قال الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى للسينما، إن بعض الناس يعتقدون أن الحرية شئ مطلق لا حدود له، لكن فى حقيقة الأمر أن حرية الإنسان فى أفعاله وكلامه تنتهى عند حرية الآخرين.
وأضاف دانيال، فى تصريح لـ«البوابة نيوز»، أن واقعة حرق الشاب المسيحى ذي الأصول العراقية الجزائرية لإحدى نسخ القرآن الكريم بالسويد، ما هو إلا تصرف غير مقبول للكنيسة الكاثوليكية بمصر بجميع طوائفها، لأنه ضد تعاليم السيد المسيح، الذى رفض لفظ «الأحمق» لأنه بمثابة إهانة.
وأكد، وجوب احترام الآخرين بكافة اختلافاتهم الدينية والعرقية وغيرها من الاختلافات، كذلك احترام المنتمى للديانات الوضعية.
وأوضح، أن من سمات الإيمان المسيحى احترام إنسانية أى شخص، ودلل على تصريحاته بمثال عندما استقبل بابا الڤاتيكان البابا فرنسيس، ثلاثة أسر سوريين معه فى طائرته الخاصة عند ذهابه لألمانيا، وهذا حدث غير مسبوق، أن يرافقه أحد أثناء سفره، وذلك للدليل على إنسانيته واحترامه وتقديره للآخرين تطبيقا لما ورد بالإنجيل، كما علمنا المسيح.
وردا على التساؤلات حول عدم إصدار بيان من الكنيسة الكاثوليكية فى مصر حول واقعة السويد كما صدر من قبل الكنيسة الأرثوذكسية والإنجيلية، بأن البيان صدر عن الفاتيكان، معبرا عن موقف الكنيسة الكاثوليكية ككل فى جميع أنحاء العالم، منعا للشوشرة وتوتر الأوضاع بين الناس.
واختتم حديثه، بأن رغم بشاعة الواقعة والاستياء منها، إلا أن الكتب السماوية موجودة بكرامتها المحفوظة بداخلنا جميعا، والنسخ الورقية ليست الإثبات الوحيد على الإيمان، وعلق على قبول الشرطة والمحكمة السويدية لفعل ذلك الشاب، بأنهم فى عقيدتهم المجتمعية، أن ذلك الحدث أحد مظاهر الحرية الشخصية، مادامت ليست بتعدى على شخص أو أموال، لكننا فى مجتمعاتنا الشرقية نرفض أى مظهر من مظاهر العنف، ونتصدى دائما لخطابات الكراهية وعدم تقدير واحترام الغير، فأنت حر ما لم تضر، وما لم تسىء للغير.
