الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«حرق المصحف» فى السويد يوّحد الأديان.. إدانات واسعة لجريمة ضد الإنسانية.. وكمال زاخر: عمل استفزازى وحقير يمس مشاعر ملايين المسلمين.. وسليمان شفيق: جريمة ضد المواثيق والأعراف الدينية

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثارت جريمة حرق المصحف فى السويد غضب الشعوب التى تدعو إلى السلام الاجتماعى، إذ أن هذه الجريمة وحدت جميع الأديان، مسلمين ومسيحيين وحتى اليهود، كونها تمثل تعديا صارخا على مقدسات الدين الإسلامى، إذ أكد الجميع أن مثل هذه الجرائم تعتبر تصرفا فرديا ولا تعبر عن الأديان ولا إلى المنتسبين إليها، فالأديان كلها جاءت من أجل السلام، والأديان كلها تقدر المختلفين معهم ولا تقترب من معتقدات المخالفين ولا التطاول عليها.

وظهرت خلال الآونة الأخيرة ظاهرة إهانة وتجريح المقدسات الدينية بدأت بالمسيحية واستمرت بالإسلامية، وهو يعتبر سلوكا غير مسئول ولا يحترم مشاعر أتباع هذه الأديان السماوية، وهذا ما ترفضه المؤسسات الدولية والدينية لما يحمله من انحطاط أخلاقى، وما ينتج عنه من صراعات وتوترات ثقافية ودينية.

وتتعدد أشكال التجريح والإساءة إلى الرموز الدينية منها ما هو خاص وما هو على الملأ؛ فقد تكون على هيئة مطبوعات صحافية مثل كاريكاتير ساخر يسيء لرموز الأديان السماوية، وقد تكون عملا فنيا سينمائيا أو برنامجا تليفزيونيا، ويرى أصحاب هذه الأفعال أن هذا حرية رأى وتعبير.

وفى هذا السياق، يمكننا أن نرصد الحادثة غير الأخلاقية الأخير التى حدثت فى أولى أيام عيد الأضحى بدولة السويد من قبل لاجئ عراقى يقيم فى السويد يدعى «سلوان موميكا»، حيث قام بحرق المصحف الشريف وسط حراسة مشددة من الشرطة السويدية، أمام مسجد ستوكهولم الكبير، وجاء ذلك امام أنظار المصلين فكان بمثابة عمل استفزازاى لمشاعرهم وإهانة لمقدسات الملايين حول العالم.

وأشعل هذا الأمر غضب مئات الملايين من المسلمين وغير المسلمين حول هذه الواقعة وبالأخص بما فعلته السلطات السويدية بسماحها بهذه الواقعة تحت شعار حرية الرأى والتعبير وذلك بعد أن أعلن عزمه بحرق القرآن منذ عدة أيام عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث قال: «أريد التظاهر أمام المسجد الكبير فى ستوكهولم وأريد التعبير عن رأيى حيال القرآن. سأمزق المصحف وأحرقه».

وعقب هذه الواقعة انهالت مئات الإدانات من قبل وزارات الخارجية والمنظمات الدولية والدينية تجاه هذا الشخص ودولة السويد، وكان على رأس هذه الإدانات إدانة وزارة الخارجية المصرية والأزهر الشريف.

وكما أدان هذه الواقعة أيضًا عدد من مفكرى وكتاب الأقباط المسيحيين، حيث أدان المفكر والكاتب القبطى كمال زاخر فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، حيث قال: «لا يقبل أحد هذا العمل الاستفزازى والحقير، لأنه يمس مشاعر ملايين المسلمين، بل ومشاعر كل المتدينين من كل الأديان لما يحمله من إهانة لرمز مقدس، واللافت أن يأتى هذا العمل من لاجئ عراقى أشارت تقارير عديدة إلى أنه ملحد، الأمر الذى يثير العديد من الشبهات حول دوافعه وتعاظم كونه جزءا من مؤامرة لها أبعاد كارثية».
وتابع قائلا: «وقد بادرت الجالية المصرية باستوكهولم عاصمة السويد فى موقف شديد الوضوح والإيجابية بإصدار بيان قوى يدين هذا العمل غير المسئول قالت فيه: يدين أبناء الجالية المصرية بالسويد، وبأشد العبارات، العمل الإجرامى الذى شهدته العاصمة السويدية ستوكهولم بالأمس، والمتمثل بحرق نسخة من القرآن الكريم وذلك من قبل مهاجر عراقى، والإساءة لمشاعر المسلمين والاستهتار بمقدساتهم».
وأكمل قائلا: «وتناشد الهيئة القبطية بالسويد الحكومة السويدية وقف حملات الكراهية والتحريض ضد المهاجرين والأجانب ومراعاة مشاعر المسلمين المتواجدين بالسويد وحول العالم، فيما يخص معتقداتهم وكتبهم المقدسة»
واختتم: «ونحن ومعنا كل شعوب العالم ندين ونرفض هذا العمل الإجرامى».

