يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، في ذكرى ثورة ٣٠ يونيو ، ثلاثة مشاريع قومية غير مسبوقة لتنمية وتنشيط وإحياء السياحة الروحية فى مصر وهى: مشروع التجلي الأعظم لإحياء مسار نبى الله موسى، ومشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، ومشروع تطوير القاهرة التاريخية أهم وأكبر مدينة أثرية إسلامية فى العالم .
وأشار الدكتور ريحان إلى أن مشروع التجلى الأعظم يتضمن 14 مشروع منها إنشاء فندق جبلي 150 غرفة بوادي الراحة وإنشاء ساحة السلام وتطوير النزل البيئي القائم وتطوير منطقة استراحة السادات من مبنى الاستراحة حتى مهبط الهليوكوبتر بوادى الراحة يتضمن ساحة للاحتفالات الخارجية ومبنى عرض متحفى متنوع ومسرح وقاعة مؤتمرات وكافتيريا وغرفة اجتماعات، ويتضمن تطوير النزل البيئى القائم بالحفاظ البيئى وربط منطقة استراحة السادات بساحة السلام كمنطقة زيارة واحدة وعمل مدرجات مشاهدة وحديقة متحفية .
وأردف الدكتور ريحان بأن المشروع يتضمن تصميم النزل البيئي الجديد بمنطقة وادى الراحة 216 غرفة ومنطقة الحديقة الصحراوية ودرب موسى امتداد وادى الراحة خلف النزل البيئي القائم حاليًا، بالإضافة إلى مشروع درء أخطار السيول بمحيط مدينة سانت كاترين البلدة التراثية، وإنشاء مركز الزوار بمدخل المدينة بموقع ميدان الوادى المقدس مكون من مركز زوار، استقبال ومعلومات، محلات، مكاتب إدارية، حجز رحلات وطيران، مطعم وكافتيريا والقبة السماوية بمساحة 8 فدان وإنشاء وحدات للسكن السياحى والفنادق والخدمات لاستيعاب الحركة السياحية وتطوير المنطقة السياحية الاستثمارية منطقة الهضبة بوسط المدينة، وإحياء مسار نبى الله موسى من وادى الراحة إلى جبل التجلى .
ونوه الدكتور ريحان إلى المشروع القومى الثانى وهو إحياء مسار العائلة المقدسة كطريقًا للحج فى مصر ويستهدف مشروع إحياء المسار 2.3 مليار مسيحى فى العالم علاوة على عددًا كبيرًا من المسلمين، ولو حصلت مصر على 2% فقط منهم سيدخل مصر 46 مليون حاج مسيحى سنويًا وأعلى نسبة إقبال سياحى وصلت إليها مصر قبل عام 2011 كان 13 مليون سائح بكل ما تملكه مصر من مقومات وللدولة جهود ملموسة فى إحياء المسار، فقد تم تسجيل الاحتفالات الخاصة بالمسار تراث عالمى لا مادي على القائمة التمثيلية لليونسكو كما قامت وزارة السياحة والآثار بمشاريع ترميم شملت ترميم كنيسة أبي سرجة بمصر القديمة وترميم كنيسة السيدة العذراء مريم والشهيد أبانوب بسمنود وترميم عددًا من من المباني المتضررة من السيول في أديرة وادي النطرون وترميم موقع شجرة وبئر مريم بالمطرية .
وأشار الدكتور ريحان إلى إنجازات 8 محافظات من خلال ما أعلنه المحافظون ففى شمال سيناء تم رفع كفاءة البنية التحتية بالفرما والمناطق المحيطة بها ورصف الطريق المؤدى إلى المنطقة وتشجيره وإنارة طريق الفرما على مسار العائلة المقدسة، وفى تل بسطا شهدت اكتشافات أثرية هامة وفى الغربية تم افتتاح مسار العائلة المقدسة بعد تطويره شمل إعادة تأهيل المسار وتحقيق الرؤية البصرية الجمالية للمسار، وفى سخا بكفر الشيخ تم تطوير المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء مريم وفى وادى النطرون تم تطوير المسار بطول 26كم وتحديد أماكن التخييم بطريق دير الأنبا بيشوى والسريان وتشمل ثلاثة مخيمات
وبمنطقة شجرة مريم بالمطرية تم حل مشكلة الصرف الصحى وتغيير أنشطة المحلات لتكون مرتبطة بالسياحة، وبمحيط مجمع الأديان بمصر القديمة أعمال تشجير وتجميل وتشهد منطقة جبل الطير التى تستقبل 3 مليون زائر سنويًا من المسيحيين والمسلمين خلال شهر مايو من كل عام أعمال تطوير شاملة وفى دير المحرق تمت أعمال تطوير المسار بتنسيق الموقع وتطوير المناطق المحيطة بالأديرة والكنائس
