الجمعة 20 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

عبدالرحيم علي في حوار لمجلة «فالير أكتويل» الفرنسية: روح المقاومة ضد التطرف الإسلامي تكاد تكون غائبة في أوروبا.. الإخوان أعادوا تنظيم أنفسهم في القارة العجوز.. والخطر قائم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قيمة الشراكة الاقتصادية لشركات الإخوان في الاتحاد الأوروبي 33 مليار يورو
علاقات وثيقة تربط التنظيم بشبكات إرهابية في أمريكا اللاتينية
يسعى الإخوان للتسلل إلى المجتمعات الأوروبية بنسج شبكة واسعة من العلاقات عن طريق المساجد والمراكز الثقافية والجمعيات الخيرية لأسلمة القارة
 

أجرت مجلة «فالير أكتويل» الفرنسية، فى عددها الصادر الخميس الماضى، حوارًا مع الكاتب الصحفى عبد الرحيم على، وتصدر الحوار غلاف المجلة تحت عنوان «إخوان مزيفون وإسلامويون حقيقيون.. تحقيقنا حول الشبكة التى ينسجها فى أوروبا التنظيم الخطير لجماعة الإخوان المسلمين».. نبه عبدالرحيم على فى حواره إلى خطورة غياب روح المقاومة ضد التطرف الإسلامى فى أوروبا.. وإلى نص الحوار كما نشرته المجلة الفرنسية.

قال الكاتب الصحفى عبد الرحيم على، النائب السابق بالرلمان المصرى، إن أوروبا اليوم أصبحت موطن جماعة الإخوان المسلمين، طبقًا لخطتهم الجديدة للمستقبل؛ مشيرًا إلى أن اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا (UOIF) الذى أعيد تسميته باتحاد مسلمى فرنسا فى عام 2017، ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأن «قيمة الشراكة الاقتصادية لشركات الإخوان فى دول الاتحاد الأوروبى وصلت إلى 33 مليار يورو». وأضاف الخبير السياسى، عبد الرحيم على، المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية والإرهابية، أن تنظيم الإخوان المسلمين يسعى للتسلل إلى المجتمعات الأوروبية، بنسج شبكة واسعة من العلاقات، عن طريق المساجد والمراكز الثقافية والجمعيات الخيرية لأسلمة القارة؛ موضحًا أنه «إذا استمر مشروع الإخوان فى التوسع فإننا نخاطر بدخول إسلاميين من الجيل الرابع أو الخامس إلى السلطة فى أكثر من دولة أوروبية وأشار عبد الرحيم علي، رئيس ومؤسس مركز دراسات الشرق الأوسط فى باريس (CEMO)، ومؤلف أكثر من عشرين كتابًا عن الجماعات الإرهابية، إلى أن قادة الإخوان أدركوا أنهم غير قادرين على البقاء فى الشرق الأوسط، فسعوا إلى مناطق آمنة فى أمريكا اللاتينية لا سيما البرازيل والأرجنتين وباراجواي؛ معتبرًا أن «جميع مؤسسات الإخوان فى أمريكا اللاتينية لعبت دورًا رائدًا فى دعم الإرهاب».
وتابع «علي»: أنه تم استهدافى بمحاولات اغتيال كشف عنها الأمن القومى المصرى بين 2011 و2013، وأننى شاركت كنائب ببرلمانى فى إصدار قوانين لمكافحة الإرهاب بين 2015 و2021؛ مشيرًا إلى أنه «فى 7 مارس 2013 عقد البرلمان الأوروبى اجتماعًا فى بروكسيل، حضره أبرز قادة الإخوان وقيادات حزب النور السلفى بمصر لمناقشة مستقبل الإسلام السياسى بعد الربيع العربي». مزيد من التفاصيل فى نص الحوار الآتي:

 


 

■ حذرتم من خطر الإخوان منذ سنوات.. فما تجربتك بعد التعرف عليهم والتواصل معهم فى مصر؟

