لم تكن مشاهد الحج والكعبة والحرم المكي بعيدة عن أعين الفنانين عبر سنوات الحضارة الإسلامية الممتدة، خاصة أنها من شعائر الإسلام الأساسية،ويقتني المتحف الإسلامي مجموعة من اللوحات الخزفية التي تكشف جوانب رائعة من الحج ومشهد الكعبة المشرفة وغيرها من التفاصيل.
قال أحمد صيام مدير عام المتحف الإسلامي، إنه من أبرز مقتنيات المتحف لوحة من تجميعات القطع الخزفية"تركيا -العصر العثماني القرن 11ه-17م"،وتمثل هذه اللوحة منظراً للحرم المكي من تجميعات بالبلاطات الخزفية المرسومة تحت الطلاء الشفاف.
ويتوسط اللوحة زخرفة لمحراب تتوسطه صورة الكعبة المشرفة وتحيط به زخارف نباتية عبارة عن فروع نباتية تخرج منها زهور القرنفل، في حين يزخرف الإطار الخارجي للوحة فرع نباتي تخرج منه ثمار الرمان، وكانت هذه اللوحة تزين جدار القبلة في المساجد العثمانية، وغالبا ما يكتب عليها آيات قرآنية لها علاقة بتوجه المسلمين في الصلاة تجاه بيت الله الحرام في مكة المكرمة.
ولوحة من الخزف المرسوم تحت الطلاء الزجاجي من نفس الفترة الزمنية السابقة، وتمثل التحفة منظراً للمسجد الحرام في مكة المكرمة وما حوله من المآذن والاروقة المغطاة بالقباب، ومن المحتمل أن تكون هذه البلاطة الخزفية قد صنعت في الورش المنتجة للخزف في تركيا، والتي صنعت تحفا مماثلة مؤرخة بعام 1078 هجريًا ومحفوظة بمتحف طوبقابي سراي في إسطنبول.
وهناك لوحتان من الخزف المرسوم تحت الطلاء الزجاجي،إحداهما"تركيا -العصر العثماني القرن 11ه-17م"
وتمثل اللوحة منظراً للحرم المكي، وتحمل إسم من صنعت له "صاحب الخيرات محمد أغا" واسم الصانع"عمل أحمد" وتاريخ الصنع"الواقع في 1072"، ونجد بالصورة رسم لبعض القوارير والتي كانت تستخدم في الشرب من مياه بئر زمزم، وتتوج اللوحة شهادة التوحيد والرسالة المحمدية "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".
واللوحة الأخري"تركيا -العصر العثماني القرن 12 ه -18 م"،ونري فيها منظراً للحرم المكي والمناطق المحيطة به، حيث تم تصوير الحرم المكي حينها بعد توغل التأثيرات الفنية الأوروبية في مدرسة التصوير العثماني، حيث أتقن المصور العثماني قواعد المنظور والبعد الثالث في الرسم، ولم يعد التصوير قاصراً علي الكعبة فقط، لكنه شمل أيضاً المدينة والجبال المحيطة بها بشكل أقرب للطبيعة.