الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

مقتل مراهق برصاص الشرطة يشعل الغضب في فرنسا

رجال الأطفاء يحاولون
رجال الأطفاء يحاولون إطفاء سيارة تحترق خلال مظاهرات في فرنسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اندلعت أعمال شغب في مدينة نانتير إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس بعدما أقدم شرطي على قتل مراهق فرنسي من أصل جزائري يدعى ناهل ( 17 سنة)، برصاص مسدسه، بعدما رفض الامتثال لأمر الشرطة بالتوقف عندما كان يقود سيارة لم يمتثل لنقطة تفتيش مرورية، وحاول تجاوزها.

بعد أن رفض المراهق الامتثال أطلق الشرطي النار عليه و أرداه قتيلا على الفور.

 أشعل الحادث موجة غضب في فرنسا و أمر وزير الداخلية بالتحقيق مع الشرطيين، واحتجز الشرطي القاتل للتحقيق معه، فيما شهدت مدينة نانتير اندلاع عدة الحرائق في نحو 21 منطقة بالمدينة وتم حرق نحو 600 سيارة في حركة احتجاج أعادت للسلطات الفرنسية أحداث 2005 حينما قتل شابين في سياج كهربائي وهما كانا يحاولون الفرار من الشرطة، فاندلعت آنذاك انتفاضة الضواحي .

منذ ليلة أمس الأول طالب شباب مدينة نانتير من العرب والأفارقة بعد أن طالبتهم والدة القتيل بالانتقام لإبنها وتنظيم مسيرة بيضاء فتم جرح 30 شرطي وحرق صناديق القمامات وعدد كبير من السيارات. فيما تم اعتقال سبعة مشاغبين.

وأضرمت النيران في بعض المحلات، ودمرت ملاجئ الحافلات، وتجمع المتظاهرون أمام مركز للشرطة ، وهم يهتفون "الشرطة تشوه البلاد ، تقتل الشرطة". وتم حرق بعض سيارات الشرطة.

في الشأن ذاته، قال مكتب الادعاء العام، إن قاصرا لقي مصرعه صباح أمس الأول الثلاثاء، بعد أن أطلق عليه شرطي النار لعدم امتثاله لإشارة التوقف، لافتًا إلى أنه تم توقيف ضابط على خلفية الحادثة بتهمة القتل العمد وأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها وتعيد الحق لأصحابه بعد انتهاء التحقيقات.

وقال مكتب المدعي العام: "لقد أجريت عمليات فحص الخمور والمخدرات في دم الضابط وتبين أنها سلبية".

 

تحقيقان مفتوحان

قالت النيابة إن التحقيق ، الذي عُهد به إلى مركز شرطة نانتير والأمن الإقليمي العلوي ، فتح لرفض الامتثال ومحاولة القتل العمد لشخص يتولى السلطة العامة.  تم فتح تحقيق آخر في جريمة قتل عمد من قبل شخص يتولى السلطة العامة ، وتم تكليفه بـ IGPN ، قوة الشرطة.

وأطلع وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان برلمان بلاده بأنه يجري استجواب ضابطي الشرطة اللذين كانا في موقع الحادثة، واصفًا مقطع الفيديو الذي وثق عملية إطلاق النار على الشاب بأنه صادم جدًّا. وقال بأنه أب ويشعر بما يشعر به أهل المراهق القتيل سيما وأنه وحيد والديه.

وبحسب رواية نقابة الشرطة، نقلا عن الشرطي المحتجز فإن الشاب وجّه سيارته المسرعة نحوهم، بعد رفضه التوقف للتفتيش، ما اضطر أحدهم لإطلاق النار على السيارة مرة واحدة، ليفقد الشاب السيطرة عليها، فتحيد عن مسارها وتتحطم على بعد أمتار قليلة في عمود.

الحادث تم تصويره عبر تليفون محمول أحد الحاضرين ومدته 8 ثواني ولكنها تكفي لكشف تناقض هذه الأقوال حيث يظهر مقطع فيديو الحادث أن سيارة الشاب كانت متوقفة وتحدث معه اثنين من شرطة المرور، كانا يرتديان الخوذ، وقد نزلا للتواصل معه. 

تحليل مقطع فيديو الذي تم تداوله على تويتر وقنوات فرنسا الإخبارية، أظهر ضابطي شرطة، كان أحدهما يصوب نحو السائق بمسدسه، عند إعادة تشغيل السائق للمحرك ، ينحني أحدهما من النافذة ومسدسه في يده اليمنى، بينما يمسك الثاني سلاحه الآلي بكلتا يديه، ثم يأمران السائق بالتوقف، لكنه ينطلق فاراً، فيطلق أحد الشرطيين النار  من مسافة قريبة وهو على جانب السيارة على صدره فأصاب قلبه فمات على الفور أنهت السيارة سباقها على بعد بضع عشرات من الأمتار ، محطمة ومثبتة في عمود تبين فيما بعد أن السيارة من طراز مرسيدس صفراء كان قد استأجرها صديق له لكون الشاب كان قاصرا لم يصل بعد للسن القانوني للحصول على رخصة قيادة  وخشي أن يتم توقيفه في قسم الشرطة فهرب وبدلا من إطلاق الشرطة النار على عجل السيارة ارداه قتيلا، ولم يتم العثور على أي سلاح أو مخدرات في السيارة وبالتالي تم القبض على الشرطي الذي حاول تزوير الحقائق بأن الشاب حاول دهسه واضطر أن يدافع عن نفسه لكن مقطع الفيديو أثبت غير ذلك.