- أنا جزء من مجموعة صغيرة تحذر منذ سنوات من خطورة الإخوان المسلمين؛ فمنذ اغتيال الرئيس محمد أنور السادات عام ١٩٨١ حتى وصولهم إلى السلطة عام ٢٠١٢؛ ألفنا كتبًا واجهت أفكارهم، وحاربنا معتقداتهم أمام كاميرات كل القنوات التليفزيونية العربية والدولية، حتى انتهى بهم الأمر إلى تسميتي بـ"عدو الإسلام».
وبالفعل تم استهدافى بالتهديدات ومحاولات الاغتيال التى كشف عنها جهاز الأمن القومى المصرى وبين عامى ٢٠١١ و٢٠١٣، قاموا بإقصائى تمامًا واستبعادى من الحياة السياسية والإعلامية فى مصر ولكنى تعاقدت مع قناة العربية السعودية للظهور معها على الهواء مباشرة.
خلال تلك الفترة تم منع الصحف من نشر مقالاتى أو استضافتى. كل تلك الإجراءات والعقوبات تجاهى، إلى جانب موقفهم الأساسى ضد المجتمع، دفعتنى لمحاربتهم فى الشوارع حيث قمت بقيادة جزء كبير الاحتجاجات ضدهم وضد سياساتهم. واستمرت هذه المعركة حتى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وسقوط الإخوان المسلمين. وبعد ذلك، شاركت، كنائب فى مجلس النواب المصرى بين عامى ٢٠١٥ و٢٠٢١، فى إصدار قوانين مكافحة الإرهاب، مما جعل من الممكن مكافحة جرائم الإخوان بشكل أكثر فاعلية.
■ منذ عشر سنوات، أدى سقوط الإخوان فى مصر، بلد منشأهم الأصلى، إلى إضعاف التنظيم الإسلامى بشكل كبير.. من وجهة نظرك ماذا حدث؟ وما هى عواقب وتأثيرات ذلك؟

- قبل إعادة هيكلة جماعة الإخوان تم عقد اجتماعين، فى أغسطس ٢٠١٢ فى لندن بإنجلترا، الدولة التى لها علاقات تاريخية مع التنظيم، وفى ديسمبر ٢٠١٢ فى ستوكهولم، السويد، التى أصبحت المركز الإدارى للجماعة فى أوروبا. وخلال تلك العملية، تم تقسيم الإخوان إلى سبع مناطق عالمية.
وبتاريخ ١٥ يناير ٢٠١٣ عقد اجتماع للجماعة فى تركيا، تم خلاله الموافقة على تعيين أعضاء الفرع السرى الجديد، وتوسيع مجلس الشورى ليشمل مناطق ذات ثقل وتأثير واسع مثل الخليج وتمت الموافقة أيضًا على طرق زيادة الموارد المالية ونظام الاتصال.
وفى ٧ مارس عقد البرلمان الأوروبى اجتماعًا فى بروكسل، حضره أبرز قادة الإخوان من المغرب والجزائر وتونس ومصر وماليزيا وغزة وتركيا، وقيادات حزب النور السلفى فى مصر. وناقشوا مستقبل الإسلام السياسى بعد الربيع العربى والتعددية السياسية والعلاقات مع إسرائيل.
وبعد سقوط الرئيس مرسى فى يوليو، وافق اجتماع الإخوان فى اسطنبول على خطة الفرع الإخوانى المصرى فى مواجهة النظام الجديد والاستغلال الأمثل من هيكلة الإخوان لتمتلك أفرع وشبكات مستقلة فى أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط وأيضا فى دول الخليج، حيث تلعب الكويت وقطر دورًا رائدًا.
وعقب اجتماع عقد فى ٣ أغسطس ٢٠١٨ بين أقطاى مستشار أردوغان وقادة الإخوان، تم الاتفاق على: سحب الدور القطرى لصالح تركيا التى ستدير هذه الملفات بشكل مباشر.

