لعبت وزارة الثقافة على مدار 10 سنوات عقب ثورة 30 يونيو دورا بارزا ومؤثرا فى الحياة الثقافية بمصر، التى كانت بمثابة حائط الصد لكل الأفكار الهدامة والمتطرفة، فمنذ أن نادى الشعب المصرى بتفويض القوات المسلحة فى القضاء على الإرهاب وحكم الإخوان الذى كاد أن يسير بالدولة إلى ما لا يحمد عقباه، ليستجيب لها الجيش بمطالب الشعب بالتحرر من القوى الظلامية التى كادت أن تتجه بالدولة إلى مسار دامى وانتشار الفوضى والعبث بكل مؤسساتها.
وشهدت مصر منذ بيان الثالث من يوليو الذى كان بمثابة طوق الإنقاذ للوطن، مجموعة هائلة من التحديات غير المسبوقة، التى استطاعت الدولة اجتيازها باقتدار، محققة سلسلة من النجاحات المتفردة على كل الأصعدة، فى ظل القيادة السياسية الحكيمة التى أدركت جيدا ما كان يهدد هوية الوطن وقوته الناعمة.
وفى ظل فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى حتى الآن، كانت للوزارة دورا مهما فى عملية التنمية وبناء الإنسان، قدمت على مدار هذه السنوات العديد من المبادرات التى أسهمت فى تطور الحياة الثقافية وتنميتها، إلى جانب مشاركة الشباب فى الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية، بهدف تنمية مهاراتهم فى شتى المجالات.
وحققت الوزارة فى مجال التحول الرقمي خطوات كبيرة، منها: الانتهاء من تنفيذ أعمال رقمنة المحتوى الرقمى المتاح من الهيئة المصرية العامة للكتاب بإجمالى 8461 كتابا، و625 مجلة، وتسليم نسخة مرقمنة كاملة من مخرجات أعمال الرقمنة للهيئة المصرية العامة للكتاب، بالإضافة إلى الانتهاء من تنفيذ أعمال رقمنة المحتوى الرقمى المتاح من أكاديمية الفنون بإجمالى 110 كتب، و17 عددا من مجلة الفن المعاصر، و489 صورة فوتوغرافية، و1710 رسائل علمية، وتسليم نسخة مرقمنه كاملة من مخرجات أعمال الرقمنة لأكاديمية الفنون، والانتهاء أيضا من تنفيذ أعمال استخراج البيانات الوصفية لمحتوى مرقمن لدى دار الكتب والوثائق القومية بإجمالى 11300 كتاب، وجار العمل على رقمنة تسجيلات حفلات دار الأوبرا المصرية، من حفلات مسجلة صوتية، وفيديو، وصورها المتاحة لدى مكتبة الأوبرا، والانتهاء من رقمنة 8000 ساعة صوت، وحاليا فى نطاق المراجعة والتسلم.
وأطلقت الوزارة مبادرة بعنوان «الثقافة بين ايديك» خلال جائحة كورونا، لإتاحة المحتوى الثقافى، وما تملكه وزارة الثقافة من كنوز فنية ومعرفية للجمهور من خلال بوابة الثقافة، التى أتيح من خلالها إمكانية الاطلاع على الإصدارات بالمجان، ومشاهدة العروض المسرحية، والحفلات الموسيقية والغنائية، وأشهر حفلات الباليه العالمية، وزيارة المتاحف الفنية التى تملكها الوزارة افتراضيا، بالإضافة إلى تدشين قناة وزارة الثقافة على يوتيوب، والتى وصلت إلى أكثر من 65 مليون زائر، من 28 دولة حول العالم، وسجلت القناة قرابة 128 ألف مشترك، كما قام أكثر من 338 ألف قارئ بالاطلاع على إصدارات الوزارة على الموقع الإلكترونى ضمن المبادرة، إلى جانب 2022 جولة افتراضية للمتاحف القومية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية.
ولأول مرة تدشين المنصة الرقمية الخاصة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 52، وتطبيق الحجز الإلكترونى لدخول المعرض، إلى جانب إتاحة القيام بجولات افتراضية للتعرف على محتويات المعرض والأجنحة المشاركة، وقد حققت المنصة فى عامها الأول 225 مليون مشاهدة حول العالم، واستفاد منها مليون و600 ألف مواطن، وحققت الجولات الافتراضية للمعرض 270 ألف جولة إلى جانب أكثر من مليون زيارة لدور النشر للاطلاع على عناوين الكتب.
وفى الدورة 53 من المعرض تم تطوير المنصة بحيث أتاحت توظيف الذكاء الاصطناعى، من خلال تقنية الهولوجرام بعرض قصص الأطفال لشخصية المعرض يحيى حقى، إضافة إلى إتاحة البيع للكتب على المنصة، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع البريد المصرى، وإطلاق مشروع الكتاب الرقمى الذى بدأ بموسوعة «مصر القديمة» لسليم حسن، كما تم إنشاء قاعدة بيانات باستخدام نظم المعلومات لحصر جميع GIS الجغرافية لأصول الوزارة.