الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الروشتة ٥.. كيف تجعلى ابنك سعيدًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يصل إلى مسامعي صوت كل أم وهي تهمس في أذن طفلها كل يوم لينهض، كل يوم يفتح فيه عينيه عيد لأمه، تهدده وتقول: «قم يا بني اليوم عيد لتعش طول العمر سعيد».

كثيرة هي الصورة المبهجة التي نراها لأطفالنا وخاصة في الأعياد، إلا أنني وقفت كثيرًا وشعرت بالسعادة الغامرة، حين وقعت عيني على صورة ذلك الأب الذي صنع حذاءً مشتركًا مع ابنته المعاقة ليشعرها أنها تمشي، وقفت كثيرًا أتأمل الصورة وأفكر في حب هذا الأب الجارف لابنته الذي جعله يربط خطوته بخطوتها وتمنيت لو أنني أستطيع التواصل مع تلك الطفلة لأعرف شعورها.

هذا الأب اختصر كل النظريات وأكد أنه رغم صعوبة الأزمات تستطيع ببساطة أن تصنع السعادة لمن حولك، فالسعادة الحقيقية تكمن في المشاركة وهذا ما فعله هذا الأب ببساطة.

لا تعريف واحد للسعادة، فما يسعد شخص قد لا يسعد الآخر، فالسعادة حالة عاطفية ومزيج من المشاعر قد تختلف حسب المواقف، قد تقتصر على كلمة وقد تمتد لتكون فعل وربما عادة، لكن هناك اتفاق على وجود مشاعر فرعية تؤدي إلى تلك السعادة منها الامتنان، الإثارة، القناعة، التفاؤل، فبسمات الأطفال وضحكاتهم هي واحدة من أسرار سعادة الأسرة وراحتهم.

وهناك خطوات على الأبوين اتباعها لتنشئة طفل سعيد، أولها أن يكونا هما سعداء ففاقد الشيء لا يعطيه، وكما قيل في الأمثال الدارجة «السعادة عدوى» أي أن السعادة تنتقل إلى الروح من مجالسة السعداء، فمهما كنت مهموما عليك أن تبتسم لتتجاوز الصعوبات.

ثانيًا: اجعلي مفتاح سعادة ابنك في جملة انك تستطيع، اسندي إليه بعض المهام الصغيرة كترتيب ألعابه وملابسه وكافئيه على نجاحه فيهذا الأمر.

ثالثًا: بناء العلاقات، فالطفل الذي يستطيع تكوين العلاقات واختيار الأصدقاء، تقلّ فرصة انعزاله وحزنه. لا يُولد الأطفال مع هذه المهارة، لذا من المهم تعليمهم كيفية فتح أحاديث مع الآخرين، وكيفية الاندماج معهم.

رابعا: تحدثي معه عن مشاعره، فكيف ستعرف إن كان ابنك سعيدًا ما لم يُعبر عن مشاعره؟! لذا من المهم تعليم وتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره. العب معه لعبة «بماذا أشعر اليوم؟»، بأن ترسم له وجوهًا مختلفة وتبدأ أنت بالحديث عن مشاعرك ثم تطلب منه أن يفعل ذلك. عندما يكبر الطفل، تتحول الوجوه إلى كلمات ورسومات، وتختلف طرق التعبير وتتطور.

خامسًا: نمي بداخله شعور الامتنان، فمن المهم تخصيص وقتٍ يومي لنشعر الامتنان، قبل النوم، العب مع أطفالك لعبة «شكرًا»! هذه اللعبة تنطوي على ثلاث مهارات: التفكير والشعور والتعبير.

على سبيل المثال، «شكرًا لمعلّمي الذي شجّعني على التميّز في الدرس، وشكرًا لنفسي على اجتهادي قبل الامتحان»، هناك «شكرًا» يجبأن يقولها الأطفال بينهم وبين أنفسهم، و«شكرًا» أخرى من المهم أن يقولوها للمحيطين بهم. كلما زاد مستوى الامتنان لدى الشخص، تقلّ فرص بحثه عن النواقص في حياته وحزنه بسبب وجودها.

سادسًا: لا بُد من وقت تجتمع فيه الأسرة، فمهما كانت ظروف الأهل صعبة أو مشاغلهم كثيرة، من المهم احترام وقت العائلة اليومي. لا يجبأن يكون طويلًا بقدر ما يجب أن يكون نوعيًّا، بمعنى أنه يكون للعائلة فقط.

قد يتحدث الأهل مع الصغار عن تحدٍ يواجه الأسرة، أو يخطّطون للعطلة، أو يستمعون إلى قصص بعضهم المسلية. فشعور الأطفال بالحب والأمان داخل الأسرة سيرفع معدل شعورهم بالسعادة.

وأخيرًا هناك علامات تدل على سعادة طفلك منها قدرته على تكوين الصداقات والتأقلم مع مجتمعه، ونشاطه البدني ونومه الجيد، وشهيّته الجيدة للطعام، والتعاطف مع الآخرين ومعاملتهم.