الرواية الوحيدة للكاتبة الأمريكية مارجريت ميتشل بدأت كتابتها بعد أن أصيبت بمرض أجبرها على المكوث في البيت فترات طويلة.. هذه الرواية هى "ذهب مع الريح" التى اكتسبت فور صدورها عام ١٩٣٦ شهرة واسعة حيث حصلت الكاتبة على جائزة "البوليتزر" للرواية في عام ١٩٣٧.
تم تحويل هذه الرواية إلى فيلم أمريكي يحمل نفس الاسم.. هذا الفيلم أُنتِج في عام ١٩٣٩ وفاز أيضا الفيلم بِثماني جوائز أوسكار، واختاره معهد الفيلم الأمريكي ليكون الرابع في قائمة الأفلام الأمريكية المائة الأفضل في القرن العشرين.
بطلة هذا الفيلم هى الممثلة البريطانية فيفيان لي التى حصلت هى أيضا فى هذا الفيلم على جائزه أوسكار فى التمثيل وبلغت شهرتها الآفاق وصارت أيقونة الجمال لدى الشباب خلال الأربعينات والخمسينات.
حدثت مع هذه الفنانة العالمية قصة غريبة مع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم.. القصة ذكرتها الدكتورة نعمات أحمد فؤاد فى كتابها "أم كلثوم وعصر من الفن".
كتبت أن كوكب الشرق أم كلثوم كانت خلال فترة الحرب العالمية الثانية ملء السمع والبصر، لدرجة أن ألمانيا النازية تنافست مع الحلفاء على استخدام فنها في كسب مستمعي الراديو من خلال بث دعاياتهم وأخبارهم قبيل بث أغانيها للجمهور.. في الوقت نفسه كان الإنجليز، بمن فيهم جنود وضباط جيشهم المتواجد على الأراضي المصرية مبهورين بنجمتهم الجميلة فيفيان لي بعد نجاح فيلمها الرومانسي الدرامي الخالد «ذهب مع الريح» مع الممثل الأمريكي الكبير كلارك جيبل.
قررت السفارة البريطانية في القاهرة في أواخر أربعينات القرن الماضي أن توجه دعوة للفنانة فيفيان لي للقدوم إلى مصر لتقديم عرض مسرحي خاص على مسرح الأزبكية من باب الترفيه عن قواتها المرابطة في مصر، وأعدت لكل شيء عدته بما في ذلك توجيه الدعوات الرسمية إلى كبار شخصيات الدولة، غير أن معظم المدعوين رد معتذرًا عن عدم حضور الحفل.
كان سبب الاعتذار هو أن موعد حفل النجمة البريطانية هو الخميس الأول من الشهر، أي اليوم الذي اعتادت فيه كوكب الشرق "أم كلثوم" أن تغني أغنية من أغانيها التي كانت تسمعها الجماهير من المحيط إلى الخليج منقولة على الهواء مباشرة من إذاعة القاهرة.
تفاديًا لغضب الجمهور المصري، اضطرت السفارة البريطانية إلى أن تلغي حفلة النجمة البريطانية فيفيان لي المقررة وتعتذر لها.. تعجبت الفنانة المشهورة من قصة إلغاء حفلتها، وحينما علمت بتفاصيلها صممت على حضور حفل السيدة أم كلثوم لترى بنفسها هذه السيدة التي كانت سببًا في إلغاء حفلتها..
الغريب أن تذاكر حفلة أم كلثوم كانت قد بيعت بالكامل، وهو ما جعل السفير البريطاني يتصل شخصيًا بالملك "فاروق" للتدخل وتدبير الأمر.. وبالفعل كلف الملك ديوانه للعثور على مكان للنجمة البريطانية في مسرح الأزبكية فقاموا بوضع كرسي إضافي في الصف الأمامي كي تجلس عليه النجمة العالمية فيفيان لي في مواجهة السيدة أم كلثوم.
بعد عودتها من القاهرة سألت الصحافة البريطانية فيفيان لي عن رأيها في ما حدث لها هناك؟ فقالت إن أجمل ما حققته خلال تواجدها في مصر هو التعرف على صوت أم كلثوم غير القابل للوصف لجماله مضيفة أن السيدة أم كلثوم معجزة لا تقل عن معجزة الأهرامات وأبو الهول.
الأجمل أن الممثلة البريطانية فيفيان لي عادت ثلاث مرات إلى القاهرة لحضور حفلات كوكب الشرق أم كلثوم.. وصدق من قال إن المبدع يدخل التاريخ، ويغيّره، ويضيف إليه لمساته الخاصّة تاركا بصمة حيثما حلّ.
ختامًا.. بصمة كوكب الشرق السيدة "أم كلثوم" مازالت تثير إعجاب الكثير.