■ هل نفهم أن هذا الاجتماع صدًق على انتقال السلطة من الإخوان القطريين إلى تركيا؟
- لا يوجد بيان رسمى بل مجرد اتفاق خلال الاجتماع فقط.
■ كيف يتم تنظيم تلك الجماعة الإسلامية على مستوى العالم؟ وهل تغير هيكلها فى السنوات الأخيرة؟

- جماعة الإخوان المسلمين تم تأسيسها من قبل حسن البنا فى مصر عام ١٩٢٨ والاستراتيجية التى نجحت هذه الجماعة فى تنفيذها هى تحويل بنيتهم المركزية والهرمية إلى نظام من الشبكات، مثل أخطبوط ذو أذرع متعددة ومستقل وذلك من أجل البقاء وزيادة القدرة على خوض أى مواجهة مع دولة أو تحالف مكون من أى دول فى أى بقعة من بقع العالم ومنذ نقطة التحول الكبرى لعبد الناصر عام ١٩٥٤، وبدأت هجرة الإخوان تجاه أوروبا عن طريق ممرات متتالية عبر ليبيا والسعودية والكويت والإمارات وقطر.
■ لماذا أصبحت أوروبا المركز الجديد لنشاط الإخوان المسلمين وكيف تعمل قوتها الناعمة هناك؟

- يؤثر تطور الديناميكيات الإقليمية للقوة الناعمة للإسلاميين فى النطاق الأوروبى على النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والثقافية والتعليمية للمجتمعات فى تلك القارة بطرق مختلفة حيث يتم الترحيب بالأصوليين الإسلاميين ودمجهم هناك بغض النظر عن هوياتهم، وعضويتهم فى العديد من الأحزاب الشيعية والسنية وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين من أقوى هذه الجماعات الإسلامية فى أوروبا.
وهكذا أصبحت أوروبا موطن الإخوان المسلمين طبقًا لخطتهم الجديدة للمستقبل. وأوروبا الآن تعتبر قارة حاضنة وملجأ لتلك الجماعات والتيارات التى تحمل مشروع اختراق بلا حدود للمجتمع الأوروبى بأسره؛ فالإخوان هناك يقودهم سمير فلاح المقيم فى ألمانيا، ومرشدهم الروحى راشد الغنوشى المسجون حاليًا فى تونس. ويخوض أتباعه الانتخابات وينظمون الحملات الانتخابية ويصوتون لليسار الاشتراكى والخضر، بل ويتم انتخابهم.
وتصل قيمة الشراكة الاقتصادية لشركات الإخوان مع الشركات الكبرى فى الاتحاد الأوروبى إلى حوالى ٣٣ مليار يورو، كل ذلك دون أن نأخذ فى الاعتبار العلاقات القوية التى تربط التنظيم بدوائر صنع القرار فى بروكسل.. الهدف من كل ذلك: التسلل إلى المجتمعات الأوروبية من خلال نسج شبكة واسعة من العلاقات عن طريق المساجد والمراكز الثقافية والجمعيات «الخيرية» التى تسعى لأسلمة القارة بأكلمها.
وشهدت الساحة الأوروبية إعلان فصل «اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا» عن «التنظيم الدولى للإخوان»، تجنبًا وهربًا من تهديدات دونالد ترامب المتعلقة بحظر تنظيم الإخوان على"المستوى العالمي».
■ هل لعب هذا الانفصال المرتبط بترامب دورًا مهمًا فى تأسيس جماعة الإخوان فى أوروبا؟

- كان إعلان الانفصال يهدف إلى إحباط تهديدات ترامب وتهديدات أخرى، لكن فى الحقيقة العلاقات لم تتغير مطلقا.

