الحق دون القوة منقوص، والشر لا يهزم بالنوايا فهكذا أدرك الشعب أن إرادته وحدها لا تكفي فطالب الجيش بالوقوف جانبه وقد كان .
لقد كانت انتفاضة 6/30 بمثابة إنصياع لإرادة شعب، كاره للظلم وسيطرة أشخاص غير أسوياء، لا هم لهم سوى السيطرة وبسط النفوذ، لأهداف شخصية ولا يعنيهم مصلحه البلاد، فخرج الملايين يسارعون إلى الشوارع لإعلان العصيان، على جماعة تحدت كل قوى الشعب، لتعلن أنها صاحبة القرار، فاتحدت القوة مع الإرادة، حين قام الجيش المصري، وانحاز إلى جانب الشعب، وقاموا بثورة تخلصوا على إثرها من سرطان الإخوان، الذي كان قد تفشي في أنحاء مصر .
سنظل كل عام نحتفل بذكرى تلك الثورة المجيدة، التي سطرت خلالها جماهير مصر بإرادتها الأبية، ملحمة خالدة للحفاظ على الوطن، وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق، وأن الجيش هو درع الأمان للشعب وهو يده التي يبطش بها .
فأثبتت للعالم أجمع، أن الشعب المصرى كان على حق تماما فى ثورته ضد جماعة الإخوان الارهابيين، وفضح مؤامراتهم، بعدما انكشفوا بعدها فى سوريا وتونس واليمن وغيرها من البلاد.
ويمكننا القول أن 30 يونيو أصلحت ما افسدته احداث 25 يناير في مصر وصنعت مرحلة تشكيل الإدارة الانتقالية التوافقية التشاركية والمنوط بها بناء قواعد الديمقراطية بالتوافق، من دستور معدل أو جديد أولاَ وتالياً إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بناء عليه، وحينها فقط أمكننا القول ان 30 يونيو هي الفصل الاخير، وذلك بعد أن تم تشكيل الإدارة الانتقالية بشكل مرضي لكافة قوى الثورة دون إقصاء.
فثورة 30 يونيو المجيدة كانت أكبر دليل على وحدة وتماسك الشعب المصري، فالشعب المصرى أثبت يومها أنه نسيج واحد لا يخترقه أى تنظيم أو جماعة أو إرهاب، وجموع الشعب كانت مشاركة بقوة فى 30 يونيو بشتى الميادين فى مختلف محافظات الجمهورية فى ملحمة وطنية سطرها التاريخ بأحرف من نور.
فانتقلت مصر على إثرها لمرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، ثم إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة والمشروعات القومية العملاقة، والعمل على الحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة بمقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، واستعادة مكانة الدولة، واستمرارية عملية البناء والتنمية .
تحيةً إلى شعب مصر بمناسبة ذكري إرادة الشعب المصري المجيد بثورة 30 يونيو.. تحيةً لمصر قيادةً وجيشاً وشعباً علي ما قدموه لرفعه الوطن وسلامته.