منذ أيام فقط، استضافت العاصمة الفرنسية باريس قمة من أجل "ميثاق مالي عالمي جديد" لمواجهة تغير المناخ المضطرد، والذي تتعمق تبعاته أكثر في البلدان النامية، لكن ماذا عن تبعات تغير المناخ التي تشهدها الآن الكثير من مدن البلدان المتقدمة؟
باريس، "عاصمة الأنوار" و"مدينة الجن والملائكة"، تتم فيها استضافة أغلب الأحداث المهمة والمؤتمرات والقمم الدولية، لكنها الآن باتت مرتعا للفئران الجائعة، التي أصبحت ترقص على نغمات الألحان الباريسية، أما عن السؤال الذي يطرحه الجميع: هل لتبعات التغير المناخي التي شهدتها أوروبا عموما وفرنسا خصوصا أي علاقة بغزو الجرذان لباريس؟
ارتفاع درجات الحرارة يضاعف تكاثر الفئران
قال المتخصص في شؤون البيئة والمناخ دكتور حسان التليلي، الذي تحدث لبودكاست صفر كربون، إن أنثى الجرذ تضاعف من عملية تكاثرها عند ارتفاع درجات الحرارة وهو ما ينجر عنه ارتفاعا في أعداد الفئران حديثة الولادة.
ويتعاضد ذلك مع تسجيل الدول الأوروبية بشكل عام ارتفاعا في درجات الحرارة التي باتت تشكل أبرز مظاهر التغير المناخي وتبعاته، خاصة بعد تسجيل خبراء المناخ زيادة درجة حرارة الأرض 1.5 بالمئة في السنوات الخمس القادمة انطلاقا من الآن.
فيضانات عارمة بعد جفاف شديد
يؤكد خبراء المناخ والبيئة أن الفيضانات القوية التي نزلت بمدن كثيرة في الجنوب الفرنسي، في السنوات الأخيرة بعد مواسم جفاف قاحلة، تسببت بخروج أعداد كبيرة من الجرذان من جحورها التي ابتلعتها المياه.
ظاهرة تكدس القمامة والتلوث
تسببت الاحتجاجات التي نفذها الفرنسيون بتعطيل الكثير من القطاعات وشلل الخدمات المقدمة للمواطنين وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام الفئران الجائعة التي اعتمدت على ظاهرة تكدس القمامة وباتت تتغذى عليها.
أمراض تنقلها الفئران للإنسان
والمشكلة أسوأ، فهذه الفئران تنشر أمراضا مثل "إيكولاي" و"السالمونيلا"، وغيرها، فقد توفيت امرأة في نيويورك قبل حوالي 4 سنوات من الآن بداء "اللولبية النحيفة" وهي بكتيريا تنتقل عن طريق فضلات الفئران.
في شهر يوليو من عام، أعلنت "أكاديمية الطب" في باريس أن الجرذان تتسبب بانتشار الكثير من الأمراض للإنسان منها "داء البريميات leptospirosis.