الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الطبق الرئيسى فى عيد الأضحى.. «الفتة» ابتكرها الفراعنة وطورها «الشوام»

أصل الفتة
أصل الفتة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الفتة واحدة من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك خاصة فى مصر، فلا تخلو منها المائدة المصرية، وتعد من الوجبات الأساسية فى هذه المناسبة التى يتم تقديمها مع لحوم الأضحية، بالإضافة إلى أكلات أخرى مرتبطة بالعيد مثل الرقاق والممبار وفواكه اللحوم، هذه الوجبات التى تعمل على إذابة الفروق بين الطبقات الاجتماعية، فالجميع يتناولها فى عيد الأضحى رغم اختلاف الثقافة والبيئة، كما أن الفتة وجبة شعبية يتم إعدادها بطرق مختلفة، لتعبر عن ثقافة البلد التى تعد فيها، إلا أن «فتة الخل والثوم» من الأطباق المصرية الأصيلة، التى ارتبطت بوجدان المصريين منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هذا.
وعلي الرغم من اختلاف طرق تحضير الفتة فى الدول العربية المختلفة، والتى تتميز كل منها بمذاقها الخاص، إلا أن أصل الفتة، قبل تطور طرق إعدادها، محل تساؤل وخلاف فهناك أدلة معتبرة تأكد أن الفتة فرعونية الأصل، حيث إن القدماء المصريين أول من قاموا بعمل هذا الطبق الذين أطلقوا عليه اسم فتة، وعرف بهذا الاسم لأنه كان يصنع من فتات الخبز المضاف إليه الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، وكانت تعد من الوجبات رفيعة المستوى لاحتوائها على عناصر غذائية عالية، تقدم للملوك الفراعنة.
وعرفت أول وصفة فتة قبل ٩ آلاف سنة، حيث تحكيها نقوش معبد سوبيك، الموجود تحت سطح الأرض فى مكان قريب من سيناء، تشير النقوش إلى قصة الكاهنة المصرية «كارا» التى ذبحت خروفا، وحشته بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلى، وفتتت فيه قطع العيش وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل، وقطعته، ووزعته فى عيد الإله.
وفى العصر الفاطمى ازدهرت الأكلات الشعبية، وهبات الحكام لعامة الشعب فى الأعياد والمناسبات، فاستعادوا الفتة وأضافوا لها صلصة الطماطم، وكان الفاطميون يكثرون من الذبائح فى أول أيام عيد الأضحى ويأمرون الطهاة بعمل أطباق الفتة وتوزيعها على عامة الشعب احتفالا بتلك المناسبة، كما أنها انتشرت فى التكيات والموائد التى كانت تجهز من أجل الفقراء.
وهناك من يقول إن أصل الفتة شامى، معتبرين أن المصريين أخذوا طريقة إعدادها من الشام، وأضافوا لها اللمسات المصرية، إذ كانت تعد من أهم الوجبات لدى أبناء الشام فى عيد الأضحى وفى عطلة الأسبوع، ويستخدمون أحيانا الحمص بدلا من اللحم فى طهيها، والفتة السورية تقدم حتى الآن باسم التسقية، وفى الفترات الأخيرة ومع انتشار المحلات السورية بمصر بدأت تظهر أنواع مختلفة غير التى اعتاد عليها المصريون، مثل فتة الشاورما، وفتة الفراخ، التى يتم إعدادها من الأرز البسمتى مضافا له نكهات ومقبلات شامية، وقد تخلو من العيش المحمر الذى يعد أحد أهم مكونات الفتة التقليدية، فكثير من المقبلين على تلك الأنواع الجديدة يفضلون طعمها، إلا أنهم لا يعتبرونها بديلا عن فتة الخل والثوم بالطريقة المصرية.