ذكرت إذاعة "صوت أمريكا" أنه يبدو أن الجهود الصينية لجذب الاستثمار الأوروبي وتصوير البلاد على أنها ملاذ آمن للاستثمار تواجه الفشل.
كان قد زار رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، ألمانيا وفرنسا مؤخرا، حيث روج للصين بعد تعافيها من أزمة فيروس كورونا، كدولة ذات مؤسسات مفتوحة تعمل في بيئة أعمال عالمية وسوق يحكمه إطار قانوني يحمي حقوق ومصالح الشركات الأجنبية.
ومع ذلك، أفادت 64٪ من الشركات الأوروبية ومقرها الصين والتي شاركت في أحدث استطلاع للرأي أصدرته غرفة التجارة التابعة للاتحاد الأوروبي في الصين، أن ممارسة الأعمال التجارية في الصين أصبحت أكثر صعوبة في عام 2022.
ووجد استطلاع الرأي أن ثقة الشركات الأوروبية في السوق الصينية تراجعت إلي مستوى قياسي منخفض، حيث أفاد 30٪ من المشاركين أن الإيرادات على أساس سنوي انخفضت في عام 2022، وأفاد واحد من كل 10 مشاركين أنهم قد نقلوا بالفعل، أو يخططون لنقل، مقرهم الرئيسي في آسيا خارج الصين.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته غرفة التجارة الأمريكية في وقت سابق من هذا العام، أن رغبة الشركات الأمريكية للاستثمار في الصين قد تراجعت أيضا.
وقال ينس إسكيلوند رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين، إن نتائج أحدث استطلاع للرأي بمثابة إشارة إلى بكين بأن هناك حاجة إلى إجراء محادثات حول الحوكمة.
وأضاف أن الصين لم تعد الآن بالنسبة لغالبية الشركات الأوروبية ضمن أفضل ثلاثة وجهات للاستثمار الأوروبي، متابعا تراجعت الصين كثيرا في تلك المسألة، حيث أوضح أن 53٪ من المشاركين في استطلاع الرأي قالوا أنه ليس لديهم أي خطة لزيادة استثماراتهم خلال العام الحالي في الصين.
وتم إجراء استطلاع الرأي الخاص بالاتحاد الأوروبي على مدار خمسة أسابيع في فبراير ومارس وشارك فيه 570 من كبار المديرين التنفيذيين للشركات الأوروبية الأعضاء في الكتلة، وهو ما يمثل 46٪ من إجمالي عدد الأعضاء. و80٪ من المشاركين في استطلاع الرأي عاشوا في الصين لأكثر من 10 سنوات.
وأظهر استطلاع الرأي أن 75٪ من المشاركين عززوا مرونة سلاسل التوريد الخاصة بهم في العامين الماضيين، ومن بين هذه المجموعة، قال 12٪ أن شركتهم نقلت استثمارات خط الإنتاج خارج الصين، مع انتقال العديد من خطوط الإنتاج تدريجيا إلى دول في جنوب أو جنوب شرق آسيا.
وكشف نحو 59٪ من المشاركين إن أعمالهم تأثرت بالسياسة الصينية العام الماضي، ويتوقعون أن يستمر ذلك هذا العام. ويعتقد 26٪ من المشاركين أن مقاطعة المستهلكين الصينيين لمنتجاتهم أثرت على أعمالهم وأصبح هناك تحديات تواجههم.
ومن بين المشاركين، قال 63٪ إن الوصول إلى الأسواق يمثل مشكلة، إلي جانب وجود حواجز تنظيمية. وقال أكثر من 60٪ من الشركات الأوروبية إنه إذا وفرت الحكومة الصينية فرصا أكبر للوصول إلي السوق، فإنها ستوسع الاستثمار في الصين.
واكد إسكيلوند أن هناك غموض كبير وعدم وضوح بشأن سياسات واتجاهات الصين، معربا عن أعتقاده أن ما تدركه الكثير من الشركات الأوروبية هو أن هناك القليل من الرسائل المختلطة من الحكومة الصينية".
وتابع خلال المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني العام الماضي، شدد الحزب مرارا وتكرارا على الأمن القومي والاكتفاء الذاتي، ولكن في مارس الماضي، أعلنت الحكومة أنها ستوسع الانفتاح وتجذب الاستثمار الأجنبي.
وتجعل البيانات السياسية المتناقضة من قبل الحكومة من الصعب على الشركات الأوروبية معرفة ما إذا كانت الصين لا تزال ترحب بالاستثمار الأجنبي.