قال المشرع السابق والسياسى إلايرانى المحافظ، أحمد بخشيش، إنه لم يكن ينبغى أن يكون العداء للولايات المتحدة جزءا من أيديولوجية إيران منذ البداية.
وأضاف فى حديثه لموقع «رويد 24»، وهو موقع مستقل نسبيا فى طهران، أن أى دولة لديها توترات فى علاقاتها مع الولايات المتحدة لا يمكن أن يكون لها وجود جاد فى السوق العالمية، ويبدو أن الخطاب الجديد من قبل بعض المطلعين على النظام هو تبرير لتحول طهران المفاجئ إلى تقارب محدود مع الولايات المتحدة يفترض أنه يهدف إلى إعفاء الحكومة من الضغوط الاقتصادية للعقوبات الأمريكية.
يشار الى أن انباء ترددت أكدت أن واشنطن وطهران على اتصال لاستكشاف صفقة غير رسمية محدودة للحد من التوترات، وتتعهد إيران بعدم تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 60% مقابل الإفراج عن أموالها المجمدة فى الخارج والتى قد تصل إلى 20 مليار دولار.
وارتفع معدل التضخم السنوى فى إيران إلى ما يقرب من 70% وفقدت عملتها 50% من قيمتها فى العام الماضى، وكرر السياسى المحافظ القول إن تسخير معدل التضخم المرتفع يتطلب وقتًا وتوقع حل سريع لمشاكل البلاد الاقتصادية أمر غير واقعى، ومن المحتمل أن يكون قد أدلى بتصريحه بهدف عدم خلق أمل مبالغ فيه بين الإيرانيين حول نتيجة التبادلات الدبلوماسية المحدودة بين طهران وواشنطن.
ومع ذلك، لا يتحدث كل شخص فى إيران بهدوء عن الغرب ولا سيما الولايات المتحدة، ومنهم قائد الطيران فى الحرس الثورى الإيرانى أمير على حاج زاده، الذى قال لوكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثورى الإيرانى: «لدينا الآن إمكانية الوصول إلى جميع التقنيات المتطورة فى مجال الصناعة الدفاعية»، وأضاف أن هذا يشمل معرفة كيفية صنع قنبلة نووية.
وفى تسليط الضوء على سياسة إيران المزدوجة، قال حاج زاده إنه على الرغم من التقدم الكبير فى العلاقات الخارجية بما فى ذلك إعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، فمن المجدى أن يكون الرئيس إبراهيم رئيسى حاضرا شخصيا فى الحفل لعرض الصاروخ الإيراني «فتاح».
ورحب بخشيش بالدبلوماسية، وأكد أنه لجذب الاستثمارات الأجنبية، يجب على إيران اتخاذ خطوات معينة. ولم يخض فى التفاصيل، لكن يفترض أن الشروط المسبقة تلعب وفقا لقواعد العلاقات الدولية، والحد من تخصيب اليورانيوم، وليس رعاية الإرهاب الدولى، ووقف الطموحات الإقليمية وتطوير الأسلحة من بين أمور أخرى.
ومع ذلك، قال حتى لو تم اتخاذ الإجراءات، فإن الأمر يستغرق ما لا يقل عن سنتين إلى ثلاث سنوات قبل أن تبدأ الأسعار فى الانخفاض فى السوق الإيرانية.
وفى محاولة أخرى لتبرير المحادثات مع واشنطن، قال بخشيش إن إيران كانت تمارس تجارة واستثمارات من دول أخرى بما فى ذلك المملكة المتحدة وإيطاليا.
واوضح إنه على الرغم من أن إدارة رئيسى تحاول تحسين العلاقات مع جيران إيران، فلا شيء يمكن مقارنته بفوائد إقامة علاقات تجارية مع الغرب.
وقال إنه على الرغم من اهتمام دول مثل السعودية بالاستثمار فى إيران، يجب أن نلاحظ أن السعودية والعراق والإمارات وقطر منافسون لإيران فى مجال تصدير النفط، لذا فمن مصلحتهم أن تظل إيران تحت العقوبات الأمريكية.
فى غضون ذلك، كتبت صحيفة «جمهورى إسلامى»، الصحيفة المحافظة الوحيدة التى تنتقد إدارة الرئيس إبراهيم رئيسى، الخميس الماضى، أن المتشددين يؤيدون فجأة إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، بينما استخدموا وصف الحكومة السابقة بالخائن لدعوتهم الى استخدام الدبلوماسية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى أولئك الذين أصروا على عدم السماح لأحد بالتحدث عن التفاوض مع الولايات المتحدة بعد مقتل قائد فيلق القدس السابق فى الحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى، يؤيدون المفاوضات الآن.