الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

أوليفييه دوزون يكتب: رواندا.. قتلة بلا حدود.. كتاب تسبب فى غضب قيصر البحيرات العظمى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قامت الصحفية ميشيلا رونج Michela Wrong بتغطية الأحداث فى رواندا لمدة ثلاثين عامًا لحساب وكالة رويترز وصحيفة الفاينشال تايمز وفى كتاب «رواندا، قتلة بلا حدود»، الذى قامت بنشره بالفرنسية دار ماكس ميلو عام ٢٠٢٣، ترسم الصحفية البريطانية صورة لدكتاتورية أفريقية اليوم مصورة فى الملامح التى لا تقل رعبًا عن الرئيس كاجامى.. وفى كتابها الاستقصائى، ترفع الحجاب عن الوجه الخفى لنظام رئيس رواندا، بول كاجامى وفرق الموت التابعة له وتضع اغتيال باتريك كاراجيا، المسئول السابق فى أجهزة الاستخبارات الخارجية الرواندية، والذى عُثر عليه مخنوقًا فى غرفته بالفندق فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا فى عام ٢٠١٣، فى قلب تحقيقها؛ لكنها أيضًا لا تفهم صمت المجتمع الدولى فى مواجهة ما يحدث فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث تنشر الجماعات المسلحة الرعب والخراب.
وفى الواقع، يعد هذا بالتأكيد حدثا مروعا؛ لذا وجدت أنه من الضرورى شرح ذلك لأنه غالبًا ما يُعتقد أن كاجامى يهاجم فقط خصوم الهوتو. هناك مجموعة كاملة من قادة الجبهة الوطنية الرواندية السابقين والجنود السابقين وأقاربهم الموجودين فى المعارضة وفى المنفى، نجد أنهم يشجبون النظام. ونميل إلى نسيان أنه حتى فى مجتمعه، هناك أشخاص محبطون حقًا وغير راضين عن كيفية تغييره لحركة الجبهة الوطنية الرواندية وكيف أدى بالأمور إلى هذا الوضع فى رواندا. يجب ألا ننسى هذا الجزء من مجتمع التوتسى أيضًا.
وعلى طول الطريق، تؤكد ميشيلا بصورة صريحة، أن رواندا تزعزع استقرار الجزء الشرقى من جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال حركة ٢٣ مارس (M٢٣).. وفى الحقيقة تتأرجح غالبا العلاقات بين كينشاسا وكيجالى بين فاتر وبركانى فلم تعد تشبه نهرًا هادئًا منذ عودة ظهور هذه الحركة. وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بمهاجمتها من خلال حركة ٢٣ مارس. تلك الاتهامات التى لطالما نفتها كيجالى حتى لو أكد ذلك الأمر تقرير للأمم المتحدة.


ومع ذلك، يعلم الجميع أن المقاطعات الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية تعانى منذ ما يقرب من ٣٠ عامًا من عنف عشرات الجماعات المسلحة ونتذكر أنه فى ٤ مارس ٢٠٢٣، عقد إيمانويل ماكرون وفيليكس تشيسيكيدى مؤتمرا صحفيا مشتركا فى كينشاسا. وتناول الزعيمان الصراع فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بين متمردى حركة ٢٣ مارس والجيش الكونغولى وخلال المرحلة الأخيرة من جولة الرئيس الفرنسى الأفريقية، أعلن رئيسا البلدين عن وقف إطلاق النار الجارى التفاوض عليه فى ٧ مارس.
أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يوم السبت ٤ مارس فى مؤتمر صحفى عقده فى كينشاسا إلى جانب رئيس الدولة الكونغو لية فيليكس تشيسكيدى: «ما نتوقعه من رواندا والآخرين (الفاعلين) هو الالتزام واحترام اللقاءات بينهم تحت إشراف الوسطاء. وإذا لم يحترموا ذلك فعندئذ نقول «نعم»، قد تكون هناك عقوبات. أقول ذلك بوضوح شديد.» ولا توجد إدانة رسمية لرواندا لدعمها متمردى حركة ٢٣ مارس ولكن هناك تحذيرات جديدة. هذا ما يمكن أن نراه ونفهمه من تصريحات الرئيس الفرنسى.
وتوقع إيمانويل ماكرون أن يتم سؤاله بشكل خاص على القضايا الأمنية فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. وواجه الرئيس، الذى كان يختتم جولة أفريقية فى كينشاسا بعد زيارة الجابون وأنجولا والكونغو، إلى أسئلة من الصحفيين الكونغوليين الذين استجوبوا مرارا الرئيس ماكرون بشأن العلاقات بين باريس وكيجالى والتى تتهمها كينشاسا، بدعم متمردى حركة ٢٣ مارس، على أمل إدانة رسمية لرواندا من قبل رئيس الدولة الفرنسى.. حتى لو كانت هناك إدانة، فلن يحدث شيء على الأرض من الناحية العسكرية.
وبغض النظر عن استمرار التساؤلات، لم يتخذ إيمانويل ماكرون مواقف جديدة فيما يتعلق بالابتزازات التى نفذت فى الشرق ضد السكان. وفى عام ٢٠٢٢ تورطت حركة ٢٣ مارس فى عشرات المذابح التى ارتكبت فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية فى مقاطعة شمال كيفو »، حسب تعليقات لوريان ممبرو لقناة TV ٥ Monde.
وهنا علينا أن نتذكر أن رئيس الدولة الكونغولية أكد عدة مرات أن «الحالة الأمنية السائدة فى الجزء الشرقى من البلاد لا تزال مقلقة ولم يتم العثور على السلام بشكل كامل هناك ولا تزال بعض العناصر المتبقية من الجماعات المسلحة، الوطنية والأجنبية، نشطة هناك وتواصل زرع الموت والخراب.. إنهم لا يهاجمون عناصر قواتنا المسلحة فحسب بل يهاجمون أيضًا قوات حفظ السلام فى مونوسكو الذين يقدمون لنا الدعم اللوجستى فضلًا عن السكان المدنيين «.
بالإضافة إلى ذلك، لا تمل الصحفية من التأكيد على التناقض بين الواقع فى رواندا والصورة التى يتم تقديمها عن هذا البلد؛ فإذا استثمر رجال الأعمال فى رواندا، فهذا ليس غريبا فى ظل وجود الكثير من الدعاية.. النظام الرواندى جيد جدا فى العلاقات العامة كما أنه نجح فى بناء صورة دولة نظيفة وفعالة وبها إدارة جيدة.


