تمتلئ الجدران بالكفوف الحمراء نتيجة ذبح الأضاحى، والتى تعد أشهر حكايات العيد الكبير بما يتخلله من طقوس مقدسة يعاد تكرارها كل عام فى هذا التوقيت، لكن كثيرين لا يعلمون حقيقة الكفوف الحمراء المطبوعة على الجدران، وأعاد بعض المؤرخين تبرك المصريين بدم الذبائح إلى العصور الفرعونية لما كانت تمثله من قدسية لديهم، فيما تحدث آخرون عن أنها ترتبط بالعصر الفاطمى، إذا كان يتم تلطيخ الملابس والمنازل بالدماء.
ولا يخفى على أحد، الأساطير المرتبطة بهذه العادة من كونها «تعالج العقيمة» بمجرد المرور فوق هذه الدماء، بل قيل قديما أنه «يفك المربوط» أى معالجة من يجد صعوبة أو عجزا فى الممارسة الجنسية، وكذلك «يصرف الجن»، إذ يبعد الشيطان وعين الحاسد، وفقا لمعتقدات منتشرة بين المصريين.
وهناك من ربط بين هذه العادة والعقيدة اليهودية، منذ تحول نهر النيل إلى دم فى عهد سيدنا موسى عليه السلام، وآيات خروج بنى إسرائيل من مصر، أو كما نقل عن العهد القديم.
وبعيدا عن البعد التاريخى أو المظاهر الروحانية، يحذر كثير من الأطباء من دماء الحيوانات واللحوم النيئة باعتبارها مصدرا خصبا للعديد من الأمراض الخطرة، بل إن هناك علماء نفس ذهبوا لأبعد من ذلك بتأكيدهم على أن مشاهد دماء الأضاحى واستخداماتها بكثرة من غمس كفى اليد فى الدماء ثم بصمها على الجدران يمثل خطورة على نفسية الطفل، لكونها تؤدى إلى عزوفهم عن تناول اللحوم، وفى أحيان أخرى يحولهم إلى أطفال عدوانيين، يحبون اللعب بالسكاكين.
كما سبق وقالت لجنة الفتوى بجامع الأزهر الشريف إن غمس أصابع اليد بدم الأضحية وطبعه على الجدران من العادات البالية التى اعتاد عليها الناس، مشددة على أن «الدم فى الأصل نجس، فلا يجوز أن تغمس فيه اليد ولا يجوز أن يطبع على الحائط أو السيارة أو أى شيء»، كما أنه فى فتوى صدرت منذ سنوات عن هذه العادة، شددت لجنة الفتوى على أن «هذا الفعل من المحرمات نظرا لقول الله سبحانه وتعالى: (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير)، فإن الذى يجلب البركة وينزلها هو الله سبحانه وتعالى وليست محصورة فى وضع الدم على مكان معين، كما غمس الكف فى الدم لا يبطل ثواب الأضحية، لأن الإنسان يفعله عن جهل أما إن فعله عن اعتقاد فقد أثم إثما عظيما ربما أبطل ثواب أضحيته»، وفقا للفتوى نفسها.
البوابة لايت
الكفوف الحمراء.. عادة فرعونية وضعها علماء الإسلام ضمن المكروهات
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق