ساعات ويحل عيد الأضحى المبارك وكعادة الشعب المصرى الذى تعتبر الوحدة الوطنية أهم ما تميزه.. حيث يتشارك المسيحيون والمسلمون فى الاحتفال بالأعياد وسط أجواء فرحة وسعادة لا يمكن أن تصادفها فى أى بلد آخر.
فكما يحرص المسلمون على مشاركة إخوانهم المسيحيين فى الاحتفال بعيد شم النسيم بالإقبال على أكل الفسيخ والرنجة والملوحة.. يحرص المسيحيون على مشاركة إخوانهم المسلمين فى عيد الأضحى بالإقبال على ذبح الأضاحى ولو بالمجهود.. فيقوم جزارون مسيحيون أيضا بذبح الخرفان والعجول للمسلمين، كما يحرص العديد من المسيحيين على شراء صكوك الأضاحى فى مظاهر وحدة وطنية تؤكد أن أرض الكنانة مصر وطن واحد يتشارك مواطنوه فيه الفرح بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.
وفى كل عام ينظم عدد من المتطوعين المسيحيين احتفاليات لنشر الفرحة والابتسامة بين الأطفال اليتامى المسلمين فى عيد الأضحى كما حدث العام الماضى فى مدينة ٦ أكتوبر بمحافظة الجيزة والتى تضمنت أنشطة ترفيهية وألعاب ملاهى وإقامة مسابقات وتوزيع هدايا على الأطفال لتعويضهم عن غياب الأب أو الأم أو كلاهما.
وفى كل حى أو شارع بمصر تعم مظاهر المشاركة فى الاحتفالات بين عنصرى الأمة مسلميها ومسيحييها، ففى منطقة العمرانية بالهرم يحظى رومانى أبو ذكرى، أحد السكان، بشهرة واسعة بسبب حرصه على ذبح الأضاحى فى كل عام وتوزيعها على «أولاد الحتة» مسلمين ومسيحيين ليضرب مثالا جميلا فى عشق تراب وأبناء هذا البلد بدون تمييز أو تفرقة.. فالكل مصرى والكل لازم يفرح.
وفى حى شبرا العتيق يحرص بعض الجزارين المسيحيين على ذبح الأضاحى للمسلمين إما مجانا على سبيل الهدية أو بأسعار رمزية تقل كثيرا عن الأسعار المتعارف عليها.
وبعيدا عن العاصمة الكبرى، يحرص عدد كبير من القساوسة والمواطنين المسيحيين بالبحر الأحمر على المشاركة بمشروع وزارة الأوقاف لـ«صكوك الأضاحى»، الذى توزعه على الفقراء والمحتاجين.
ونفس الأمر يتكرر فى محافظة المنيا بالإقبال على شراء صكوك الأضاحى، ليعزف أبناء مصر سيمفونية جميلة للحن الوحدة الوطنية.
وعن قضية ذكر الأضاحى فى الديانة المسيحية، فقد ذكرت قصة تضحية سيدنا إبراهيم عليه السلام عند المسيحية فى سفر التكوين الذى من خلاله قدمت الذبيحة بواسطة إبراهيم: «فلما أتيا إلى الموضع الذى قال له الله، بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه فناداه ملاك الرب من السماء وقال: «إبراهيم! إبراهيم!». فقال: «هأنذا» فقال: «لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا، لأنى الآن علمت أنك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عنى» فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا فى الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع «يهوه يرأه». حتى إنه يقال اليوم: «فى جبل الرب يرى»؟.
البوابة لايت
«العيد الكبير» وصل.. فرحة تجمع المسلمين والمسيحيين في وطن واحد.. جزارون مسيحيون يتطوعون بذبح الأضحية ويشاركون بـ«الصكوك»
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق