يوم عرفة هو اليوم الذي أتم الله فيه دين الإسلام وأتم فيه النعمة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة وهو أكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار، وفيه يباهي الله الملائكة بأهل عرفات فيقول تعالى "انظروا إلى عبادي أَتَوْنِى شعئًا غَبرًا"، وسمي “يوم عرفة” بهذا الاسم؛ لأن الناس يتعارفون فيه، أو لأن الخلق يعترفون فيه بذنوبهم، وقيل إنه سمي بذلك لأن آدم وحواء عندما هبطا من الجنة التقيا فيه فعرفها وعرفته.
وفي يوم عرفة تكثر الحسنات كما أن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب، ليس فقط لحجاج بيت الله الحرام فمن فضائل يوم عرفة لغير الحاج أن الدعاء فيه مستجاب فهذا اليوم قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يو أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدًا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة" رواه مسلم.
كما اتفق الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة إلا للحجاج لما ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية"، أخرجه مسلم، وفى الحديث: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار يوم عرفة".
وفسر الفقهاء معنى تكفير ذنوب السنة الماضية والمستقبلة بأن الله سبحانه يغفر للصائم ذنوب سنتين، وقال آخرون: يغفر له ذنوب السنة الماضية، ويعصمه عنِ الذنوب في السنة المستقبلة، أما فيما يغفر من الذنوب في صيام يوم عرفة؛ فقال جمهور الفقهاء المراد صغائر الذنوب دون الكبائر لقول رسول الله: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن من الذنوب إذا اجتنبت الكبائر" أخرجه مسلم.