زار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بلدة سكيو، الكائنة في محافظة فيشنسا الإيطالية، حيث دشن تمثالاً بعنوان "حرِّروا المضطهدين"، مُكرس للقديسة جوزيبينا باخيتا.
وحذرالكاردينال بارولين من الانغلاق على الذات الذي يمنعنا من رؤية الآخرين، مشددا على ضرورة التحرر من اللامبالاة التي ننظر من خلالها إلى ما يشهده عالمنا من معاناة وآلام.
تخللت احتفال التدشين كلمة للكاردينال بارولين دعا فيها إلى طلب شفاعة القديسة جوزيبينا باخيتا، الراهبة الأفريقية التي عملت من أجل تحرير الرق، وهي شفيعة ضحايا الاتجار بالبشر، سائلا الله أن يحرر كل واحد منا من عبودية الفردانية وأن يدفعنا على القيام بشيء ما لصالح الآخرين. التمثال الذي باركه نيافته هو من صنع النحات الكندي تيموتي شمالز الذي صنع أيضاً تمثالاً يجسد مهاجري الأمس واليوم وقد شاء البابا فرنسيس أن يوضع بشكل دائم في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. تمثال "حرِّروا المضطهدين" يسعى إلى تجسيد الأشكال المختلفة للعبودية الموجودة اليوم في العالم. إنه تمثال برونزي تم تنفيذه بفضل إسهام مادي من مؤسسة عائلة رودولف براتي وهي عائلة من المهاجرين الإيطاليين الذين استقروا في كندا.
وخلال احتفال التدشين – الذي نُظم في بلدة سكيو حيث عاشت القديسة باخيتا وحيث ترقد رفاتها – شاء نيافته أن يوجه كلمة شكر من صميم القلب إلى من ساهموا في هذه المبادرة، خاصا بالذكر النحات والبلدية وجميع من قدموا الدعم المادي للمشروع. وقال بارولين إن هذا العمل يحملنا على التفكير والتأمل في معاناة الأشخاص الذين يقعون ضحية الأشكال المتعددة للعبودية. واعتبر أن كل واحد منا لديه قيود ينبغي أن يتحرر منها، وبالتالي يتعين علينا جميعاً أن نطلب من القديسة باخيتا، شفيعة ضحايا الاتجار بالبشر، أن تساعدنا على التحرر من عبودية الانغلاق على أنفسنا.
هذا وسلط الضوء على الفردانية التي تمنعنا من الاعتناء بالآخرين، كما ينبغي أن نفعل، مذكراً المشاركين في احتفال التدشين بأن البابا فرنسيس ما فتئ يشدد على ضرورة التحرر من اللامبالاة عندما ننظر إلى واقع الألم والمعاناة والهشاشة.
وعبر الكاردينال بارولين عن قناعته بأنه عندما سنتمكن من التحرر من هذه العبودية – التي تعنينا جميعا – سنصبح قادرين على فتح الأعين وإدراك الأوضاع الراهنة في العالم والاعتناء بالأشخاص المحتاجين. وقال: لا نستطيع ربما أن نفعل كل شيء، لكن كل واحد منا قادر على الإسهام بشيء قليل، ولا بد أن يشعر كل واحد منا بضرورة الالتزام في هذا الاتجاه. في ختام احتفال التدشين، توجه المؤمنون بتطواف إلى كاتدرائية القديس بطرس حيث تم الاحتفال بالقداس الإلهي.
النحات الكندي شمالز ورئيس مؤسسة عائلة رودولف براتي، كريستوفر براتي، التقيا بالبابا فرنسيس يوم الأربعاء، في ختام المقابلة العامة مع المؤمنين وتبادلا معه بعض الكلمات بشأن آفة العبودية والإرث الذي تركته لنا القديسة جوزيبينا باخيتا. وبارك البابا مجسماً صغيراً للتمثال الجديد، صُنع بواسطة آلة طابعة ثلاثية الأبعاد، أهداه الرجلان للحبر الأعظم.