الكاتب والمفكر كمال زاخر 

 

أعرب المفكر والكاتب الصحفى سليمان شفيق، عن استيائه حول واقعة حرق القرآن الكريم فى السويد، حيث قال: «أستنكر وبكل شدة قيام مجموعة من المتطرفين فى دولة السويد بحرق المصحف فى أول أيام عيد الأضحى، ومما يزيد أسفى أن يكون ذلك بأمر من محكمة سويدية وتحت إشراف الشرطة السويدية»، متابعا: «أؤكد أن هذه الجريمة تمثل اعتداء صارخًا على العقائد والمقدسات، وأن ذلك يجافى كل المواثيق والأعراف الدينية ونطالب كل الدول العربية والإسلامية أن تقوم بمحاسبة الحكومة السويدية باعتبار أن ذلك من جرائم الكراهية».


وأهاب شفيق بوزارة الخارجية باتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية متبعة فى هذا الشان، داعيا إلى مقاطعة البضائع السويدية.

الكاتب والمفكر سليمان شفيق 

وهذه الإدانات القبطية ليست بالجديدة، فاعتاد الأقباط على إدانة أى عمل غير أخلاقى يمس المقدسات الدينى، نذكر أبرز مثال وهى كلمات قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال عظته الأسبوعية فى العام الماضى، حيث قال: «نرفض المساس بالمقدسات الدينية وما تشهده ساحة المسجد الأقصى من تعديات وبعض الدول الأوروبية من إهانات للمقدسات ونرفض الاعتداءات التى باتت متكرر على رهبان وشعب كنيستنا فى دير السلطان بالقدس».

قداسة البابا تواضروس الثاني

وكما أدان أيضا هذه الواقعة المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس حيث قال إنه من المؤلم والمخجل أن يقوم شخص بإحراق القرآن فى السويد وأن يعتقد بأن هذه بطولة وحرية تعبير ومن المؤسف أيضا أن السلطات السويدية قد سمحت له بأن يقوم بهذا، وهذا أمر لا يمكن تبريره وقبوله بأى شكل من الأشكال.

وتابع قائلا: «إننا نعتبر ما حدث ليس تعديا على القرآن وعلى المسلمين لوحدهم بل إنما هو تعد على القيم الإنسانية والأخلاقية والحضارية التى يجب أن يتحلى بها الجميع».

وأكمل: «إننا نعرب عن شجبنا واستنكارنا لهذا الفعل غير المبرر وغير المقبول، والذى لا يجوز أن يؤثر على العلاقات الأخوية التى تربط المنتمين إلى كل الأديان فى عالمنا».

وأضاف: «تصرفات فردية من هذا النوع لا يجوز أن تؤثر على ثقافة المحبة والإخوة لا سيما أن فعلا من هذا النوع لا يمثل إلا من أقدم عليه وشريحة محدودة من أولئك الذين يحملون هذه الأفكار التى هى مزيج ما بين التخلف والتطرف والكراهية وغيرها أيضا من المظاهر السلبية».

وتابع، أن هذا العمل يندرج فى إطار ممارسات غير إنسانية وغير حضارية هدفها إثارة الفتن فى عالمنا ونشر ثقافة الكراهية بين الناس ولذلك وجب علينا أن نرفض تصرفات من هذا النوع، وثانيا ألا نسمح لأى جهة بأن تستغل هذا الفعل الشنيع من أجل نشر ثقافة الكراهية والعنصرية فى مجتمعاتنا.
 

وقال: «عمل مرفوض جملة وتفصيلا ونحن نؤكد رفضنا لأى تطاول على الديانات وعلى الرموز الدينية التى وجب احترامها، وعالمنا فيه أديان مختلفة ومذاهب متعددة، ونطالب بأن يكون هنالك تعايش وتعاون بين كافة المنتمين لهذه الأديان والمذاهب خدمة للإنسانية وخدمة لقضايا العدالة وفى مقدمتها قضية فلسطين».

واختتم قائلا: «للرموز الدينية حرمتها والإساءة للأديان لا يمكن اعتبارها حرية تعبير».

المطران عطا الله حنا