اختتم مدرب الكرة العالمي "بيب جوارديولا" المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، مساء الأحد، زيارته بمحافظة الأقصر عاصمة السياحة العالمية، والتي قضى فيها ما يقارب الـ 48 ساعة، على هامش عطلته الصيفية التي اختار مصر لقضاء إجازته السنوية بها بصحبة أسرته.
البداية كانت مع وصول المدرب بيب جوارديولا وأسرته، مطار القاهرة، مساء الخميس الماضي، من إسبانيا، وكان في استقباله نسرين عثمانلى مدير مكتب الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بمطار القاهرة الدولي وعدد من أعضاء المكتب، حيث تم الترحيب بهم وتقديم الورود والهدايا التذكارية والمواد الدعائية عن بعض الأماكن السياحية والأثرية بالمقصد السياحي المصري.
وعقب قضائه يومين بالقاهرة، توجه المدرب الأسباني بيب جوارديولا، على متن طائرة خاصة إلي الأقصر، صباح يوم السبت، لاستكمال برنامجه السياحي بمصر، وقضاء يومين بالمحافظة، أقام فيها على متن "الفضية العائمة" للقيام برحلة نيلية خاصة (كروز) بين مدينتي الأقصر وأسوان، وزيارة المعالم الأثرية للاستمتاع بسحر الحضارة المصرية القديمة، وقضاء رحلة إجازة سياحية بعد موسم تاريخي حقق فيه الثلاثية (دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي) مع فريق مانشستر سيتي.
* ساعة ونصف في جولة بمعبد الكرنك
وقام جوارديولا فور وصوله، بزيارة المعالم الأثرية في البر الشرقي، حيث أجرى المدرب الإسباني، جولة سياحية داخل معبد الكرنك، رفقة زوجته وأولاده، وصاحبهم في الجولة كلا من محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، والطيب غريب مدير معابد الكرنك، وعمال الكرنك ومسئولي وزارة الآثار، واستمع خلال جولته في المعابد لشرح مفصل عن تاريخ هذه المعابد وأهميتها الأثرية.
وقضى مدرب مانشستر سيتي المخضرم بيب جوارديولا وأفراد أسرته أكثر من ساعة ونصف متجولا بين معابد الكرنك بالأقصر، بالرغم من حرارة الأجواء والتي قاربت الـ 40 درجة، والتي استدعت طلبهم للمياه أكثر من مرة، حيث زاروا البحيرة المقدسة والجعران الأثري وبهو الأعمدة الشهير وغرفة الولادة، وقدس الأقداس بالمعبد، كما التقط العديد من الصور التذكارية بالمعبد ومع الزائرين الذين توافدوا للاحتفاء به.
وأبدى جوارديولا وأفراد أسرته انبهارهم الشديد بصالة بهو الأعمدة بمعابد الكرنك ومدى ضخامتها وروعة الألوان الموجودة بها، حيث استمعوا باهتمام لشرح المرشد السياحي المرافق لرحلتهم، وسط أجواء من البهجة والسرور لزيارة المدرب المخضرم.
* شاب يُهدي بورتريه للمدرب العالمي
وخلال زيارته بمعبد الكرنك، فاجئ شاب أقصري، يدعى "عمر ياسر الطواب"، يبلغ من العمر 16 سنة، المدرب الإسباني بإهدائه صورة بورتريه رسمه خصيصًا له عندما علم بزيارته لمعابد الكرنك وأبدى «ياسر» سعادته البالغة بحصوله على تلك الفرصة التاريخية، والتي لطالما انتظرها، إذ أعد هذا البورتريه منذ فترة، وبمجرد أن علم بزيارة جوارديولا جاء على الفور إلى المعبد وأهداه إليه، مشيرا إلى سعادته البالغة بفرحة جوارديولا عندما شاهد البورتريه، حيث عبر مدرب مانشستر سيتي عن شكره الشديد للشاب ابن مدينة الأقصر على روعة وجمال رسمه، والتقط صورة تذكارية مع الشاب تعبيرا عن شكره وتقديرا له.
