الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

علماء يحاولون هزيمة المرض القاتل.. تعاون بين شركات دواء أمريكية وألمانية للتصدى للسرطان باستخدام لقاح متطور.. وتفاؤل بإنتاج الجرعة الأولى قبل عام 2030

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"هذا اللقاح سيكون في متناولنا، وسيعطي فاعلية كبيرة، وسينقذ مئات الآلاف، إن لم نقل الملايين، من الأرواح"، كان هذا تصريح الدكتور بول بيرتون، كبير المسؤولين الطبيين في "موديرنا" في حديثه عن  لقاح للسرطان.

أعلنت شركتي ميرك الألمانية وموديرنا الأمريكية نتائج إيجابية في المرحلة الثانية من التجارب السريرية العشوائية للقاح تمّ تطويره بشكل مشترك بينهما للتصدي للسرطان.

كذلك يعمل عدد من شركات الأدوية الأخرى على إنتاج لقاحات الهدف منها التصدي للسرطان وغيره من الأمراض.

الحمض النووي الريبوزي

عزاءنا الوحيد من ما عانيناه في وباء كورونا أن كل تلك اللقاحات التي أعلنت شركات الأدوية أنها ستنتجها قبل عام 2030 ستكون مستحدثة من طريقة عمل لقاح كورونا وهو" الحمض النووي الريبوزي".

بحسب دكتورة ميلاني سويفت، من مؤسسات مايو كلينك، منظمة غير ربحية ملتزمة بالممارسات السريرية والتعليم والبحوث،  فإن الحمض النووي الريبي المرسال كان كلمة السر أيضا في لقاحات "كورونا" فهو  هو بمثابة وصفة صغيرة تحتوي تعليمات عن كيفية صنع ذلك البروتين الشوكي، عندما نأخذ هذه اللقاحات، فإن الجسم يصنع ذلك البروتين الشوكي ويكوّن دفاعًا مناعيًا دون الحاجة لتعريض الجسم للفيروس الكامل. 

وتابعت "ميلاني": إنه لا يعرضنا للفيروس بأكمله على الإطلاق، حيًا كان أو ميتًا،  يَسمح لنا ذلك بصنع مقدار يسير فقط من البروتين الشوكي، وهو مجرد جزء صغير من الفيروس، وبعد ذلك تستجيب أجسامنا وتتكون لدينا مناعة.

وهو ما أكدته البروفيسورة أوزليم  توريتشي، مالكة شركة بيونتيك، التي تسعى لإنتاج لقاح للسرطان أيضا في مقابلة لها مع "التايمز"، وهي أن أوجه التقدم التي تحققت مع لقاح كورونا قد ساعدت الجهات التنظيمية المعنية في التعرف إلى لقاحات "الحمض النووي الريبوزي المرسال"، وكيفية مراجعتها والنظر فيها، ما سيقود "بالتأكيد إلى تسريع عجلة طرح لقاحنا المضاد للسرطان".

وتابعت: "والآن نجد أن لقاح كورونا نفسه والتجربة التي خضناها لابتكاره يردان الجميل لمجهودنا في التوصل إلى حل يقضي على السرطان".

 

مخطط جيني لكل مريض

وبموجب الخطط، سيشارك مرضى السرطان مبكرًا في تجارب تستكشف علاجات تستند إلى تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" ومخصصة لكل مريض وفق حالته، من بينها لقاحات السرطان، وستنطوي هذه اللقاحات على "مخطط جيني" خاص بكل مريض بغية تحفيز جهاز المناعة على مهاجمة الخلايا السرطانية.

وفي لقاح السرطان، يشفر الحمض النووي المرسال طفرات خاصة بالورم السرطاني تسمى "المستضدات الجديدة". ينتج الجسم نسخًا من هذه المستضدات الجديدة، ويتعلم التعرف عليها، ويخلق المزيد من الخلايا المناعية التي يمكنها استهداف الخلايا المصابة، وبالتالي محاربة السرطان.

 

سرطان البنكرياس

يعد سرطان البنكرياس أكثر أنواع السرطانات فتكًا، إذ يخطف أرواح 90 في المئة من ضحاياه في غضون سنتين من التشخيص، لذا حظي بالاهتمام الأول.

كما  كشفت الدراسات أن 8 من كل 100000 شخص سنويا يكتشفون إصابتهم بهذا المرض، ويموت بهذا المرض 39 ألف شخص بشكل سنوي بسبب عدم قدرتهم على التعامل مع هذا المرض الخطير، كما أنه يصعب عملية تشخيصه في المراحل الأولى من الإصابة، لذلك فهو يؤدي إلى الوفاة السريعة.

وكانت شركة "بيونتيك" قد قدمت في "مؤتمر الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري" في شيكاغو الذي عقد في يونيو من عام 2022 نتائج تجربة مبكرة خاضتها بالتعاون مع مرضى يكابدون سرطان البنكرياس.

وتبين من  نتيجة تلك التجارب، أن السرطان لم يعاود الظهور لدى نصف المرضى المطعمين الـ16 بعد مضي 18 شهرًا على التطعيم، ومن بين المشاركين الثمانية الآخرين الذين لم يولد اللقاح أي استجابة مناعية لديهم، توفي ستة أو ظهر السرطان في أجسامهم مجددًا.

كما تخوض الشركة تجربة مماثلة على مرضى سرطان الأمعاء.

أخطر أنواع السرطان

سرطان الرئة هذا النوع من السرطان مسؤول عن وفاة ما يقرب من 20 ألف رجل سنويا وحوالي 16 ألف امرأة، مما يجعله أكثر الأمراض فتكا، ثم يليه سرطان الأمعاء، ثم سرطان البروستاتا والثدي، ثم سرطان البنكرياس، سرطان المريء سرطان الكبد،  سرطان المثانة، سرطان الدماغ.

بحسب منظمة الصحة العالمية تُعزى حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان إلى تعاطي التبغ، وارتفاع منسب كتلة الجسم، وتعاطي الكحول، وانخفاض مدخول الجسم من الفواكه والخضروات، وقلّة ممارسة النشاط البدني.

كما أكدت المنظمة أن  حالات العدوى المسبّبة للسرطان، مثل عدوى فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد، مسؤولة عمّا يقارب 30% من حالات السرطان في البلدان المنخفضة الدخل والمنتمية إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.