■ وماذا عن فرنسا بالتحديد؟
- أسس محمد حميد الله جمعية الطلاب المسلمين بفرنسا (AEIF) فى باريس عام ١٩٦٣، وهى أول منظمة لجماعة الإخوان المسلمين فى البلاد ومن الواضح أن اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا (UOIF) الذى أعيد تسميته باتحاد مسلمى فرنسا فى عام ٢٠١٧، ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين ونجحت فى تأسيسها من خلال تجنيد مديرين تنفيذيين من شمال إفريقيا، وخاصة التونسيين كما تم ضم أكثر من ٢٥٠ مسجدًا وجمعية، مما سمح لها بممارسة سلطتها على كتلة كبيرة من المسلمين والتأثير فى انتخابات المجلس الفرنسى لعبادة الإسلام (CFCM).
ويحافظ مديروها التنفيذيون على علاقات مميزة مع السلطات بفضل حربهم المزعومة ضد التيار السلفى، وهو ما منحهم نفوذًا فى الحملات الانتخابية المحلية والتشريعية. كما يسيطر الإخوان أيضًا على نصف معاهد تدريب الأئمة خاصة المعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية (IESH) ومعهد ابن سينا وهناك العديد من المعاهد الأخرى.
ووفقًا لمعلوماتنا يصل عدد هذه المعاهد إلى حوالى ٢٠٠ ينتمون إلى حركة الإخوان المسملين كما أن هناك مساجد تابعة لهم تدعو إلى التطرف فى بوردو وويبى وكريتيل وكوربيل إيسون وباريس وليل ومرسيليا وميتز وشاتودون وإيفرى وسيرجى ونانت ونيم وكان وريمس وبوفيه.
■ وما مشاريع الإخوان على الصعيد العالمي؟

- تعمل جماعة الإخوان المسلمين على إعادة تمركز نفسها فى السويد وأيرلندا وماليزيا عن طريق إنشاء دوائر مالية جديدة. لقد استمروا فى لندن لأن نشاطهم هناك أكثر سرية، كما هو الحال فى تركيا، حيث مولوا حملة أردوغان ولا تزال قطر تدعمهم بمساعدات ودوائر جديدة وبطريقة أكثر غموضًا.
كما تستعد جماعة الإخوان المسلمين لحملات ضد الإمارات العربية المتحدة وتسعى لإثارة الخلاف بين الإمارات والسعودية وفى الغرب، يريدون الاقتراب من المنظمة غير الحكومية داون Dawn فى الولايات المتحدة والمجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية، وكذلك الكونجرس فى واشنطن والبرلمان الأوروبى، للضغط على المنظمات غير الحكومية الإسلامية، ومقرها فى بروكسل على وجه الخصوص، وتوجيه اللوم لمصر ودول أخرى مثل الإمارات.
وستكون فرنسا قاعدة مهمة لانتقاد حكومتها وعلاقاتها بهاتين الدولتين، خاصة بعد أن قامت السلطات الفرنسية بمراقبة الأنشطة المالية لهذه الجماعات. كما ستقوم هذه المنظمة بمضاعفة الجماعات الإنسانية الخاصة بجمع الأموال والقيام بحملات مشتركة مع المنظمات الكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية، والعمل من أجل المزيد من «التسامح» واستخدام مكافحة «الإسلاموفوبيا» للدفاع عن الإخوان المسملين من خلال حركة «التقية"؛ بل إنهم يريدون الاقتراب من المنظمات الماسونية، وقاموا بإجراء اتصالات بالفعل معها فى فرنسا وبلجيكا.


■ أمام سيل الانتقادات وفرض الرقابة على أنشطتها، كيف تتكيف جماعة الإخوان المسلمين مع كل هذا وتغير مراكز قوتها.. وما الدول المعنية بذلك؟

