انطلقت فعاليات " ملتقى الجزائر للابداع الأدبي والفني" في الفترة 17 إلى 25 يونيوالجاري، للملتقى في أول دورة له، وانعقدت بتنظيم " الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون" برعاية وزارة الثقافة الجزائرية.
جاء ذلك تحت شعار" لنا في كل مكرمة مجال" أقيمت الفاعليات المتنوعة بين القاءات الأدبية والفنية والسياحية مستضيفا وفودا من عدة دول عربية منها مصر والتي مثلها الشاعر سامح محجوب مدير بيت الشعر المصري والشاعر جمال فتحي الصحفي بجريدة الجمهورية والشاعرة امينة عبدالله، وموريتانيا ممثلة في الشاعر الشاب محفوظ البو الذي تميز بحفاظه على ارتداء الزي الوطني طول الوقت والاهتمام بعمودية القصيدة كنموذج الكتابة الصحيحة.
ومن دولة تونس الشقيقة الشاعر خالد العقبي والذي أثرى الجلسات جميعا بالتوثيق اليومي للفاعليات وصياغة البيان الختامي للمشاركين، زعن دولة ليبيا التي عكس مبدعها الشاب هود الأماني استقرارا وابداعا وانسانية تميز بهم حضوره طاغيا،ومن دولة ارتيريا الكاتب والاعلامي محمود أبو بكر الذي قام بأدوار متعددة طول فترة انعقاد الملتقى بمشاركة عدد كبير من المبدعين الجزائرين الذين قاموا بمجهود خارق للاهتمام بكافة التفاصيل التي عملت على تثبيت وانجاح الدورة الأولى للملتقى.
شارك الضيوف في اليوم الأول لحضورهم الحفل الموسيقي في المسرح الوطني والذي عقد على هامش اللقاءات الأدبية والتعرف على المناطق الحيوية في الجزائر العاصمة والتي كان للمصريين نصيب الأسد في الفوز بميدان " بورسعيد" حيث يقع المسرح الوطني والانظلاق نحو رؤية تمثال الامير عبدالقادر على حصانه.
انطلق الوفد في ثاني أيام الملتقى الى زيارة منطقة" تيبازا" والتي تشترك مع جمهورية مصر أيضا في وجود هرم كليوباترا الابنة في المدينة الأثرية بتنوعها التاريخي من الفينيقي الى البطلمي الى الامازيغي وارتفاعها الشاهق عن البحر وانطلقت المجموعة مع المرشد الذي استعرض النزوح الفنيقي الى ساحل المتوسط الحزائري وكيف طمس البطالمة الحضارة الفينيقية والتغسسر الذي طرأ على مدينة" تيبازا" التاريخية وفي تفاعل غير مسبوق ولا مرتب له تفاعل احد المطربين الشباب للترحيب بالضيوف بالعزف على الجيتار وغناء اغاني الراي البديعة والتي ربما لم نفهم كبماتها ولكننا استشعرناها واستمتعنا بصوته الدافيءوألقى الشعراء قصائدهم في الهواء الطلق على جمهور غير مدرب داخل الغرف المغلقة في تفاعل انساني جيد.
وفي الاثنين 19 يونيو2023 كان الحدث الأجمل حيث الافتتاح في المكتبة الوطنية الجزائرية العريقة باستقبال يليق بضيوف زالت عنهم غربتهم منذ اللحظة الاولى. قام السيد عبدالعالي مزغيش بالترحيب بالضيوف واعلان انطلاق الملتقى في دورته الاولى ومن ثم رحب الشاعر ابراهيم صديق بالضيوف والتأكيد على وجودهم في بلدهم الثاني ونوه عن المسابقة الشعرية التي اعلنها الملتقى في دورته الاولى تحت مسمى" الأمير عبدالقادر قائدا وشاعرا" للتعريف بالامير والقائد والشاعر واستأنف المبدع عبدالعالي مزغيش تقديم الشعراء في تنوع وتوالي يشي بالخبرة والحنكة التي تنوع بين الاشكال الكتابية بمشاركة طفيفة جدا للشعراء الجزائريين في كرم ضيافة ابداعي.
ومن مطار " هواري بومدين" الى مطار" مفدي زكريا" انطلق الوفد الى مدينة " غرداية" والتي تتميز بطرازها المعماري الفريد المتجلي في الأسوار والأبراح والأبواب المحيطة بالمدينة والتي تظدهر بالتعدد المذهبي واللوني للأفراد وكانت الاستضافة حق رائعة حيث اضطحبنا أحد شيوح المنطقة وشرح لنا تقنيات البناء والتأكيد على احترام خصوصية الانسان وعدم تصويرهم خاصة الاطفال ولكن يسمح تماما بتصوير المبان وشرحها وفي رحاة الصعود للبرج شرح توضيحي بين البرج والصومعة والتي تنطق السومعة والبرج للمراقبة، والسومعة كرمز ديني وتوضيح الاختلاف الشكلي بينهما وتوضيح بعض العلاقات تارقمية فمثلا البرج به (43) درجة سلم و(4) قوائم رئيسية للاتجاهات الاربعة وسهولة المراقبة، بينما السومعة (63) درجة سلم في اشارة لعمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتنتهي قمتها ب(5) قوائم في اشارة واضحة لأركان الاسلام الخمسة، ومن المدينة العتيقة الى المدينة الجديدة والتي بنيت على نفس الطراز المعماري القديم للحفاظ على هوية المكان.
وفي مبنى الاذاعة الرئيسية للجزائر" عيسى مسعودي" تمت استضافة فاعلية الختام واعلان نتيجة جائزة الامير عبدالقادر والتي بدأها الشاعر ابراهيم صديق بالترحيب بالحضور واعلان اسم الفائز الاول في كل فرع واوصى باسماء اخرى تتمتع بالموهبة.
وبعد معاينة أكثر من 75 عملًا شعريًا مشاركًا، ارتأت لجنة التحكيم المكوّنة من أساتذة وشعراء، اختيار 6 أعمال في فئتي الشعر الفصيح والشعر الشعبي.
وفي فئة الشعر الفصيح، عادت الجائزة الأولى إلى الشاعر نذير طيار من ولاية قسنطينة، عن قصيدته "الملحمة الأميرية"، فيما مُنحت الجائزة الثانية إلى الشاعر محمد سليم ميداوي من ولاية الاغواط، عن قصيدته "اقرأ... وأرق"، بينما سُلّمت الجائزة الثالثة للشاعر مسلم ربواح من ولاية جيجل عن قصيدته " زيتونة على قيد الضوء".
وفي فئة الشعر الشعبي، تحصل الشاعر بار البار من ولاية المغير على الجائزة الأولى عن قصيدته "تاج المجد"، فيما نالت الشاعرة فاتن أمازيغ من ولاية تيزي وزو على الجائزة الثانية، عن قصيدتها "أمير الجود والمحبة"، فيما عادت الجائزة الثالثة للشاعر أحمد بشيري من ولاية تيارت عن قصيدته" تاريخك مجيد "وفي كلمته بالمناسبة، ثمّن مدير ديوان وزارة الثقافة والفنون، محمد سيدي موسى، تأثيث المسابقة الشعرية برمزية الأمير عبد القادر، العالم الزاهد المجاهد بالسيف والقلم.