"الفتة" من الوجبات الشهيرة لدينا والتي توارثتها الأجيال، ولم ولن تتغير خاصة في عيد الأضحى المبارك، ولكن هذا العام حدثت بعض التغييرات على الأكلة المفضلة التي تعبر عن العيد وفرحته، وقرر عدد كبير من الأسر اللجوء إلى تغيير نوع اللحم المطبوخ مع الفتة نظرًا لتراجع شراء وذبح الأضاحي هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار.
وعلى الرغم من سعي الحكومة لحل أزمة لهيب الأسعار بتوفير أكبر كميات من اللحوم في الأسواق عبر منافذها، إلا أن الأزمة لا تزال قائمة عند بعض الأسر بعدم قدرتها المادية على شراء الأضاحي باحثين عن حل جديد لقضاء عيد سعيد مع عائلاتهم.
البط هو الحل
هذا ما وصلت إليه سيدة ستينية تقول: "هذا العام لم أستطيع شراء الأضحية بسبب ارتفاع الأسعار غير المسبوق وأيضا لا أستطيع شراء لحم يكفي عائلتي الكبيرة أبنائي وأحفادي الذين يقومون بزيارتي في أول أيام العيد، فقررت ذبح "البط" الذي أقوم بتربيته منذ شهور لتزيين سفرة عيد الأضحي، هذا ما يتوافر عندي وأعتقد أن أبنائي وأحفادي سيكونوا سعداء".
وأكملت وهي تهمس في أذني: "في الحقيقة يا ابنتي أنا حزينة جدا لعدم استطاعتي شراء الأضحية أو اللحم هذا العام ولكن ما باليد حيلة".
بينما تحدث البعض عن محاولتهم الخروج من الأزمة باللجوء إلى تقسيط الأضحية وهو يعتبر الحل الأمثل بالنسبة لهؤلاء، وهذا ما أكده بعض الجزارين بالمناطق الشعبية، والذين أشاروا بدورهم إلى تراجع الإقبال على شراء الأضاحي أو اللحوم مقارنة بالعام الماضي، رغم بعض المبادرات لتسهيل شراء الأضاحي حيث بلغ سعر الخروف كاش 15 ألف جنيه، بينما تجاوز سعر العجل 50 ألف جنيه، أما الجديان تخطى سعرها 8 آلاف جنيه، وهو ما جعل البعض يفكر في الشراء بالتقسيط حتى ولو كان السعر كبير عليهم فهي كما يقولون "عادة وعبادة لا نريدها تنقطع".
في المقابل يلجأ أخرين لـ "صكوك الأضحية" عن طريق بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية وتتم بمشاركة مجموعة من المواطنين في شراء الأضحية والتي يعتبرها البعض فرصة للهروب من ارتفاع الأسعار وطمعا في اخذ الثواب، حيث تتولي تلك الجمعيات شراء الأضحية وتوزيعها كاملة على الفقراء والجهات المستحقة دون عناء من المشارك بثمن الأضحية والذي يعتبر مشاركته مع مجموعة أخرى حل لأزمته.
وهناك أيضا من يكتفي بشراء اللحوم وعدم اللجوء الى الذبح والهدف هنا توزيعها على الأسر التي اعتادت أن تأخذ منهم وهذا من باب الصدقة وجبر الخواطر.
وبين كل فكرة وأخرى، نجد أن هدف الجميع هو البحث عن حلول لإسعاد المحتاجين أو ادخال السرور على أفراد أسرتهم في العيد، مهما كانت الظروف المحيطة، وقضاء وقت ممتع بأكل الفتة وسط "لمة العيلة".. وكل عيد أضحى وأنتم سعداء.