ويتابع الدكتور ريحان إنجازات الدولة فى تطوير القاهرة التاريخية المتجسّدة فى مشروع تطوير ورفع كفاءة إضاءة شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية، كما قامت الإدارة العامة للقاهرة التاريخية بوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع منطقة آثار الإمام الشافعي بإضاءة قباب مقابر الأسرة العلوية الأثرية الموجودة بالمنطقة، وذلك في إطار مشروع تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط والذي تقوم به وزارتي السياحة والآثار والإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة ومحافظة القاهرة
ولأول مرة وبخطوة جريئة من الدولة تم اختراق منطقة المدابغ وإعادة صياغتها لتكون منطقة تراثية ومنفذًا للنزهة لكل المصريين للسياحة الداخلية ومقصدًا للأجانب لزيارة موقعًا فريدًا يعد أجمل من "بارك جويل" ببارشلونة الحدائق المسجلة تراث عالمى وكان بمنطقة سور مجرى العيون مدابغ على مساحة 95 فدان مقسمة إلى ورش المدابغ والوحدات السكنية العشوائية وتم نقل ورش الجلود إلى منطقة الروبيكي ونقل الأهالي إلى وحدات سكنية بديلة وتم النقل بالتراضي وإزالة الورش والوحدات السكنية العشوائية حيث تم إزالة 1.5 مليون متر مكعب من المخلفات تمهيدًا لتطوير المنطقة
وكذلك تطوير منطقة سور مجرى العيون الذى يقوم على إنشاء وحدات سكنية تراثية بـ 70 عمارة بـ 1600 وحدة وإنشاء مول تجاري ترفيهى على مساحة 51 الف متر، ومدة تنفيذ المشروع 18 شهرًا وتطوير بحيرة عين الصيرة بمساحة 23 فدان والموقع بأكمله مساحته 63 فدان وتقوم شركة متخصصة بإزالة المخلفات من بحيرة عين الصيرة ويتم إنشاء محطة معالجة لمياه بحيرة عين الصيرة ومع افتتاح المشروع ستعود المياه الكبريتية في بحيرة عين الصيرة كما كانت قديمًا
ويضم المشروع تطوير طريق الفسطاط أمام متحف الحضارات وفتح امتداد له ليصل إلى طريق الأوتوستراد، كما يتم تطوير طريق عين الحياة وربطه بطريق الخيالة والطريق الدائري علاوة على فتح طريق جديد داخل حديقة الفسطاط يصل بين صلاح سالم وطريق الفسطاط
والمشروع تصل مساحته الإجمالية لنحو 265 ألف متر2؛ أي63 فدانًا، ويضم مطاعم وكافيتريات، وقسم شرطة وشرطة السياحة والآثار ومسرحًا مفتوحًا والمتحف القومي للحضارة وأماكن انتظار سيارات إلى جانب إقامة عددًا من الفنادق.
ويرصد الدكتور عبد الرحيم ريحان إنجازات الدولة بشارع المعز لدين الله الفاطمى بالقاهرة التاريخية الذى يعد الشارع الأثرى الوحيد فى العالم ويضم أقدم وأجمل آثار إسلامية على جانبيه والمسجلة تراث عالمي ثقافي باليونسكو عام 1979 ضمن القاهرة التاريخية ويبدأ من باب زويلة حتى باب الفتوح بطول 1200متر، وهو شارع يمثل قلب القاهرة التاريخية
وقد قامت وزارة السياحة والآثار بتطوير الجزء الشمالى منه والذى يبدأ ببوابة الفتوح ليكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية، ويتبقى تطوير الجزء الجنوبي منه والذى يضم شارع الخيامية والمغربلين وباب النصر، كما يمتد شارع المعز لدين الله إلى شارع الجمالية من ناحية الشرق ويتقاطع عرضيًا مع شارع جوهر القائد وشارع الأزهر.
ويطالب الدكتور ريحان بإنشاء مراكز معلومات سياحية بالشارع على غرار مركز المعلومات المزمع إنشاؤه ضمن مشروع التجلي الأعظم بسانت كاترين بشكل جمالى يتوافق مع طبيعة الشارع وآثاره الهامة يتضمن مركزًا لبيع المنتجات التراثية والتحف من منتجات وزارة السياحة والآثار ولها شهرة عالمية وحقوق ملكية فكرية باعتبارها نماذج أثرية طبق الأصل لا تتوافر فى أى مكان آخر وكذلك مركزًا لبيع إصدارات الوزارة من كتيبات هامة تلقى الضوء على معالم المواقع الأثرية وأعمال الحفائر والترميم للآثار كما يضم موظفين لديهم خبرة ويجيدون عدة لغات لتوجيه السياح والزوار المصريين والوافدين من الدول العربية لأماكن الزيارة وتعريفهم بالخدمات المتوفرة بالمنطقة وغيرها
وكذلك تنشيط حركة ورش الحرفيين للحرف المشهورة بالشارع من نحاسين وخيامية ومغربلين وصنّاع العاديات والمنتجات التراثية المختلفة وتوفير الخامات اللازمة للصناعة وإعفاء الخامات المستوردة من الجمارك وتيسيير الحصول عليها أو توفيرها محليًا وإنشاء مدارس لتدريب أطقم جديدة وتأهيلهم للمحافظة على الحرف التراثية وحمايتها من الاندثار.