* حفل عشاء خاص بمعبد الأقصر على أضواء الشموع
وأنهى مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي وأفراد عائلته جولتهم بمعابد الكرنك، وتوجهوا إلى معبد الأقصر لزيارة طريق الكباش واستكمال باقي برنامج زيارات اليوم الأول في الأقصر، بحضور حفل عشاء عائلي خاص وفاخر على أضواء الشموع الحمراء وألعاب الليزر بمعبد الأقصر المطل على النيل، اقتصر على 5 أفراد فقط، هو وزوجته وابنه والحارس الخاص بهم، فيما أحيط حفل العشاء بتشديد أمني ومنع الصحفيين من التصوير والاقتراب بناء على طلب جوارديولا وعائلته.
وبدأ برنامج جوارديولا لمعبد الأقصر في تمام الساعة 9:30 مساء بعد انتهاء مواعيد معبد الأقصر الرسمية ليضمن جوارديولا أن المعبد خالي تماما من السائحين والزائرين والصحفيين حتى ينعم بحفل عشاء خاص جدا هو وأسرته بعيدا عن أعين المتطفلين حيث قد حجز له ما يسمى تذاكر حفل خاصة، واستمتعوا أثناء تناولهم لوجبة العشاء بفقرات من الفن الشعبي المصري ورقصات التنورة ذات الألوان المبهجة والأضواء المبهرة.
وجلس بوب جوارديولا وأفراد أسرته متناولين للعشاء بمعبد الأقصر لأكثر من ساعتين قضوها بين أحضان التاريخ ومستمتعين بوجبة من الفن الشعبي والفلكلور المصري وقليلا من نسمات الهواء الباردة والتي داعبتهم ليلا وكأن الأقصر أرادت أن تربت على أكتافهم معتذرة عن قسوتها بحرارة قاربت الـ 40 درجة أثناء زيارتهم لمعابد الكرنك في الصباح.
* بات ليلته على متن "فضية الأثرياء"
وبات جوارديولا ليلته على مركب الفضية العائمة المقيم بها، والتي أبحر بها من الأقصر إلى أسوان، حيث قال محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر وأسوان، أنها تسمى "الفضية النيلية" والمخصصة لزيارات المشاهير والأثرياء من حول العالم والتي تبلغ الرحلة فيها حوالي 50 ألف دولار، فهي بمساحة وحجم يصل لـ40 مترًا وتضم 4 أجنحة فاخرة وتقدم خدمات أعلى من الخدمات الفندقية وبايى المراكب النيلية، وهى الفضية الوحيدة في العالم والموجودة على ضفاف نهر النيل بالأقصر.
وأضاف «عثمان»، أن تلك الفضية مجهزة بأحدث الوسائل المتطورة للراحة والهدوء والصفاء الذهني خلال التنقل في نهر النيل بين الأقصر وأسوان، بجانب توفير عروض مبهجة وساهرة وأغاني تراثية وعالمية لمستقليها على مدار رحلتهم النيلية، والتي تتوقف طوال طريقها لأسوان في عدد من المعالم الأثرية بإسنا وإدفو وكوم أمبو وأسوان، بجانب عمل رحلات بالجزر النيلية في طريقها جنوبًا لإضفاء أجواء من المتعة والبهجة للضيوف والترفيه لهم طوال الرحلة التي تدوم لعدة أيام في قلب نهر النيل.
* جوارديولا وعائلته يحلقون في سماء الأقصر عبر البالون
واستهل المدرب الإسباني برنامجه السياحي لليوم الثاني في الأقصر، بعمل رحلة للبالون الطائر في الصباح الباكر، وهي أشهر الرحلات السياحية في المحافظة، حيث استمتع فيها وأفراد أسرته بمعالم الأقصر السياحية الخلابة من النيل والخضرة والجبال والآثار، وذلك برؤيتها من سماء المدينة.
وقال الكابتن طيار أحمد حسن قائد رحلة البالون الطائر لجارديولا وأسرته: إن الجو كان اليوم رائعًا للطيران وقمنا بالانطلاق برحلة البالون في رحلة خاصة لجوارديولا وأسرته ومرافقيه، حيث تم الانطلاق برحلة البالون في تمام الساعة 06:50 قبل شروق الشمس بـ 10 دقائق، واستمتع جوارديولا وأفراد أسرته باللحظات الأولى لشروق الشمس بالإضافة إلى المنظر الطبيعي الخلاب حيث امتزاج النيل والخضرة والجبل والآثار والمعابد، وقمنا بالارتفاع بالبالون لمسافة 1400 قدم فوق سطح الأرض وقد استمتع فيها جوارديولا وأفراد أسرته بالتقاط الصور التذكارية وصور السيلفي من الأعلى لجمال وروعة الأقصر.