- أدرك قادة الإخوان المسلمين أنهم لم يعودوا قادرين على البقاء على قيد الحياة فى الشرق الأوسط، وبالتالى سعوا إلى مناطق آمنة لنقل مركز النفوذ والنشاط الرئيسى للإخوان وعلى وجه الخصوص، اختاروا بلدان أمريكا اللاتينية، ولا سيما البرازيل والأرجنتين وباراجواى، لنقل ثقلهم الاقتصادى والمالى هناك، مستفيدين من الوجود المحلى للجمعيات المنتسبة وممتلكاتهم من الأراضى.
وقد تم تفعيل هذه الفروع من خلال المؤسسات والجمعيات الاجتماعية والثقافية والمدارس ودور العبادة المحلية وتجدر الإشارة إلى أن تجارة الحلال هى الركيزة التجارية الرئيسية للمجموعة فى أمريكا اللاتينية، وفى الحقيقة كان النجاح، الذى حققه الإخوان المسلمين هناك والقاعدة الكبيرة من المتابعين، بمثابة الغطاء الفعلى كل أنشطتهم.
■ هل القارة الإفريقية أيضا مستهدفة بمشاريع اختراق الإخوان المسلمين؟

- يقوم مشروع الإخوان المسلمين فى أفريقيا على أربع دول: النيجر ومالى والصومال وبوركينا فاسو. كانت فروعها المالية والجمعيات الخيرية والجمعيات الاجتماعية بمثابة غطاء لأنشطة المجموعة بفضل العديد من الخدمات أو الفروع أو المؤسسات التى مكنت من تنفيذ هذا المخطط العالمى بناءً على الخدمات التالية: الأمانة العامة وإدارة الاتصالات، التخطيط والبحوث وإدارة الأمن فى لندن.
وأيضًا دائرة التوظيف فى عمان، الأردن، والتى ترسل الإخوان المسلمين للعمل فى بعض البلدان الأفريقية. وأيضا قسم الطلاب فى السودان، الذى يتعامل مع الأمور الإدارية المتعلقة بالطلاب من جميع أنحاء العالم ؛ وأخيرًا دائرة الدعاية الإعلامية فى عمان، التى من المفترض أن تروج، وكذلك فى أوروبا وأمريكا، للإخوان، وخاصة جماعة حماس، وذلك من خلال الدعاية عن طريق الندوات والقنوات الفضائية والمقابلات الإعلامية أو المطبوعات والصحف والنشرات والكتب.
■ هل لجماعة الإخوان المسلمين علاقات مع منظمات إجرامية؟

- فى الحقيقة من أجل ضمان مصادر تمويل مستدامة، بدأ قادة الإخوان بإنشاء صناديق استثمارية برأس مال يشمل تبرعات رجال أعمال خليجيين وبعد ذلك تم التوجه لتجارة الأسلحة والمخدرات، تحت غطاء المؤسسات الإسلامية، وتم أيضا اللجوء لطرق غسيل الأموال. وخلال النصف الثانى من القرن العشرين ضاعفت المنظمة مشاريعها فى هذا المجال خاصة فى منطقة البحر الكاريبى وأمريكا اللاتينية التى أصبحت معاقل لعناصر الجماعات الإرهابية.
ووفقًا لـ «أوراق بنما»، التى تم الكشف عنها فى عام ٢٠١٦، تمثل الشركات المالية الخارجية أحد أهم مصادر التمويل للإخوان فى أمريكا اللاتينية ويدور عمل المسؤولين الاقتصاديين فى المجموعة حول التلاعب غير المشروع فى المعاملات وأسعار الأسهم، والإيداعات المزيفة بأسماء مزيفة، والتهرب الضريبى وهكذا تبنى الإخوان المسلمون إستراتيجية تقوم على الركائز الخمس: السرية والخداع والتستر والعنف والانتهازية.

