العيدية من الطقوس المنتظرة المفرحة للكبار والصغار والتى ترجع فى الأصل إلى أيام الحكم الفاطمى؛ فكان يقدمها الخليفة لرعيته، ثم أصبحت طقسا رسميا فى العصر المملوكى، وفى العصر الحديث يقدم الكبار العيدية للصغار كواحد من أهم الطقوس والعادات التى تدخل الفرح على قلوب الآخرين، وخاصة الصغار الذين ينتظرونها بلهفة دائما.
ومما يميز العيدية لدى المصريين هى تناسبها الطردى مع العمر، فكلما كبر الفرد زادت قيمة العيدية التى تقدم إليه، كما جرت العادة بأن تكون نقود العيدية المقدمة جديدة، ويشيع تقديم العيدية فى الغالب للأطفال بوجود صلة القرابة من الدرجة الأولى؛ كالآباء والأمهات والأجداد، إضافة إلى الأعمام والعمات والأخوال والخالات.
ترجع عادة الاهتمام بتقديم النقود فى أيام العيد أو ما يسمى بالعيدية تاريخيا إلى أيام الحكم الفاطمى فى مصر حيث كانت توزع على العامة مع كسوة العيد، كما أن الخليفة كان يوزع العيدية على الرعية القادمين لتهنئته صباح العيد، فينثر عليهم الدراهم والدنانير من شرفة قصره.
بدأت العيدية بطابعها الرسمى فى العصر المملوكى، وكانت تسمى جامكية آنذاك، وكان لتقديمها بروتوكول خاص، فتترتب الدنانير الذهبية وسط طبق كبير، وتحيط بها حلوى وكعك العيد، وكان السلطان يختص بها الأمراء رجال الجيش، وتتفاوت العيدية المقدمة لكل منهم حسب رتبته ومكانته فى الدولة.