قال عالم الاجتماع الإيراني، حسين فالح، والذي كان مستشارًا للرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، إن الإيرانيين ينظرون إلى هيكل السلطة الحالي على أنه كيان غريب.
وقال حسين فالح، في مقابلة مع رويداد 24: إن الحكومة فقدت ثقة الشعب، وسعت الفجوة بينها وبين الأمة بدلًا من محاولة سدها، وأضاف قائلًا: "لقد أصبحت أقل انتباهًا للمطالب الشعبية".
وبدأ عدم الاستقرار السياسي المتفشي في إيران عام 2017، بعد سنوات من تدهور العلاقات مع الغرب والعقوبات الدولية، وأصبح الاقتصاد راكدًا.
في الواقع، لم تتوقف الاحتجاجات المناهضة للنظام التي بدأت في ديسمبر من ذلك العام، وفي سبتمبر 2022 خرج ملايين الأشخاص المحبطين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد، مما شكل أخطر تحد لنظام الملالي منذ أربعة عقود.
وقال فالح، وهو أيضًا دبلوماسي سابق وأستاذ مساعد حالي في قسم الفلسفة جامعة شهيد بهشتي في طهران: "بشكل عام، عندما يكون هناك انقسام بين الحكومة والأمة، تصبح البلاد مستقطبة".
وأضاف فالح: "في مثل هذه الحالة، لا أحد يسمع صوت الحقيقة، وبدلًا من ذلك، سيستمع الجميع إلى أولئك الذين يختزلون الجانب الآخر إلى مستوى العدو"، مضيفًا أن كل طرف يرى أي أخبار إيجابية عن نفسه على أنها حقيقة، وأي بيان سلبي يعتبر كذبة دون أن يكلف نفسه عناء إثبات الحقيقة".
وأكد عالم الاجتماع: "الفجوة بين الحكومة والأمة عميقة وواسعة في الوقت الحالي، ونتيجة لذلك، فإننا نميل إلى تصديق أي أخبار كاذبة تدعم وجهة نظرنا أو تستبعد رأي الطرف الآخر".
وأضاف فالح، أنه منذ القرن الثامن عشر، كانت هذه الانقسامات المتراكمة هي القوة الدافعة للتطورات السياسية بينما تخلق أيضًا صراعات اجتماعية، وقال إن عدم ثقة الناس في الحكومة سيزيد من الصعوبات، وسيؤدي في النهاية إلى تآكل شرعية الحكومة تمامًا.
وقال إنه في الوقت نفسه، في ظل غياب الثقة العامة، لا تستطيع الحكومة تعويض عدم كفاءتها، والخطير بشكل خاص هو الانقسام بين جيل الشباب ورجال الدين المسنين المدعومين من الحرس الثوري الذين يحاولون إبقاء المجتمع ضمن حدود أيديولوجيتهم الدينية الانعزالية.
وفي نفس السياق، وفي تسليط الضوء على الانقسام بين الدولة والأمة، كتب المتحدث الرسمي السابق باسم الحكومة علي ربيعي في اعتماد أونلاين أنه يبدو أن هناك نزعة في الحكومة لمعارضة سعادة الناس، وللأسف نسيت الحكومة الأحداث التي وقعت خلال احتجاجات خريف 2022، وهذا أمر خطير.