«ضحية الرجولة».. هو أقل وصف لـ«محمد ريحان» الشاب العشريني، الذي دفع حياته ثمنا للشهامة، لرفضه قيام اثنين من زملائه بالتعدي علي صديقه أمام إحدى المدارس بالمرج، والذين اشتعل غضبهم بسبب تدخله والتصدي لهما لإنقاذ زميله من بين أيديهم، ليقرر أحدهم الانتقام منه وسدد له طعنة نافذة أسقطته على الأرض غارقا في دمائه، في مشهد مأساوي أضحى حديث الساعة علي لسان الأهالي حزنا على فراق الضحية.
كواليس الجريمة المأساوية كما سردها « أحمد حسن» خال المجني عليه لـ"البوابة نيوز" راح ضحيتها شاب يعول أسرته بعد وفاة والده منذ 4 سنوات، ورغم ضيق الحال لكنه قرر أن يكمل مشوار التعليم أملا في مستقبل مشرق لطالما حلم به، فكان يخرج إلى المدرسة في الصباح، وعقب انتهاء اليوم الدراسي يبدأ في رحلة البحث عن الرزق الحلال لمساعدة الأم على ظروف الحياة القاسية لتوفير متطلبات أشقائه الصغار، فكان يرضى بأقل شيء، قنوع زاهد، لا يعرف طريق المقاهى، ولا ينفق قرشًا فى ترفيه، وإنما مشغول طوال الوقت بهموم الأسرة.
وتابع خال المجني عليه:« محمد الله يرحمه كان بعد ما يخلص المدرسة والشغل يأتي للمنزل يجلس مع والدته يتجاذب معها أطراف الحديث ويحدثها عن تحويل الألم لأمل ليطمئن قلبها بكلماته التى كانت تخطف مسامع الجميع، فرغم صغر سنه لكنه كان متزنًا هادئ الطبع، مستطردا: « كان شايل حمل البيت».
وأردف خال الضحية :« يوم الواقعة خرج محمد لأداء اخر امتحان في العام الدراسي داخل المدرسة هنا في منطقة المرج، وما أن خرج من الامتحان شاهد اثنين من زملائه يعتدون بالضرب علي زميله «أحمد» فأسرع نحوهم وحاول فض الشجار محدثا إياهم: «عيب يا جماعة بلاش كده هتعوره» وطالبهم بالصلح، إلا أن أحدهم أغضبه ذلك ولم يستجب لمحاولة الصلح وأخرج سلاح أبيض من طيات ملابسه وتعدى بالضرب على ابن أختي ليسقط على الأرض غارقا في دمائه ويلقي مصرعه عقب وصوله إلى المستشفى.
وأوضح :« بعد إبلاغ رجال الشرطة، نجاح ضباط مباحث قسم شرطة المرج بقيادة المقدم كريم البحيري رئيس المباحث من ضبط المتهمين، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق، وبالعرض علي قاضي المعارضات أمر بتجديد حبسهم 45 يوما علي ذمة التحقيقات.