صرح الأب لوكاس حلمى أحد الآباء الفرنسيسكان، بأن الإنسان يهتم فى الأساس بالعمل المادى الملموس، لكن التضحية تحمل فى معناها أعمق من الابتعاد أو الحرمان من الأمور المادية.
وأوضح بالأمثلة أن التضحية موجودة منذ قديم الأذل فى الفطرة الإنسانية، بدءاً من قابيل وهابيل فى سفر التكوين، مروراً بالمحرقة وهو الحيوان المقدَم دون عيب أيام نوح النبى وبالمحرقة يتم التكفير عن الذنوب لأن الإنسان مخطئ أمام الله فعليه بتقديم فدية عنه.
وأضاف أن رغم ذلك لم تتغير الطبيعة البشرية من الطوفان حتى مجئ السيد المسيح.
وقال إن موت السيد المسيح أو المعروف عنها بعملية الفداء أو الخلاص كانت بمثابة تضحية وبذل لذاته بدلاً من الإنسان الخاطئ لتُغفر خطايانا.
وأكد أن وضع الأنبياء تفسير شخصى لكل منهم، إن التضحية تُعد أحد مظاهر لطاعة الله كما فعل إبراهيم النبى مع ابنه إسحق وقدمه كمحرقة، ولما رأى الله طاعته استبدل ابنه بالكبش.
وأشار إلى أن المسيح كما قدم ذاته على خشبة الصليب، هو أيضاً كان فى صورة حمل فى العهد القديم، وذبيحة المسيح وضعت حداً للذبائح الأخرى فهى طاعة من الابن للآب فداءً عن البشر الخطاة.
وأبرز لنا أن القداس الذى نصليه يومياً هو إحياء وإعادة تقديم لذبيحة المسيح فى نفس الزمان والمكان.
وقال الأب لوكاس عن التضحية إنها بالنسبة للمسيحي اليوم هى مترجمة إلى سلوك وحياة، وذكر أحد أقوال القديس اغسطينوس بأن التضحية الحقيقية هي كل عمل يتم القيام به لتوحيد أنفسنا مع الله في شركة مقدسة، أي الإشارة إلى ذلك الخير الأسمى الذي يمكن أن يجعلنا مباركين حقاً.
وأنهى حديثة قائلاً: إن المعنى الحقيقي والإلهام وروح التضحية هي المحبة وعطية الذات التي في عالم يتسم بالأكاذيب والأنانية والعنف، تنطوي على التخلي والمعاناة والألم، فالمسيحية هى أن الشخص يضحي بنفسه من أجل الآخرين ولا يضحي بالآخرين من أجل رفاهيته، وعلينا بإعادة تثقيف الناس عن روح التضحية.