السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

طفرة مذهلة.. بكين فى طريقها لتحقيق هدف الطاقة الشمسية بحلول 2025

علم الصين
علم الصين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استطاعت الصين تعزيز مكانتها كرائدة عالمية فى مجال مصادر الطاقة المتجددة بطاقة شمسية تفوق بقية دول العالم مجتمعة؛ ورأى تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه من المحتمل أن تتفوق على أهدافها الطموحة فى مجال الطاقة. ومن المقرر أن تضاعف الصين قدرتها وتنتج ١٢٠٠ جيجاوات من الطاقة من خلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام ٢٠٢٥؛ لتصل إلى هدفها لعام ٢٠٣٠ قبل خمس سنوات من الموعد المحدد، وفقا لتقرير صادر عن " Global Energy Monitor"، "مراقبة الطاقة العالمية"، وهى منظمة غير حكومية مقرها سان فرانسيسكو تتعقب تشغيل مزارع طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نطاق المرافق بالإضافة إلى المشاريع المستقبلية فى البلاد.
وتقول المنظمة فى تقريرها إنه اعتبارا من الربع الأول من العام، وصلت قدرة الطاقة الشمسية على نطاق المرافق فى الصين إلى ٢٢٨ جيجاواط، أى أكثر من بقية العالم مجتمعة. وتتركز المنشآت فى المقاطعات الشمالية والشمالية الغربية من البلاد، مثل شانشى وشينجيانغ وخبى.
بالإضافة إلى ذلك، حددت المجموعة مزارع الطاقة الشمسية قيد الإنشاء والتى يمكن أن تضيف ٣٧٩ جيجاواط أخرى فى السعة المتوقعة، ثلاثة أضعاف تلك الموجودة فى الولايات المتحدة وقرابة ضعف تلك الموجودة فى أوروبا.
قطعت الصين أيضا خطوات كبيرة فى مجال طاقة الرياح؛ إذ تجاوزت طاقتها البرية والبحرية مجتمعة الآن ٣١٠ جيجاوات، أى ضعف مستواها فى عام ٢٠١٧ وتعادل تقريبا الدول السبع الأولى التالية مجتمعة.
ومع وجود مشاريع جديدة فى منغوليا الداخلية وشينجيانغ وقانسو وعلى طول المناطق الساحلية.
والصين الآن فى طريقها لإضافة ٣٧١ جيجاوات أخرى قبل عام ٢٠٢٥، مما يزيد من أسطول الرياح العالمى بمقدار النصف تقريبا.
طفرة مذهلة فى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
قالت دوروثى مى، مديرة المشروع فى Global Energy Monitor: "توفر هذه البيانات الجديدة دقة لا مثيل لها حول الطفرة المذهلة فى الصين فى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. بينما نراقب عن كثب تنفيذ المشاريع المحتملة، وتصبح هذه المعلومات التفصيلية لا غنى عنها فى التنقل فى مشهد الطاقة فى البلاد".
وتتماشى النتائج مع التقارير السابقة والبيانات الحكومية الصادرة هذا العام، والتى توقعت أن الصين يمكن أن تتجاوز بسهولة هدفها المتمثل فى إمداد ثلث استهلاكها للطاقة من خلال المصادر المتجددة بحلول عام ٢٠٣٠.
حملة الطاقة الخضراء فى الصين
وتعد حملة الطاقة الخضراء فى الصين جزءا من جهودها لتحقيق أهداف الكربون المزدوجة المحددة فى عام ٢٠٢٠.
وباعتبارها ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، فهى أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى وتمثل نصف استهلاك الفحم فى العالم.
وتعهد الرئيس الصينى، شى جين بينغ، فى عام ٢٠٢٠ بتحقيق ذروة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون قبل عام ٢٠٣٠ وحياد الكربون بحلول عام ٢٠٦٠.
وأرجع التقرير الذى نشرته “الجارديان”، التقدم الملحوظ الذى حققته الصين فى توسيع مصادر الطاقة غير الأحفورية إلى مجموعة السياسات التى نفذتها حكومتها، بما فى ذلك الإعانات السخية لتحفيز المطورين، فضلا عن اللوائح للضغط على حكومات المقاطعات وشركات التوليد. وبدأت الصين تشغيل أكبر محطة هجينة للطاقة الشمسية والطاقة المائية فى هضبة التبت يوم الأحد الماضى، ويمكن أن ينتج المصنع الذى أطلق عليه اسم "كيلا" ٢ مليار كيلوواط ساعة من الكهرباء سنويا، أى ما يعادل استهلاك الطاقة لأكثر من ٧٠٠٠٠٠ منزل.
إنها فقط المرحلة الأولى من مشروع ضخم للطاقة النظيفة فى حوض نهر يالونغ، وتبلغ سعة التركيب ٢٠ جيجاوات الآن، ومن المتوقع أن تصل إلى حوالى ٥٠ جيجاواط بحلول عام ٢٠٣٠.
على الرغم من التخطيط الدقيق للصين، فإن تحولها فى مجال الطاقة لا يخلو من التحديات. ففى السنوات الأخيرة، أدت موجات الحر والجفاف القياسية إلى شل محطات الطاقة الكهرومائية، مما أدى إلى أزمة فى الطاقة أدت إلى توقف المصانع. وتضيف شبكة الكهرباء التى عفا عليها الزمن وعدم المرونة فى نقل الطاقة بين المناطق إلى حالة عدم اليقين.
ويقع مصنع كيلا فى منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة غرب الصين، حيث يتم توليد أكثر من ثلاثة أرباع الفحم وطاقة الرياح والطاقة الشمسية. لكن الغالبية العظمى من استهلاك الطاقة يحدث فى الشرق، ويؤدى نقل الطاقة على بعد آلاف الأميال عبر البلاد إلى عدم الكفاءة.
ويمكن لطريقة تنظيم شبكة الصين أن تحفز بناء محطات تعمل بالفحم حول المولدات المتجددة. لا يرتبط الكثير من الطاقة المتجددة الجديدة بإمدادات الطاقة المحلية وغالبا ما يتم تجميعها مع طاقة الفحم ليتم نقلها إلى المناطق ذات الطلب العالى. وتمت الموافقة على المزيد من طاقة الفحم فى الأشهر الثلاثة الأولى من عام ٢٠٢٣ مقارنة بعام ٢٠٢١ بأكمله. وقال مارتن ويل، الباحث فى جلوبال إنيرجى مونيتور ومؤلف التقرير وفقا لـ"الجارديان": "الصين تخطو خطوات واسعة.. ولكن مع استمرار سيطرة الفحم باعتباره مصدر الطاقة المهيمن، تحتاج البلاد إلى تطورات أكثر جرأة فى تخزين الطاقة والتقنيات الخضراء من أجل مستقبل آمن للطاقة".