ينتظر المسلمون يوم عرفة من العام للعام فهو اليوم الذي أتم الله فيه دين الإسلام وأتم فيه النعمة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة وهو أكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار، وفي يوم عرفة تكثر الحسنات، كما أن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب، ليس فقط لحجاج بيت الله الحرام بل لكل من صام وأقام هذا اليوم فالدعاء فيه مستجاب، فيوم عرفة من الأيام المباركة والفضيلة بالنسبة إلى المسلمين على مدار العام لهذا يحرص المسلمين على الإكثار من العبادات والطاعات وكثرة الدعاء للتقرب إلى الله تبارك وتعالى.
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث الصحيحة التي رواها البخاري ومسلم والترمزي وغيرهم أن الله تبارك وتعالى ينزل في هذا اليوم إلى السماء الدنيا، ونزول الله تبارك وتعالى في هذا اليوم فضل كبير إلى المسلمين ليقوموا بالأعمال الصالحة ويتقربوا إلى الله تبارك وتعالى.
ومن ضمن الأحاديث التي قد جاءت في نزول الله تبارك وتعالى في يوم عرفة:
لقد جاء عن ابن خزيمة والبزار وابن حبان والبيهقي عن جابر رضي الله عنه “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم ير يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة”.
كما جاء في رواية أنس رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف قاعداً، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، فذكر حديثاً فيه طول، وفيه: “وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا، ثم يباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثاً سُفْعاً، يرجون رحمتي ومغفرتي؛ فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، وكعدد القطر، وكزَبَد البحر، لغفرتُها، أفيضوا عبادي مغفوراً لكم، ولمن شفعتم له”.
أما بالنسبة إلى الوقت الذي ينزل به الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فإنه في عشية يوم عرفة، وموعد بداية عشية يوم عرفة من ظهر يوم عرفة وتستمر حتى غروب الشمس، كما أن الله تبارك وتعالى ينزل على المسلمين في كل ليلة في الثلث الآخير من الليل وذلك ليقضي حوائج العباد ويستجيب الدعوات ويغفر الذنوب.