تدرس الولايات المتحدة الأمريكية مدى تأثير تمرد مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة الروسية ضد المؤسسة العسكرية الروسية على عملياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تتنافس مع روسيا على النفوذ في هذه المناطق، وفق ما أفاد مسئولون أمريكيون.
وقال مسئول أمريكي لوكالات الأنباء، إن من بين الاحتمالات التي يدرسها صانعو السياسة هو أن استعداد قادة الدول الأفريقية لتوظيف مقاتلي فاجنر قد يتراجع بعد مشاهدة زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين ينقلب على رعاته في موسكو.
وكان أحد الخيارات التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأعضاء فاجنر هو توقيع عقد مع القوات المسلحة الروسية، بعد أن احتجزت روسيا عددا كبيرا من عناصر فاجنر في سوريا بتهمة التخطيط لانقلاب.
وأضاف المسئول الأمريكي "إذا تم استيعاب قوات فاجنر هذه في الجيش الروسي بين عشية وضحاها، فقد تكون هناك مشكلة. العديد من هذه الدول لم تكن تطلب وجودا عسكريا روسيا عندما طلبت قوات فاجنر".
وفي البنتاجون، رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي التكهن بمستقبل فاجنر، لكنه أدان تصرفات المجموعة في أفريقيا وغيرها، وقال إنها "تشكل تهديدا" و"تزعزع استقرار" المنطقة.
ورغم تصريحات كيربي، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن نشاط فاجنر في جمهورية أفريقيا الوسطى سيستمر، وإن روسيا لديها اتفاقات عسكرية مع عدة دول أفريقية.
ولكن محلل سابق في وزارة الخارجية الأمريكية قال إن تصرفات فاجنر قد تضر بصورتها في أفريقيا، حيث يشتبه بارتكابها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وإثارة صراعات دامية.
"إذا كنت قائدا أفريقيا، فلن ترغب في التعامل مع مجموعة تنقلب على راعيها في أي لحظة"، قال جيسون بلازاكيس، الذي عمل في مكتب شؤون أفريقيا في وزارة الخارجية.
وأضاف "فاجنر ليست شركة أمن خاصة عادية، بل هي منظمة إجرامية عابرة للحدود، ويجب معاملتها على هذا النحو".