وأشار كابتن احمد: إلى أن جوارديولا وأفراد أسرته كانوا في قمة السعادة والفرح حيث عبر جوارديولا وأفراد أسرته عن سعادتهم بكل ما شاهدوه من معابد وآثار ومناظر طبيعية خلابة منذ أن وطئت قدمهم أرض الأقصر بل وسعادتهم بزيارة مصر على الإطلاق حتى أن أحد أفراد أسرة جوارديولا قال إنه قام برحلة بالون في أحد البلدان ولكن التجربة في الأقصر أكثر جمالا وروعة.
وأضاف كابتن احمد، أن جوارديولا كان يردد في الأعلى أثناء الطيران بأن المنظر خلاب وشروق الشمس ساحر، ومشهد البالونات الطائرة بألوانها الزاهية وهي تطير تباعا بنظام وتنسيق مشهد رائع، وأن الطبيعة في الأقصر بامتزاج النيل والخضرة والجبل والآثار والشمس خلابة لم يرى مثلها من قبل في أي مكان في العالم، مضيفًا أن هبوط البالون على الأرض كان ناعما وعبر جوارديولا وأفراد أسرته عن سعادتهم بالتصفيق بعد انتهاء الرحلة وبكلمات الشكر والتقدير والثناء على الكابتن وعلى كل طاقم عمل البالون.
* جولة بمزارات البر الغربي
ستكمل المدرب الأسباني، برنامجه بعمل جولة سياحية بمعابد البر الغربي، مثل الدير البحري «حتشبسوت»، ومقابر وادي الملوك والملكات، مثل مقبرة توت عنخ آمون، ورمسيس الثالث، وسيتي الأول، ومعبد هابو، وتمثالي ممنون، كما أجرى زيارة لأحد مصانع الألباستر بالبر الغربي وقال مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، خلال جولته بمصنع الألباستر لصاحب المصنع حجاج تحتمس: أنتم شعب ودود ولديكم ابتسامة عريضة، فالحب الذي لمسته من المصريين وأهالي الأقصر خلال زيارتي الحالية يدعوني لتدريب المنتخب المصري في المستقبل، وربما أستشير صديقي المقرب في مصر أوسوريو مدرب نادي الزمالك وأفاتحه في الأمر قريبا.
جاء ذلك خلال حوار جانبي أجراه مدرب مانشستر سيتي مع صاحب المصنع أثناء جولته، فيما رد صاحب المصنع عليه قائلا: منتخب مصر سيكون سعيدا بتدريبك له وربما نعتبره وعدا سننتظر حدوثه، وذلك وسط ضحكات من جوارديولا وأفراد أسرته.
وأهدى مالك المصنع والعمال جوارديولا وأفراد أسرته مجموعة من الهدايا التذكارية متمنين عودته مجددًا لزيارة الأقصر، فيما أبدى جوارديولا وأفراد أسرته سعادتهم البالغة من حفاوة الاستقبال.
* احتفاء شعبي بالمدرب التاريخي
فوجئ مدرب مانشستر سيتي بعدد كبير من أهالي الأقصر الذين يريدون التقاط الصور التذكارية معه، ولبى جوارديولا العديد من طلباتهم على الرغم من محاولته أن يتخفى وأسرته بعيدا عن أعين الإعلام والكاميرات.
وبدت علامات الاندهاش واضحة على ملامح بيب جوارديولا طوال جولتهم في مدينة الأقصر، حيث لم يتوقعوا أن تكون زيارتهم الأسرية الهادئة محط أنظار الإعلام المصري والدولي.
وفي وقت لاحق من مساء الأحد، غادر بيب جوارديولا، مدرب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، مدينة الأقصر متجهًا إلى أسوان لزيارة معابدها المختلفة عبر الذهبية النيلية، وذلك ليستكمل زيارته الحالية إلى مصر طبقًا للبرنامج الخاص به.
ووفقًا للبرنامج السياحي الموضوع له، فإن اليوم يزور جوارديولا هو وعائلته معبد إسنا والمتواجد على بعد حوالي 55 كيلومترًا جنوب الأقصر، ثم بعدها يزور معبد كوم أمبو، وبعدها يستكمل برنامجه حتى معبدي أبو سمبل في جنوب أسوان.
