تستعرض “البوابة نيوز” سلسلة حلقات تنشر فيها قضايا أحداث الدم ودور جماعة الإخوان الإرهابية في نشر الفوضي وممارسة الإرهاب والتطرف والتحريض علي القتل والدعوات التخريبية لهدم مؤسسات الدولة من قبل قيادات الجماعة الإرهابية.
كما سنستعرض أهم شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن من قوات الجيش والشرطة والذين طالتهم يد الغدر والخسة من الجماعة الإرهابية، في مشهد لا يدع مجالا للشك في تلوث يد هؤلاء المجرمين بدماء أبطالنا الشهداء الذكية، حلقة اليوم هي للبطل الشهيد المقدم شريف محمد عمر.
من هو المقدم شريف محمد عمر؟
من مواليد الاسكندرية سنة 1983 ووالده هو الكابتن محمد عمر لاعب الاتحاد السكندري ومنتخب مصر، وخاله هو الكابتن شوقي غريب.
تخرج شريف في الكلية الحربية سنة 2002 دفعة 96 حربية سلاح المشاة، وخدم 5 سنوات في سلاح المظلات بمدينة السلوم، وتقلد مناصب حتى أصبح قائدًا لأمن اللواء 30 مشاة.
وانتقل بعد ذلك للعمل بكلية الضباط الاحتياط بمدينة فايد، وقام بالتدريس في الكلية في الفترة من 2010 حتى 2015 ثم أصبح قائدا للأمن في الكلية.
انتقل بناء على رغبة منه للخدمة في سيناء وهناك تولى عدة كمائن بمدينتى رفح والشيخ زويد وكان أهمها كمين إعصار 6.
رفض الواسطة
المقدم شريف محمد عمر،عمر، كان من الممكن أن ينتقل إلى أي مكان آخر يشعر فيه بأمان أكثر من سيناء التي تقدم كل يوم شهداء من الشرطة والقوات المسلحة، لكنه رفض دومًا أن تكون له أية واسطة للنقل من سيناء، ولأن أغلب أصدقائه وزملائه يعرفون هذا جيدًا استحق البطل الشهيد الثناء من كل زملائه وأقاربه.
فطنة وتحرك سريع
صباح يوم 16 مارس 2016، في أحد وحدات القوات المسلحة بأرض الفيروز بشمال سيناء، لاحظ المقدم شريف محمد عمر تحركات غريبة لبعض العناصر التكفيرية في أحد الأماكن، واستئذن قائده لتفتيش هذا المكان، وقرر الخروج بدوريته مترجلًا لمنع أي عناصر تكفيرية من اكتشاف الدورية.
بالفعل ذهب البطل مع جنوده الأبطال وأمرهم بتأمين المنزل من مسافة بعيدة ودخل وحيدًا للمنزل لتفتيشه، واكتشف وجود مخزن للمواد التفجيرية والعبوات الناسفة شديدة الانفجار، وأبلغ قيادته بذلك، فأمره القائد بالإخلاء والعودة للكمين وتدمير المنزل الذي يحتوي على هذه المتفجرات بواسطة النيران شديدة اللهب.
لحظة استشهاده
أثناء الإخلاء فوجئ المقدم شريف بسيدتين تقتربان من المنزل، فأصدر جنوده تحذيرات لهما وأطلقوا الرصاص في الهواء، إلا أن السيدتين لم تستجيبا، ليأمر البطل جنوده على الفور بوقف إطلاق النار لعدم إرهاب السيدتين، ليتم تفجير عبوة ناسفة بعدها بالريموت كنترول ويلقى البطل حتفه شهيدًا وحيدًا.
وليظهر بعدها 25 من العناصر التكفيرية المسلحة شديدة الخطورة والتي بدأت في إطلاق النار على الدورية التي تعاملت معهم بقيادة الملازم أول محمد مصطفى الجارحي، والذي طلب منه زعيم التكفيريين إما التسليم أو مغادرة الجثمان، وهو ما رفضه الجارحي، وأخبر القيادة ورد عليه القائد أنه في الطريق إليه ومعه الدورية وعند الوصول للمنزل ترجلوا عند مسافة 1.5 كيلو متر لعدم اكتشافهم وأصيب وقتها الملازم أول عمرو عابد بطلقة في خوذته.
دورية إمداد لنقل جثمانه
دخل القائد المقدم محمود علي عبده وقواته مكان الاشتباك وطلب من الملازم أول محمد الجارحي والملازم أول عمرو عابد بتغطيته وذهب لجلب جثمان الشهيد وبالفعل نجح في جلب جثمانه رغم إصابته بطلقة في يده من العناصر التكفيرية، وذلك بمساعدة الملازم أول عمرو عابد.
واستمرت بطولات خير أجناد الأرض وكانت كل طلقة أمامها عنصر تكفيري قتيلًا ووقتها أمرت العناصر الإرهابية الجندي مقاتل طه وجيه أحمد بالاستسلام وإلا سيموت مرتدًا ليرد عليهم بشجاعة جيش مصر لا يستسلم أبدًا وقام بعمل بطولي وأسقط منهم عددا كبيرا من القتلى.
والدة الشهيد
قالت السيدة ايمان غريب شريف،شريف، ابنى بطل وشرفنا كلنا،وهو ليس استثناء،ً بل تأكيدًا على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه فى الخدمة الوطنية، وتربى أسوده على الفداء، وهم فى رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفا بكتف مع الصف والجنود، يسابقون نحو الشهادة، ويا لها من شهادة مخضبة بدماء برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود.
أما اﻷب فقد رفض التحدث عن ابنه، حاول أن يظهر متماسكًا وذكر فقط آخر ما قاله وهو يودع ابنه وقرة عينه فى الجنازة العسكرية التى شارك فيها اﻵلاف ودعا باكيًا: إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا شريف لمحزونون.
تكريم والد الشهيد
أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرارًا بتعيين السيد محمد عمر الزيات، والد الشهيد المقدم شريف محمد عمر، في مجلس النواب ضمن 28 اسما من المعينين، والكابتن محمد عمر، هو ناقد رياضي والمدير الفني السابق لنادي الاتحاد السكندري، وهو زوج السيدة إيمان غريب شقيقة الكابتن شوقي غريب، والذي عمل كمدرب عام للمنتخب المصري في فترة سابقة.