سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام قمة منظمة شنغهاي للتعاون عبر تقنية الفيديو كونفرنس والتي عقدت أمس الثلاثاء في العاصمة الهندية نيودلهي حيث أكد أن الجبهة الداخلية الروسية أصبحت أشد صلابة أكثر من أي وقت مضى على الرغم من العقوبات الاقتصادية الواسعة التي فرضتها الدول الغربية على موسكو في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأشارت كاتبة المقال هانا إليس بيترسن أن الرئيس الروسي أكد كذلك على تماسك الجبهة الداخلية في روسيا مستشهدا بفشل التمرد الذي قاده يافجيني بيرجوجين قائد ومؤسس جماعة "فاجنر" التي كانت تقاتل إلى جانب روسيا في الحرب الأوكرانية التي تدور رحاها في الوقت الحالي بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأشار بوتين في هذا السياق إلى أن تماسك الجبهة الداخلية وصلابتها ظهر واضحا جليا من خلال الإحساس العالي بالمسؤولية الذي أظهره الشعب الروسي والدوائر السياسية الروسية على اختلاف توجهاتها لحماية مصير الأرض الأم في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة.
ويلفت المقال أيضا إلى أن الرئيس الروسي توجه بالشكر خلال كلمته لقادة الدول الأعضاء الذين حضروا القمة الافتراضية وهم رئيسا وزراء الهند وباكستان ورئيسا كل من الصين وبيلاروسيا لما قدموه من دعم واضح لبلاده في مواجهة الانقلاب الذي لم يستهدف فقط النظام الدستوري في روسيا بل استهدف كذلك حياة المواطن الروسي وأمنه وسلامته.
وأبرز المقال كذلك تأكيد الرئيس الروسي أن بلاده سوف تستمر في تحدي العقوبات التي فرضتها الدول الغربية عليها في أبريل من العام الماضي بعد قراره بشن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، موضحا أنه يسعى للتوسع في مجال التبادل التجاري مع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي باستخدام العملات المحلية مثل ما حدث مع الصين وهو ما أسهم إلى حد بعيد في التخفيف من وطأة العقوبات الغربية على روسيا.
وأكد الرئيس بوتين، كما يشير المقال، أنه على الرغم من كل الضغوط والعقوبات والاستفزازات التي تتعرض لها روسيا إلا أن بلاده ما زالت تحقق تقدما ملموسا في مجال التنمية بمعدلات غير مسبوقة.
وأوضح المقال في الختام أن جميع القادة الذين شاركوا في القمة الافتراضية التي تستضيفها الهند تجنبوا الإشارة الصريحة للحرب الأوكرانية خلال الكلمات التي ألقوها واكتفوا بالإشارة إلى تداعيات الحرب على الصعيد الدولي، مؤكدين أهمية تضافر جهود جميع الدول الأعضاء لتعزيز التعاون الإقليمي بعيدا عن الدول الغربية.