شهدت كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة مناقشة رسالة ماجستير أعدها حمدي همام رئيس الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية بوزارة السياحة والآثار، تحت عنوان "وظائف ومهام أهل الجنوب من خلال مناظر المقابر المصرية من بداية الدولة القديمة حتي نهاية الدولة الوسطي 2780 - 1778 ق.م".
تكونت لجنة الإشراف والحكم والمناقشة التي منحت الباحث الدرجة بتقدير جيد جداً،من قامات كبيرة في الآثار والتاريخ بالجامعات،وهم أ.د.حسين سيد عبد الله مراد أستاذ التاريخ بالكلية"مشرفا"،وأ.د.نجيب قنواتي أستاذ الآثار المصرية بجامعة ماكويري بأستراليا"مشرفا"، وأ.د.حندوقة إبراهيم فرج أستاذ التاريخ القديم بالكلية"مشرفا".
والعضوان المناقشان هما أ.د.زكريا رجب عبد المجيد أستاذ التاريخ القديم ووكيل الكلية لشئون المجتمع وتنمية البيئة،وأ.د.علي عبد الحليم علي أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة عين شمس والمدير العام الحالي للمتحف المصري بالتحرير.
في دراسته كشف الباحث أن المصريين القدماء أطلقوا العديد من الأسماء علي جيرانهم في الحدود الجنوبية،ومنها ذوي البشرة السوداء ورماة السهام المهرة وقاطني أرض القوس،حيث كان لأهل الجنوب لغة تميزهم،وتأثروا وأثروا في البيئة الجغرافية لبلادهم،التي كان لثرائها الطبيعي والزراعي أثر كبير في إتقان أهلها للزراعة والرعي وتربية الماشية وصيد الحيوانات البرية.
خلال المناقشة كشف الباحث أنه أراد من هذا العمل العلمي أن يرد بالأدلة العلمية والوثائق والمصادر الأثرية علي فكرة المركزية الأفريقية" الأفروسنتريك"،والتي ظهرت مؤخراً علي السطح ويشكك مروجوها في الحضارة المصرية القديمة وينسبونها لغير أصولها في تزوير واضح للتاريخ.
وكشف أن الرسالة تغطي فترة زمنية كبيرة من التاريخ المصري القديم وهي قرابة الأف عام،من بداية الدولة القديمة حتي نهاية الدولة الوسطي من 2780 ق.م -1778 ق.م،وخلال هذه الفترة الزمنية أتي أهل الجنوب"الافريقيون" الي مصر،سواء عن طريق التسلل عبر الحدود الجنوبية واطلق عليهم المصري القديم"حتب نحسيو"اي الجنوبيين المسالمين.
أو عن طريق إحضارهم الي مصر كأسري حرب كما فعل الملك سنفرو،عندما قام بحملة عسكرية الي الجنوب وأحضر الأسري من هناك و 200 ألف رأس من الماشية والأغنام،وأطلق المصري القديم علي هولاء الجنوبيين"حسف نحسيو".
وقال الباحث أن المصري استخدمهم كايدي عاملة طوعها لخدمته في أعمال كثيرة اختلفت حسب الاحوال السياسية في البلاد،فصورهم في بداية الدولة القديمة في الأعمال المدنية والخدمة المنزلية كما في مقبرة سشات حتب ونسوت نفر بالجيزة، ومقبرة حسي مين في الحواويش.
ومع حالة الضعف والاضمحلال في نهاية الدولة القديمة صورهم في الأعمال العسكرية،وذلك كما في مقبرة إنتي بدشاشة ومقبره كا إم حست بسقارة ونص السيرة الذاتية للقائد اوني بمقبرتة بابيدوس،الي آخره حتي نهاية الدولة الوسطى.
واختتم قائلا: هم أتوا الي مصر طامعين في رغد الحياة والأمن من المجاعات والحروب والصراعات القبلية، ولم يكونوا هم أصل المصريين وهم ليسوا من صنعوا الحضارة المصرية،لكن فقط طوعهم المصري لخدمته طوال هذه الفترة الزمنية،مثلهم مثل اي أيدي عاملة سواء مصرية أو أجنبية.