة لا يعني انتهاء دورة رفع الفائدة بل هي فرصة لتقييم تأثير الزيادات السابقة في أسعار الفائدة على التضخم.
وأظهر محضر الاجتماع موافقة غالبية أعضاء البنك وعددهم 18 باستثناء 2 تقريباً على رفع سعر الفائدة مرة واحدة على الأقل سيكون مناسبًا هذا العام، بينما توقع 12 منهم ارتفاعين أو أكثر.
وقد تسبب هذا في تسعير الأسواق احتمال بنسبة أعلى من 90% على قيام الفيدرالي برفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم هذا الشهر، وذلك مع استمرار البنك في محاربة التضخم الذي تظهر البيانات إلى استمراره عند مستويات بعيدة عن مستهدف البنك البالغ 2%.
كل ما سبق يعد أخبار سلبية بالنسبة للذهب الذي تتزايد تكلفة الفرصة البديلة بامتلاكه كونه لا يقدم عائد لحائزيه، مقارنة مع السندات التي تقدم عائد يتزايد بارتفاع أسعار الفائدة، لتكون النتيجة أن يفقد الذهب الزخم الإيجابي الذي حاول تجميعه منذ نهاية الأسبوع الماضي ويعود إلى الانخفاض.
في المقابل ارتفع الدولار الأمريكي يوم أمس بعد محضر الاجتماع بعد أن تزايد الطلب عليه كملاذ آمن مفضل في هذا التوقيت كونه يجد الدعم من توقعات رفع الفائدة من قبل الفيدرالي، وقد ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداءه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية يوم أمس بنسبة 0.3% قبل أن يعود إلى التراجع خلال جلسة اليوم بنسبة 0.1% ولكنه سجل أعلى مستوى في أسبوع.
ماذا ينتظر الذهب؟
اليوم وغداً تصدر عدد من البيانات الهامة عن الاقتصاد الأمريكي والتي من شأنها أن تسهم في تحركات الذهب بشكل مباشر، حيث يصدر اليوم بيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر يونيو، بالإضافة إلى أعداد طلبات إعانات البطالة الأسبوعية، ومؤشر معهد التزويد الصناعي لقياس أداء القطاع الصناعي الأمريكي، وغداً يصدر تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي عن الشهر الماضي متضمناً أعداد الوظائف الجديدة ومعدل البطالة.
البنك الفيدرالي في اجتماعه الأخير أكد أن البيانات الاقتصادية ستكون هي الفيصل في اتخاذ قراراته بشأن أسعار الفائدة، وأوضح أن بيانات قطاع العمالة من ضمن البيانات التي يراقبها البنك بشكل كبير، لذا من المنتظر أن تؤثر البيانات هذا الأسبوع على تحركات الدولار والذهب.
ولكن التسعير الحالي في الأسواق لصالح رفع الفائدة مرة واحدة على الأقل وهو ما يحد من فرص الذهب لتحقيق تعافي بشكل كبير، ولكنه في المقابل قد يتأثر بشكل سلبي واضح إذا جاءت البيانات في غير مصلحته، وفق جولد بيليون.