■ هل للإخوان صلات بمنظمات إرهابية دولية مثل الدولة الإسلامية والقاعدة؟
- لا تحافظ جماعة الإخوان على علاقات رسمية مع تنظيمى الدولة الإسلامية والقاعدة، لكن التنظيمات الثلاثة تشترك فى كونها دعائم أيديولوجية لتلك التنظيمات، وأوجه التشابه بينهم تفوق الاختلافات بكثير حيث حفزت الأهداف الإقليمية طويلة المدى أيضًا أشكالًا مختلفة من التعاون بين المجموعات الثلاث، مثل التعاون بين فرع الدولة الإسلامية فى سيناء وحركة الإخوان المسلمين التابعة لحماس.
وعلى الرغم من اختلاف هذه الجماعات فى كثير من الأحيان فى استراتيجياتها الشاملة للتكيف، إلا أنها ملتزمة فى نهاية المطاف بإيديولوجيتها المشتركة ورؤيتها لدولة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية. ومثال على هذا الترابط: انتقل أبو بكر البغدادى من سلفية الإخوان المسلمين إلى السلفية العنيفة للقاعدة ليؤسس أخيرًا داعش.
كما دعم الإخوان إنشاء بنك التقوى فى جزر الباهاما، وهو عبارة شركة تمثل واجهة خارجية تدعم الجماعات الإرهابية (حماس، الجبهة الإسلامية للإنقاذ، القاعدة)، وذلك بحسب ما ذكرته وزارة الخزانة الأمريكية. وكشف أيمن الظواهرى، أحد مؤسسى القاعدة، أن أسامة بن لادن نفسه ينتمى إلى فرع الإخوان المسلمين فى شبه الجزيرة العربية كما كان لجماعة الإخوان المسلمين تأثيرا عميقا على خالد شيخ محمد الذى أطلق أحداث ١١ سبتمبر.
■ ما دور شبكات الإخوان المسلمين فى انتشار الإرهاب؟

- لعبت جميع مؤسسات الإخوان فى أمريكا اللاتينية دورًا رائدًا فى دعم الإرهاب، مما زاد من مخاطر وجود عناصر إرهابية من القاعدة وداعش وحزب الله. وهكذا ثبت أن إرهابيى المخدرات الكولومبيين من جماعة فارك FARK تعاونوا مع القاعدة بإرسال طائرة محملة بالمخدرات من فنزويلا إلى مالى لتقديم الدعم المالى للعمليات الإرهابية فى مناطق مختلفة من العالم وفى السابق تم العثور على إرهابيين فى البرازيل وفنزويلا وبيرو وباراجواى.
■ هل الدول الغربية وقادتها سلبيون أو متواطئون فى مواجهة تهديد الإخوان المسلمين؟

- بدلًا من محاربتهم، سمحت النخب السياسية للإخوان المسلمين بتعزيز وجودهم فى القارة وبعد أن استيقظت بسبب الهجمات الإرهابية، انتهى الأمر بأوروبا إلى اكتشاف أنها سقطت فى براثن التنظيم؛ فمن ناحية، تتعاون الأحزاب اليسارية والبيئية مع جماعة الإخوان لأغراض انتخابية ومن ناحية أخرى، فإن بعض أولئك الذين فهموا خطورة هذه الشبكات لديهم مفهوم عنصرى وينتمون إلى أحزاب اليمين المتطرف.
بين هذين التوجهين، يجب على النواب المنتخبين الواعين والمسؤولين مواجهة تحدى هذه المنظمة بأسلحة مفاهيمية حديثة، تنبع من القيم الأوروبية لحقوق الإنسان والديمقراطية. ولسوء الحظ، فإن روح المقاومة هذه شبه غائبة على الساحة السياسية فى أوروبا. ويؤسفنى أن أؤكد لكم أنه إذا استمر مشروع الإخوان المسلمين فى التوسع، فإننا نخاطر برؤية، على المدى المتوسط، ألا وهى دخول إسلاميين من الجيل الرابع أو الخامس إلى السلطة فى أكثر من دولة أوروبية.
ويمكن أن يبدأ ذلك بفرنسا.. ربما يكون من المفيد الاستماع إلى الدروس التى تعلمتها الدولة الإسلامية المصرية، والتى كانت الهدف الأول لجماعة الإخوان المسلمين وعانت منها كثير؟ الحل الوحيد هو تفكيك هذه الجماعة وكشف خططها وتجفيف مصادر تمويلها.. باختصار، أعلنوا حربا شاملة عليها لوقف انتشارها.