وأؤكد: «أعتقد أن هناك الكثير من المبالغة فى هذا الأمر.. نميل إلى نسيان الحقائق المهمة لا سيما حقيقة إعادة انتخاب كاجامى بنسبة ٩٩.٨٪ وهذا أمر مثير للسخرية «. لا أحد يصدق ذلك ولكن فى الغرب نميل إلى النسيان.. ننسى قمع المعارضة وقضاء زعيم المعارضة ٨ سنوات فى السجن وقتل الصحفيين واختفائهم وهروبهم إلى المنفى.. ننسى كل ذلك! ونحن نتحدث عن معجزة التنمية، إنه أمر غريب للغاية.”
أما فيما يتعلق بالهجوم على طائرة الرئيس جوفينال هابياريمانا ونظيره البوروندى سيبريان نتارياميرا، فقد زُعم أن الجبهة الوطنية الرواندية قد نفذتهما ونرى الصحفية لا تتوانى عن الرد على فى هذه القضية حيث تثق ميشيلا رونج بذلك صراحة فقط من خلال استجواب العديد من الأعضاء السابقين فى RPF والذين يدلون بشهادات ليقولوا فيها: «لقد هاجمنا الطائرة وأردنا إنهاء الحرب وكانت هذه هى الطريقة للقيام بذلك. وتابعت الصحفية البريطانية فى كتابها: «وبينما كنت أقوم ببحثى وأتحدث مع قادة سابقين للجبهة الوطنية الرواندية الموجودين فى المنفى، كانوا يقولون علانية أننا قمنا بذلك. لا أقوم بإجراء تحقيق للشرطة لكنى أجد أنه من الغريب رفض القضية. أعتقد أنها كانت عملية مسيسة للغاية فى فرنسا منذ البداية وأنه يجب إعادة فتح التحقيق «.
أخيرًا، تؤكد الصحفية وهى مقتنعة بذلك، أن نظام بول كاجامى يزعزع اليوم استقرار منطقة البحيرات الكبرى وفى الواقع، كانت رواندا تتدخل دائمًا فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ سقوط الرئيس موبوتو الذى أطاح به تمرد تحالف القوى الديمقراطية من أجل التحرير (AFDL) فى عام ١٩٩٧. واليوم، نرى أن هناك فصلًا جديدًا.. إنه دعم لمتمردى حركة ٢٣ مارس ونحن نعرف ذلك جيدًا لأن تقرير الأمم المتحدة يشهد على ذلك.. الأمريكيون والفرنسيون والإسبان والألمان.. كلهم يقولون ذلك ونحن نعلم أن حركة ٢٣ مارس مسلحة ومجهزة ومدعومة من قبل بول كاجامي؛ لذلك فهى حركة تنشر الفوضى فى شرق الكونغو ونحن نتحدث عن أكثر من ٨٠٠.٠٠٠ لاجئ.
وفى نفس مقاطعة كيفو الشمالية، ولكن باتجاه الجنوب، تم استئناف القتال أيضًا يوم السبت بين الجيش ومتمردى حركة ٢٣ مارس فى إقليم ماسيسى، شمال غرب العاصمة الإقليمية جوما، بعد أيام قليلة من الهدوء.
واتهم الجيش فى بيان له، المتمردين بمهاجمة ستة مواقع على الأقل وارتكاب «انتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار».
وأفاد السكان الذين تم سؤالهم عبر الهاتف، بأن القتال وقع فى المساء فى بيهامبوى بالقرب من بلدة روبايا المنجمية.
وفى الحقيقة، حركة ٢٣ مارس هى تمرد يغلب عليه التوتسى، تدعمه رواندا وفقًا لكينشاسا وخبراء الأمم المتحدة، التى استولت على مساحات شاسعة من أراضى شمال كيفو لمدة عام. وبسبب صراحتها ولأنها «تجرأت على انتقاد وكشف» طبيعة نظام بول كاجامى، كانت الصحفية ميشيلا رونج ضحية حملة «تشهير متواصل» من كيجالى وعملائها الموالين لها.. وعند قراءة هذه المقاطع نفهم بشكل أفضل لماذا تسبب كتاب الصحفية الشديد اللهجة فى غضب قيصر البحيرات العظمى.
معلومات عن الكاتب: 
أوليفييه دوزون.. مستشار قانونى للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى. من أهم مؤلفاته: «القرصنة البحرية اليوم»، و«ماذا لو كانت أوراسيا تمثل الحدود الجديدة؟» و«الهند تواجه مصيرها».. يعرض فى مقاله، أهم الوقائع الواردة فى كتاب الصحفية البريطانية ميشيلا رونج حول ما جرى فى رواندا.