شهدت أسعار الذهب العالمي انخفاض مع بداية تداولات الأسبوع ولكنه حتى الآن مستقر فوق المستوى 1900 دولار للأونصة، يأتي هذا في ظل استمرار الضغوط السلبية على الذهب بسبب التوقعات برفع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي، إلا أن الذهب أظهر مرونة حتى الآن وحافظ على تداولاته فوق 1900 دولار خاصة أن كسر المستوى يفتح المجال لمزيد من الهبوط.
تتداول أسعار الذهب الفورية اليوم الاثنين وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1912 دولار للأونصة منخفضاً بنسبة 0.3%، وذلك بعد أن انخفض خلال الأسبوع الماضي وسجل أدنى مستوى في 3 أشهر عند 1892 دولار للأونصة.
و أنهى الذهب تداولات النصف الأول من عام 2023 منخفضاً بنسبة 5% بعد أن سجل انخفاض خلال كل من شهر مايو ويونيو منخفضاً من أعلى مستوى تاريخي سجله عند 2080 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
وخلال الربع الثاني من العام فقد الذهب أكثر من 50 دولار وسجل انخفاض بنسبة 2.5%، وذلك بعد أن تأثر المعدن النفيس باستمرار سياسة التشديد النقدي من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي واستمرار عمليات رفع الفائدة.
الأسبوع الماضي شهد بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي أظهرت تراجع في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري الذي يعد مقياس التضخم المفضل للبنك الفيدرالي إلى 4.6% من 4.7% خلال شهر مايو، ولكنه يظل أعلى من مستهدف التضخم لدى البنك عند 2%.
من جهة أخرى استمر الاقتصاد الأمريكي في النمو خلال الربع الأول من العام وسجل 2% بأفضل من التوقعات، ساهمت هذه البيانات في اظهار مرونة الاقتصاد الأمريكي في تحمل المزيد من التشديد النقدي ورفع الفائدة من قبل الفيدرالي، وهو ما ساعد على زيادة التوقعات برفع الفائدة في اجتماع يوليو القادم.
بيانات النمو الأمريكية ساهمت الأسبوع الماضي في دفع أسعار الذهب إلى الانخفاض لأدنى مستوى في 3 أشهر عند 1892 دولار للأونصة، قبل أن تعود إلى التعافي والاستقرار فوق المستوى 1900 دولار للأونصة بفعل بيانات التضخم التي شهدت تراجع ما يدل على استجابة التضخم لتحركات الفيدرالي.
تماسك الدولار وارتفاع عوائد السندات
تداول الدولار الأمريكي اليوم الاثنين على ارتفاع وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية والذي ارتفع بنسبة 0.2%، بعد ارتفاع خلال الأسبوعين الماضيين لينهي الربع الثاني من العام بدون تغير تقريبا ويبقى التذبذب هو المسيطر على أداء الدولار خلال النصف الأول من العام.
أما عن العائد على السندات الحكومية الأمريكية فقد شهد ارتفاع كبير خلال الأسبوع الماضي في ظل تزايد التوقعات برفع الفائدة من قبل الفيدرالي خلال اجتماعه القادم، حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.2%، وسجل أعلى مستوى في 3 أشهر عند 3.892%.
ارتفع العائد على السندات لأجل عامين الأكثر تأثراً بتغيرات أسعار الفائدة خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.7% بينما سجل اليوم أعلى مستوى منذ بداية شهر مارس عند 4.959%.
ارتفاع العائد على السندات يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب باعتبار المعدن النفيس لا يقدم عائد مقابل امتلاكه على عكس السندات، بالإضافة إلى هذا فإن ارتفاع الدولار مع بداية الأسبوع يزيد من الضغط السلبي على الذهب الذي يعد سلع تسعر بالدولار.
انخفاض كبير في الطلب على عقود شراء الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 27 يونيو، انخفاض الطلب على عقود شراء الذهب مقارنة مع التقرير السابق بمقدار 8427 عقد بينما ارتفع الطلب على عقود بيع الذهب مقارنة مع التقرير السابق بواقع 2638 عقد.
اظهر التقرير أيضاً ارتفاع إجمالي قرارات التداول على عقود شراء الذهب إلى 240 أمر تداول بينما وصلت أوامر التداول على عقود بيع الذهب إلى 166 أمر تداول.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر انخفاض الطلب على عقود الشراء وارتفاع عقود البيع وهو ما يعكس ضعف النظرة المستقبلية للذهب على المدى القصير في ظل توقعات رفع أسعار الفائدة.
ولكن بشكل عام يبقى الذهب متماسك بدعم من التوقعات بالركود الاقتصادي الذي قد يضرب الاقتصاد الأمريكي والعالمي نهاية هذا العام بسبب عمليات رفع الفائدة المستمرة من قبل البنوك المركزية العالمية، وهو الأمر الذي يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق.
من جهة أخرى نجد ان صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب تشهد تراجع كبير في اداءها خلال الأسبوع الماضي وذلك من جراء ضعف أسعار الذهب وارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمر الذي يسحب الاستثمارات من صناديق الاستثمار بشكل كبير.
صندوق SPDR الاستثماري المدعوم بالذهب والذي يعد أكبر صندوق في العالم بإجمالي رأسمال يصل إلى 60 مليار دولار، شهد خلال الأسبوع الماضي انخفاض لأدنى مستوياته منذ 3 أشهر، مسجلاً انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي.
أهم ما ينتظر الذهب هذا الأسبوع
يحمل هذا الأسبوع عدد من البيانات والأحداث الهامة في الأسواق العالمية والتي من شأنها أن تساهم في حركة الذهب بشكل كبير، حيث يصدر هذا الأسبوع محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير والذي شهد تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، و ستراقب الأسواق أية تفاصيل عن الاجتماع في محاولة لمعرفة مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة القادمة.
من جهة أخرى تصدر هذا الأسبوع بيانات قطاع العمالة عن الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تصدر بيانات العمالة في القطاع الخاص وإعانات البطالة الأسبوعية بالإضافة إلى تقرير الوظائف الحكومي الأهم عن شهر يونيو والذي يصدر نهاية هذا الأسبوع.
ترجع أهمية بيانات قطاع العمالة أن البنك الفيدرالي أشار في أكثر من مناسبة أن قرار الفائدة القادمة ستعتمد على البيانات الاقتصادية وبالأخص بيانات قطاع العمالة وبيانات التضخم.