على مدار 3 أعوام عانى العالم من حالة العزل التي أثارتها جائحة كوفيد 19 حول العالم، مما تسبب في ثبات حركة السياحة الدولية، وبعد إعلان الصحة العالمية أن كوفيد 19 لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، استرجعت مؤشرات السياحة بعض تعافيها، خاصةً مع بداية عام 2023، حيث وصل عدد السياح الوافدين الدوليين إلى 80٪ من مستويات ما قبل الجائحة في الربع الأول من عام 2023، مقارنة بالربع نفسه من عام 2019 والذي انخفضت فيه المعدلات بنسبة - 20٪، كما استعادت عائدات السياحة الدولية علامة تريليون دولار أمريكي في عام 2022، ونمت بنسبة 50٪ بالقيمة الحقيقية مقارنة بعام 2021، ووصلت إلى 64٪ من مستويات ما قبل الجائحة.
نمو السياحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
يأتي ارتفاع مؤشر السياحة العالمي، مدعومًا بالنتائج القوية في أوروبا والشرق الأوسط، حيث وصل معدل التعافي في عام 2023 نسبة 66٪، مقارنةً بعام 2022 بشكل عام.
ووفقًا لتقرير السياحة العالمي فقد نمت السياحة الدولية بنسبة 86٪ في الربع الأول من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث سافر ما يقدر بنحو 235 مليون سائح دوليًا في الأشهر الثلاثة الأولى، وشهدت منطقة الشرق الأوسط أقوى أداء (+ 15٪) وهي المنطقة الأولى في العالم التي تستعيد أرقام ما قبل الوباء في 3 شهور.
كما وصلت أوروبا إلى 90٪ من مستويات ما قبل الجائحة في الربع الأول من عام 2023، بدعم من الطلب القوي داخل المنطقة، وأيضَا وصلت إفريقيا والأمريكتان إلى حوالي 85٪ من مستويات عام 2019 في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023، بينما استعاد شمال إفريقيا (+ 4٪) أرقام عام 2019.
ويتوقع خبراء منظمة السياحة العالمية ارتفاع مؤشرات السياحة حتى أغسطس 2023، وأن يسعى السياح بشكل متزايد للحصول على القيمة مقابل المال والسفر.
مصر واجهة عالمية للسياحة
من جهة أخرى أوضحت الأمم المتحدة أهمية السياحة لكل شيء من العمالة إلى المساواة، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من التنمية المستدامة، وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي في زيارة سابقة إلى مصر إبان جائحة كوفيد 19، أن الأمم المتحدة تدعم مصر، باعتبارها إحدى الوجهات السياحية الرائدة في العالم، وأنها جاهزة للترحيب بالسياح مرة أخرى إلى العديد من المواقع التي تهم السائحين".
وتعد مصر واحدة من المجموعة الأولى المكونة من 13 دولة التي ستستفيد من الدعم الفني المتخصص من منظمة السياحة العالمية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) معًا لتقديم المساعدة في توجيه وتسريع انتعاش السياحة في البلاد، ولدعم السياحة بينما تتعافى من الآثار المدمرة لوباء COVID-19.
الاستراتيجية الوطنية للسياحة
وعلى الجانب المحلي تسعى وزارة السياحة والاثار في مصر إلى استهداف 15 مليون سائح في 2023، حيث شهدت معدلات السياحة ارتفاعًا ملحوظًا خلال الربع الأول من 2023، بمعدل نمو بنسبة 43%، مقارنة بالربع الأول من 2022، وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا مهما في صناعة السياحة المصرية.
وأوضح أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، أن الوزارة وهيئاتها المختلفة تعمل على مضاعفة جهود استيعاب السائحين واستهدافهم من خلال رفع الطاقة 3 أمثال في الفنادق والأنشطة الترفيهية، وإصدار تسهيلات للحصول على التأشيرات السياحية، بالإضافة إلى تغيير استراتيجية التعامل مع الأسواق السياحية، وإطلاق برنامج تحفيز طيران جديد.
وتسعى الوزارة إلى العمل على الانتقال بالتطوير المؤسسي في هذا المثلث إلى مستويات أعلى، وإعادة توجيه برامج الإنفاق العام، وجودة التنسيق مع الوزارات المعنية وقيادة برامج التنفيذ المشتركة، وفتح مجالات التعاون مع القطاع الخاص.
حملات تنشيط دولية
كما أطلقت وزارة السياحة عدد من الحملات الدولية الجديدة، لدعم منظمي الرحلات ووكلاء السفر العالميين من خلال عدة دول من بينهم ايطاليا وروسيا، حيث قام وزير السياحة أحمد عيسى، بزيارة إلى ايطاليا وعقد عدة لقاءات مع مسئولين وومثلي هيئات السياحة لتنشيط الوفود السياحية القادمة من إيطاليا إلى مصر، حيث يفضل السائحون الايطاليون واجهة مصر السياحية.
كما عقد عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، أواخر يونيو الماضي عدد من اللقاءات المهنية مع كبار منظمى الرحلات العاملين في السوق الروسى، بهدف تعريف كبار منظمى الرحلات العاملين في السوق الروسى بالتطورات التي يشهدها قطاع السياحة في مصر ومؤشرات الحركة السياحية الوافدة من السوق الروسي إلى المقصد السياحي المصري، بالإضافة إلى حجم الطلب على زيارة مصر خلال الفترة القادمة.
ويعد السوق الروسى أحد الأسواق الرئيسية الهامة بالنسبة للسياحة المصرية، حيث جاء في المركز الثانى من حيث أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال عام 2022.
