عيّن البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رئيس الأساقفة الأرجنتيني فيكتور مانويل فرنانديز، على رأس دائرة "عقيدة الإيمان" في الفاتيكان، خلفًا للكاردينال لويس لاداريا فيرير (79 عامًا) الذي يرأس هذه الدائرة منذ عام 2017.
وسيتولى فرنانديز (61 عامًا) مهمته الجديدة في منتصف سبتمبر المقبل.
من هو العميد الجديد؟
ولد فرنانديز عام 1962 في بلدة "ألسيرا" الريفيّة الصغيرة بمقاطعة قرطبة. رُسم كاهنًا في 1986، في أبرشيّة "ريو كوارتو". وفي عام 1988 حصل على شهادة الماجستير في اللاهوت الكتابي من الجامعة الغريغوريّة البابويّة في روما، ثم على درجة الدكتوراه في اللاهوت في 1990.
كان كاهنًا لرعيّة "سانتا تيريسيتا" في ريو كوارتو (قرطبة) من 1993 إلى 2000، وكان مؤسّس ومدير معهد لتنئشة العلمانيين ومركز لتدريب المعلمين في نفس المدينة. في أوائل التسعينيات انتقل فرنانديز إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حيث تم تعيينه مستشارًا في عدة لجان تابعة لمجلس أساقفة الأرجنتين كما ومجلس أساقفة أمريكا اللاتينيّة.
أصبح عميدًا لكليّة اللاهوت في الجامعة البابويّة الكاثوليكيّة في الأرجنتين ورئيسًا للجمعية اللاهوتيّة الأرجنتينيّة خلال الأعوام 2008 و2009. وفي 2009، عيّنه الكاردينال خوخي بيرغوليو رئيسًا للجامعة البابويّة الكاثوليكيّة في الأرجنتين. وقد عينه البابا فرنسيس رئيسًا للأساقفة في 2013.
رسالة بابويّة
وإثر هذا التعيين، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس الأساقفة فيرنانديز المعيّن قال فيها بأنّه يوكله مهمّة "يعتبرها ذات قيمة كبيرة"، وأشار إلى أنّ الدائرة في بعض الأحيان شجعت على متابعة "أخطاء عقائديّة" على "تعزيز المعرفة اللاهوتيّة".
وأضاف: "إنني أتوقّع منك بالتأكيد شيء مختلف تمامًا"، وهو "التزامك الشخصي، وبطريقة مباشرة، للهدف الرئيسي من هذه الدائرة، ألا وهو حماية العقيدة". وأشار إلى أنّه يكلفه، مع هذا التعيين، بمهمة يعتبرها ذات قيمة كبيرة، غرضها الرئيسي هو حماية التعليم النابع من الإيمان، لإعطاء سبب لرجائنا، ولكن ليس كأعداء يوجهون أصابع الاتهام والإدانة".
وأشار البابا إلى أنّ رئيس الدائرة الجديد يحظى بالتقدير منذ فترة طويلة بسبب كاريزمته اللاهوتيّة خلال أعماله كعميد لكلية اللاهوت في بيونس آيرس، ورئيس الجمعية اللاهوتيّة الأرجنتينيّة، ورئيس لجنة "الإيمان والثقافة" التابع لمجلس أساقفة الأرجنتين، ورئيس الجامعة البابويّة الكاثوليكيّة في الأرجنتين.
أداة في خدمة البشارة
وسلط البابا الضوء في رسالته على إنشاء قسم خاص في الكرسي الرسولي مخصص لحماية القاصرين، وطلب من العميد الجديد التزامًا شخصيًّا ومباشرًا للهدف الرئيسي للدائرة، وهو "حماية العقيدة". كما طلب منه إعطاء زخم أكبر لنقل الإيمان في خدمة البشارة، حتّى يكون معيارًا لفهم معنى الوجود، خاصة في مواجهة الأسئلة التي يطرحها تقدّم العلم وتطوّر المجتمع.
وشجّع قداسته في الرسالة على تجديد إعلان رسالة الإنجيل، داعيًا الدائرة لأن تكون أداة للبشارة تعمل على مساعدة الكنيسة للدخول في حوار مع الناس في عالم مطبوع بسياق غير مسبوق في تاريخ البشريّة. وقال: إنّ الكنيسة بحاجة إلى أن تنمو في تفسيرها للكلمة الموحى بها، وفي فهمها للحقيقة، دون أن تفرض طريقة واحدة للتعبير عنها. وأضاف: إنّ النمو المتناغم الذي يغذيه الاحترام والمحبّة سيحافظ على العقيدة المسيحيّة بشكل أكثر فعاليّة من أية آلية تحكّم أخرى.
لاهوت غير منحصر في المكتب
ودعا اللاهوتين إلى عدم الاكتفاء بـ"علم لاهوت مكتبي" أو بمنطق بارد وصعب يسعى للسيطرة على كلّ شيء. وقال: إنّنا بحاجة إلى أن لاهوت يكون منتبهًا لمعيار أساسي يعتبر أنّ أية تصورات لاهوتيّة تلقي بظلال من الشك على قدرة الله المطلقة، وخاصة على رحمته، "غير ملائمة". وشدّد على الحاجة إلى طريقة تفكير تقدّم الله يحب الناس ويغفرهم ويحفظهم ويحرّرهم ويدعوهم إلى الخدمة الأخويّة.
وفي ختام رسالته، طلب الحبر الأعظم من رئيس دائرة "عقيدة الإيمان" الجديد على تشجيع إعلان يرتكز على الأمور الأساسيّة، وهي الأجمل والأعظم والأكثر جاذبيّة، وفي نفس الوقت الأكثر ضرورة، كما نبهه من إغراق القضايا المركزيّة بالقضايا الثانويّة، داعيًّا أن تكون الوثائق الصادرة من الدائرة لها الدعم اللاهوتي الكافي، ومتسقة مع التعليم العريق للكنيسة.