أكد المندوب الدائم لمصر بجامعة الدول العربية الرئيس الحالي للدورة 159 لمجلس جامعة الدول العربية السفير محمد مصطفى عرفي، أن ما يجري في جنين من قتل وحشي باستخدام آلة الحرب الإسرائيلية من شأنه أن يقلص إلى حد كبير فرص إحياء عملية السلام، بل وأن يعيق الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة والتسوية اللازمتين لذات الغرض الذي تتطلع اليه شعوب المنطقة والعالم بأسره.
جاء ذلك في كلمة السفير محمد مصطفى عرفي أمام الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين التي بدأت لبحث الوضع في جنين وذلك باعتباره رئيس الاجتماع.
وأعرب عن تطلعه أن تكون نتائج معبرة بالشكل الكافي عن مواقف كافة الدول الأعضاء حيث تتماشي مع الموقف العربي الموحد إزاء القضية الفلسطينية والذي يتم التعبير عنه في مختلف القرارات التي تصدر عن القضية الفلسطينية من مجلس الجامعة بمستوياته المختلفة.
وقال إنه في انتهاك واضح وصريح للقانون الدولي والشرعية الدولية تضيف سلطات الاحتلال الإسرائيلي خطأ جديدًا فوق أخطاء عديدة متراكمة جريمة جديدة سال فيها الدم الفلسطيني مجددًا، بما ينذر بعواقب وخيمة تهدد الأمن والاستقرار بالولوج غير المحسوب في دائرة العنف يكون الكل فيها خاسرًا، بما فيهم الشعب الإسرائيلي نفسه.
وأضاف إنا لا نفصل أبدًا هنا، كرئاسة المجلس بين ما تشهده جنين خلال الأيام الماضية، ومسلك الحكومة الجديدة في إسرائيل وسعيها الاستيطاني المحموم لاستلاب الأرض الفلسطينية، بما يمثل افتئاتا على ما توافق المجتمع الدولي عليه بشأن أهمية حل الدولتين وسعيًا واضحًا لوأده في مكمنه. وأضاف "لا نفصل هنا، ولا نستطيع تجاهل أن ما يحدث في جنين مرتبط بصورة ما، بما يتعرض له الأقصى المبارك وحرمه الشريف، البالغ مساحته 144 ألف متر، من انتهاكات مستمرة بوتيرة متسارعة، بتوجهات علنية وليست فقط مستترة. وحذر من أن هذا الأمر بمساعيه الكامنة للتقسيم الزماني أو المكاني للحرم الشريف، وتجاوز حقيقة أنه مكان عبادة للمسلمين وحدهم لهو مجازفة خطيرة تسهم في تديين مؤكد للصراع السياسي، بل وتمثل تحديًا سافرًا وخطيرًا لمشاعر ومعتقدات قرابة 2 مليار مسلم، أي ربع قوام البشرية، وهذا ما لا يمكن لاحد تحمل تبعاته أو تصور مآلاتهن مشيرًا إلى الأقصى هو ثالث مقدسات المسلمين، وجزء من عقيدتهم. وأكد على دور الوصاية الهاشمية في حماية ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية، وقال إن التضييق على عمل هيئة الأوقاف الأردنية قد يعجل من حدوث أزمات مستعصية تلوح إرهاصاتها في الأفق مما قد يصعب كثيرًا نزع فتيلها في الوقت المناسب.
وحذر من أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة تؤجج الوضع وتصعب من جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر بما يعيق تهيئة الأجواء لإعادة إحياء مسار عملية السلام. وشدد على أن حل الدولتين المنشود من كافة الأطراف يتحقق فقط بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة قابلة للعيش والنماء وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967. وقال إن القضية الفلسطينية صحيح أنها قضية العرب المركزية، ولكن صحيح أيضًا أنها قضية الشرفاء في العالم بأسره.. الشرفاء ذوو الضمائر الذين يرفضون الضيم والظلم ونقيصة الاحتلال المستمر منذ 75 عاما ما يمثل وصمه عار في جبين الإنسانية. واختتم كلمه بلاده بالدعوة إلى الوقوف دقيقة تحية لأرواح الشهداء وقراءة الفاتحة ترحما عليهم والتحية دائما لفلسطين الحبيبة وشعبها الصامد الآبي الكريم.