الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تحية إلى جيش الشعب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 إنه جيش الشعب.. هذه حقيقة ساطعة تثبتها وقائع التاريخ وتؤكدها مسارات قواتنا المسلحة على مر التاريخ وفى كل الحقب والعصور.. عندما ثار الشعب المصرى عن بكرة أبيه فى كل محافظات مصر، رافضًا حكم المرشد، وعندما زحفت الجماهير بالملايين تعبر عن رفضها لجماعة الإخوان الإرهابية وممثلهم فى الرئاسة آنذاك محمد مرسى، انحازت قواتنا المسلحة لهذه الجماهير، وضربت المثل للعالم كله فى دورها التاريخى للحفاظ على الأرواح والمنشآت وحماية المصريين من بطش الإرهابيين.. نجح شعبنا العظيم فى فرض إرادته وتحقق له ما أراد بفضل قواته المسلحة  التى انحازت للحق ولبت نداء الوطن ونجحت فى حماية البلاد من ألاعيب تلك الجماعة بعد ذلك العام الأسود من حكم الإخوان، رغم محاولات قيادات الجماعة لترهيب المواطنين وتهديدهم بنشر الخراب والدمار فى ربوع مصر.

لا نبالغ حين نؤكد على أن ثورة 30 يونيو مثال حى على ثورات الشعوب ضد حكامه، ولا نبالغ حين نؤكد أيضًا أن قيمة هذه الثورة تبرز أكثر وأكثر بانحياز مؤسسته الوطنية الممثلة فى قواته المسلحة للشعب. 

وإذا تتبعنا تاريخ الجيش الوطنى، فإن التاريخ يسجل الكثير من بطولاته وأعماله الخالدة، فهو جيش أبناء المصريين من عمال وفلاحين ومن كل القوى الفاعلة والحية على أرض مصر.

إنه الجيش الوطنى الذى يرفع شعار «يد تبنى ويد تحمل السلاح».. عيون ساهرة تحمى الوطن من أعدائه فى الخارج والداخل وتترصد لكل من تسول له نفسه التخطيط لتخريب مصر.

إنه الجيش الوطنى الذى تم تجهيزه بأحدث المعدات العسكرية وتسلح بكل ما جعله جيشًا قويًا وعظيمًا وواثقًا من نفسه وقدراته سواء فى البر أو البحر أو الجو.

إنه الجيش الوطنى الذى يشارك فى بناء الوطن ويدعم الاقتصاد الوطنى ويسعى بكل جهده لتوفير احتياجات المواطنين بدون أن يتخلى للحظة عن دوره الرائد فى الدفاع عن الوطن.

إنه الجيش الوطنى الذى قدم لنا العديد من الفنانين والأدباء والمثقفين والصحفيين، الذين أثبتوا جميعًا أنهم جزء لا يتجزأ من القوة الناعمة مثلما كانوا جزءً لا يتجزأ من قوتنا الضاربة.. ويطول هنا الحديث عن نجوم القوة الناعمة من ضباط الجيش.. فى الفن، لدينا الضباط عز الدين ذو الفقار وأحمد مظهر ومحمود قابيل وإيهاب نافع وغيرهم ممن لهم إسهاماتهم الخالدة فى عالم الدراما المصرية سواء فى السينما أو التليفزيون.

ولا يمكن أن تنسى مصر أبدًا الضابط ثروت عكاشة، أشهر وأعظم وأول وزير ثقافة عرفته البلاد بعد يوليو 1952.. كان ثروت عكاشة وراء تأسيس أكاديمية الفنون التى صارت صرحًا ثقافيًا وفنيًا تفخر به مصر.. إذ تقدم باقتراحه إلى الرئيس جمال عبد الناصر، فصدر فى أواخر عام 1959 القرار الجمهوري بإنشاء مدينة الثقافة والفنون، وكان الهدف من إنشائها تشكيل البنية العلمية لتعليم الفنون وتخريج كوادر فنية واعدة لسوق الصناعات الثقافية وجهات الإنتاج الفني المختلفة في فنون العرض والأداء كافةً.. كمان أن له ما يزيد على 40 مؤلفًا من الكتب والموسوعات الفنية من بينها: موسوعة «فنون عصر النهضة.. الرينسانس»، ومعجم المصطلحات الثقافية، وترجمة للشاعر جبران خليل جبران، وأعمال الروماني أوفيد، والترجمات للمسرح المصري القديم، وغير ذلك من المؤلفات.

وإذا توجهنا إلى القوة الناعمة فى الصحافة المصرية، يطالعنا على الفور قائمة تضم الضباط خالد محيى الدين وأنور السادات ولطفى واكد وغيرهم.. فالتاريخ يذكر أن خالد محيى الدين أسس صحيفة «المساء» التى برز من خلالها العديد من الصحفيين والكُتاب من مشاهير الصحافة المصرية فيما بعد، كما أسس صحيفة «الأهالى» التى ما تزال تصدر حتى الآن عن حزب التجمع، وتولى رئاسة مجلس إدارتها ورئاسة تحريرها فترة، إلى جانب توليه رئاسة مجلس إدارة دار «أخبار اليوم» فى فترة سابقة.. وعلى ذكر خالد محيى الدين، لا يمكن أن نتجاهل كتابه الشهير «الآن أتحدث» والذى يحكى فيه مذكراته ويشير إلى وقائع عديدة تتعلق بليلة ثورة يوليو، وهو الكتاب الذى احتفى به الكثير من المثقفين لأمانته فى العرض وعدم تحيزه لموقف سياسى معين على حساب الحقيقة، ولعل من أهم ما ذكره فى الكتاب هو إنصافه للرئيس السادات فيما كان يروى عن توجهه للسينما ليلة الثورة، رغم الموقف السياسى المتعارض بينهما.

أما أنور السادات، فقد تولى الإشراف على صحيفة «الشعب» و«الجمهورية» فيما بعد وكان يكتب افتتاحية يومية يعلق خلالها على أهم الأحداث.. كما كان للضابط لطفى واكد دور كبير فى صحافة الثورة، إلى أن تولى رئاسة مجلس إدارة «الأهالى» ورئاسة تحريرها وكان يكتب افتتاحية تتصدر الصفحة الأولى يوم الأربعاء من كل أسبوع.

وهل يمكن أن ننسى الضابط يوسف السباعى؟.. وهو الذى أبدع الكثير من الروايات ويكفيه أن نذكر «رُد قلبى» التى تحولت إلى فيلم سينمائى، كما أنه تولى رئاسة مجلس إدارة «الأهرام» لفترة، وكان فى ثمانينيات القرن الماضى يكتب يوميات أسبوعية فى الصفحة الأخيرة من صحيفة «الجمهورية».. وتطول القائمة كما ذكرنا، وما هذه إلا نماذج من بين كثيرين من جيش الشعب كانت لهم إسهاماتهم فى الفن والأدب والثقافة والصحافة.

 نحاول بهذه الصفحات المحدودة أن نرد بعضًا من الجميل لجيش الشعب العظيم ودوره فى بناء الوطن وموقفه من ثورة الشعب الخالدة فى 30 يونيو 2013.. تحيةً لكل رابضٍ على الحدود.. تحيةً لكل عينٍ ساهرة تحرس الوطن.. تحيةً لكل يدٍ تبنى على أرض مصر.