نظم قطاع شئون الإنتاج الثقافي، برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي، تحت عنوان "الشعر ديوان العرب"، وذلك مساء أمس الإثنين، بقاعة د. هدى وصفي في مركز الهناجر للفنون بقيادة الفنان شادي سرور.
بدأ الملتقى بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه رحبت الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، في مستهل كلمتها بالمنصة والحضور الكريم، قائلة، إن الحديث عن الشعر هو الحديث عن الثقافة بشكل عام هو حديث عن الحضارة، والتاريخ، واللغة، والمشاعر الإنسانية، وأيضا الجغرافيا التى تحاول فى السنوات الأخيرة إعادة كتابة التاريخ لنا، إذا لم ننتبه إلى ماتقوله لنا الطبيعة.
وتابعت: أننا نستعيد بالشعر علاقاتنا بكل ما حولنا، فالشعر رسالة، والشعراء رسل محبة رسل سلام للإنسانية كلها، مؤكدة الشعراء هم من يستطيعون التعبير عن قضايا الوطن، والشعر رافدة من أهم روافد القوة الناعمة التى تهذب الإحساس والسلوك والأفعال، فهو بمثابة الذاكرة الجمعية التي اختزنت ركائز الثقافة العربية.
وقال الإذاعي والشاعر السيد حسن، إن الشعر ليس ديوان العرب بل هو معجزة العرب، فالحضارة قدمت الشعر أولا.
وأضاف حسن، أن الشعر اليوم هو الجامعة الحقيقية للأمة العربية، وهذا ما نلمسه من خلال الغناء وما تغنت به كوكب الشرق أم كلثوم بالعديد من كلمات الشعراء العرب، والدراما لا تخلو من الشعر، ونحن كعرب فى كل الأزمنة نعيش فى زمن الشعر، واختتم كلمته بإلقاء عدد من أبيات قصائده الشعرية.
من ناحيته قال الدكتور طارق منصور، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس، ورئيس نادي ثقافة مصر الجديدة، إن كل أمه من الأمم لها سمات حضارية، والكتابات على جدران المعابدة تقول من نحن، ونجد أن أعظم ما تركه العرب هو الشعر.
وتابع: قديما احترفت القبائل الشعر والتجارة، ويذهبون إلى سوق عكاظ ليتبارون فى الشعر، فحلاوة وجمال اللغة العربية ليس فقط فى جمال المفردات، ولكن ماوراء المفردات والباطن فى النص، الذى يزيد الكلمة حلاوة فوق حلاوتها، مؤكدا أن الشعر يعد أسهل وسيلة لربط الأمم بعضها ببعض .
وقال الدكتور السيد سيد إبراهيم، عميد كلية الآداب جامعة بني سويف، إن الشعر والجمال هما قرينان، وقديما كان الشعر العربى يستخدم طول الوقت وفى مختلف المناسبات وفى، والبيئة العربية بيئة ممتدة لها تأثير على الشعر.
وأضاف إبراهيم، أن الشعر له موسيقى وصورة شعرية تؤثر على مناطق فى عقل الإنسان لم يكن يعرفها، والتي تعمل على تنشيط المشاعر الإنسانية لديه، واختتم كلمته بإلقاء بعض الأبيات من قصائده الشعرية.
من جهته قال الدكتور محمد عليوة، أستاذ الأدب بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، إن الشعر العربى لن يتأثر أبدا سلبا بمنصات التواصل الاجتماعي التى يزاحم بعضها بعضا، فنحن فى زمن يطلق عليه زمن "الأدب التفاعلى" وقليل من الأشخاص من يقبل على الشعر المطبوع، وهذا يرجع إلى استعمال الانترنت من خلال التليفون المحمول.
كما تحدث عن عدد من الدراسات ومؤلفات الكتب والنصب التذكارية التي سجلت وتحدثت عن عظمة الشعر العربي.
وألقى الشعراء عبد الله حسن، وهشام الدشناوى، وناصر دويدار، وسما دسوقي، مجموعة من أشهر قصائدهم، والتي وتفاعل معها الحضور.
كما تخلل الملتقى مجموعة من الفقرات الفنية قدمهتا فرقة "أنغامنا الحلوة" بقيادة المايسترو شريف عباس، والتي تضمنت عدد من المقطوعات الموسيقية لأشهر كبار الموسيقيين، بالإضافة إلى تقديم باقة من الأغانى الشهيرة لكوكب الشرق أم كلثوم، ونجاة، وشادية، وعلي الحجار .