منذ واقعة غرق الغواصة تيتان التي كانت في طريقها لزيارة حطام السفينة تايتنك في قاع المحيط الأطلسي، وأصبح الحديث عن الغواصات وتطورها منذ نشأتها حتى الآن يشغل الكثير من الناس حيث كانت الغواصات الحربية أثناء الحرب العالمية الثانية تستطيع ان تغوص 200 مترعلى أقصى تقدير، والآن اصبح بإمكان بعض الغواصات الحربية للدول الكبرى أن تغوص حتى 600 متر.
أما الاعماق الكبيرة والتي تكون بعمق آلاف الأمتار فكانوا يغوصون إليها بواسطة غرفة كروية قوية الجدران مربوطة بكابل فولاذي ومشدودة في سفينة على السطح، ثم صنعت غواصة الأعماق السحيقة ذاتية الحركة، وهي غواصة صغيرة هيكلها مصنوع من التيتانيوم أو مدعمة به وذلك لصلابة هذا المعدن الهائلة وتحمله للضغوط الشديدة، وهذه الغواصة مليئة بأحد زيوت البترول لكي يساعدها على الطفو لأنه لا يمكن استعمال الهواء المضغوط في الاعماق السحيقة.
وهذه الغواصة تحمل أثقال لكي تغوص وتتخلص منها في القاع لكي تطفو للسطح، وفيها رفاص للمناورة تعمل بمحركات كهربائية تستمد طاقتها من بطاريات، وفي الصورة غواصة الأعماق السحيقة الفرنسية "ترييستي" والتي استطاعت الغوص حتى قاع خندق ماريانا على عمق 10,9 كم في يناير 1960، وفي هذا العمق يكون الضغط الجوي حوالي 1100 بار، كانك وضعت ثقل 7 دبابات في صحن للاكل.
يذكر أن فريق من الخبراء مازال يقوم بالتحقيق من أسباب غرق الغواصة تيتان والذي كان بداخلها ٥ أفراد من الأثرياء بينهم مدير الشركة المصنعة للغواصة الأمريكية تيتان حيث كان الفريق ينوي الوصول إلى بقايا حطام السفينة العملاقة الشهيرة تيتانيك التي غرقت في أول رحلة لها قبل حوالي قرن من الزمن وكان يعتقد آنذاك أنها السفينة التي لا يمكن للطبيعة أن تعيقها أو تقهرها.