 

ردود الفعل

 

أشعل الحادث جدلا كبيرا في الأوساط الشعبية والسياسية الفرنسية وتوالت ردود الفعل العديدة بعد وفاة ناهل ففي محاولة منه لإمتصاص الغضب الشعبي لا سيما من المهاجرين العرب، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونحادثة مقتل ناهل بأنها مأساة لا مبرر لها و لا يمكن تفسيرها فلا يوجد سبب في الدنيا يتيح مقتل مراهق، وقال بأن "كل أفكاري تتوجه إلى أسرة المراهق الفقيد" وقدم لهم أحر التعازي.

فيما عارضت مارين لوبن زعيمة حزب اليمين المتطرفتصريحات رئيس الجمهورية وقالت بأنها ليست مسؤولة وكان الأحرى بالرئيس الأنتظار بعد الانتهاء من التحقيقات "لنعرف ما الذي دفع الضابط الذي حصل على أوسمه ويشهد له بالانضباط والكفاءة بأن يستخدم سلاحه ويقتل الشاب."

فيما قال الممثل الفرنسي ذو الاصل السنغالي عمر سي بأن "أفكاري وصلواتي تتوجه لعائلة وأحباء ناهل ، الذي قتله الشرطي عن عمر يناهز 17 عامًا ،  عسى أن تكرم العدالة التي تستحق اسمها ذكرى هذا الطفل،" فيما قال جوهرة فرنسا الكروية اللاعب كيليان إمبابي."أشعر بالسوء تجاه فرنسا. وضع غير مقبول.  كل أفكاري مع أحباء وعائلة ناهل ، غادر هذا الملاك الصغير في وقت قريب جدًا ."

 

مقتل قاصر 

 

الحادث دفع نواب فرنسا ومنهم الممثلة المنتخبة لمحافظة فال دو مارن ، صوفي تايلي بوليان أن يتقدموا اليوم بمشروع قانون "للتحكم بشكل أفضل" في إطلاق النار على أيدي الشرطة عندما يرفضون الامتثال، كي لا يتم الإفراط في القوة بلا مبرر  خصوصا وأن فرنسا تسجل نحو 26 ألف حالة عدم امتثال لنقاط التفتيش كل عام، ويخشى النواب تكرار هذه المأساة. 

فيما قررت عائلة ناهل تقديم شكوى وتم اعتقال ضابط الشرطة بتهمة القتل العمد.  تم التحفظ على سلاحه والتحقيق معه.

 

الشرطي المحتجز

 

 تقدم محامي عائلة القتيل بشكوى وتم رفع شكوى بالقتل العمد وأخرى بتهمة التزوير الوقائع في المحاضر الرسمية للهروب من العقاب ، لأن "الشرطة كذبت بتأكيدها أن سيارة الشاب ناهل حاولت ضربهم وقتل الشرطيين."

واضاف المحامي ان "الشكوى تستهدف ايضا زميله بتهمة التواطؤ في القتل العمد".

في البداية ، زعمت الشرطة أن السيارة اصطدمت باثنين من سائقي الدراجات النارية التابعين للشرطة.  لكن شهود العيان ومقطع فيديو  تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر أن أحد ضابطي الشرطة كان يحتجز السائق تحت تهديد السلاح ، لأنه أطلق النار من مسافة قريبة عند إعادة تشغيل السيارة.

 

الشرطة تقول بأنه لم يكن ملاكا

 

بحسب شرطة باريس فإن الشاب القتيل كان متأصل جدا في الانحراف ومشاكس جدا وتم القبض عليه كثيرا في أكثر من حالة عدم امتثال وقيادة سيارة رغم انه لا يحق له في هذه السن المبكرة قيادة سيارة، حيث السن القانوني 18 سنة ليتسنى له الحصول على رخصة قيادة. فيما قالت والدته بأنه "كانت حياتي كلها فهو وحيدي وسندي".

 منذ ذلك الحين ، ظهرت شهادات أخرى.  يصف المحيطون به بأنه كان صبيًا يعيش بمفرده مع والدته في نانتير ، دون أن يعرف والده أبدًا الذي هجر أمه وهو رضيعا.  وبحسب أقارب ومحامي والدة الضحية ، ناهل ، الذي كان مرحا ومقدرا في حيه ، كان يكسب رزقه من خلال تقديم البيتزا ولا يملك سجل جنائي.