الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

قيم ورسائل روحية مشتركة في قصة أضحية إبراهيم بالمسيحية والإسلام

لوحة التضحية بإسحق
لوحة التضحية بإسحق للفنان كارفاجيو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحتفل مسلمو مصر والعالم يوم الأربعاء الموافق 28 من يونيو بعيد الأضحى المبارك، حيث يقومون بذبح الأغنام والماعز أحياءً لذكرى قصة تضحية النبي إبراهيم بأبنه البكر، وتعد قصة الأضحية بشكل عام حدثاً هاماً في منظور الأديان الثلاثة؛ وذلك لما تحمله من دلالات ورموز روحية التي تقوم على الخضوع إلى الله والطاعة والتقرب إليه.

قيم ورسائل مشتركة 

تزخر أيام العام بالأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية منها؛ فتمثل هذه المناسبات فرصةً يمكنك أن ترى من خلالها طبيعة الشعب المصري ذو النسيج الفولاذي حيث يتشاركون جميع الأعياد مع بعضهم البعض رافعين شعار المحبة والأخوة، وفي قصة عيد اليوم ليس المشاركة في الأجواء الاحتفالية فقط بال جذور هذا الاحتفال نشترك فيه، حيث ذكرت هذه القصة في الإنجيل والقرآن سوياً وتحمل نفس الجوهر ويمكننا أن نتطلع على كلا النصين، كالاتي:

حيث وردت قصة الأضحية في العهد القديم في سفر التكوين ( 16-17: 22) ما يفيد أن الله  أراد أن يمتحن إبراهيم فأمره بأن يقدم ابنه محرقة على جبل الموريا "الجلجثة" ، وهو جبل الهيكل 4 ببلاد الشام، وبالفعل أعد إبراهيم السكين والحطب والنار، وأخذ ابنه معه وكان مؤمنا بأن الله الذي أمره بذبح ابنه قادر على أن يقيمه من الأموات، وبعد أن بنى المذبح ورتب الحطب وربط ابنه ووضعه على المذبح، وبدأ برفع السكين إذا بصوت من السماء يمنعه من ذبح الغلام، وأرسل لإبراهيم كبشا فأصعده محرقة عوضا عن ابنه.

بينما وردت في القرآن بسورة الصافات الآيات (101:112)، ومفادها أنه لما كبر ابنه وصار يرافق أباه ويمشي معه، رَأى أبوه ذات ليلة فى المنام أنه يذبح ابنه، قال تعالى عن إبراهيم قَالَ: "يَا بنَيَ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحكَ فَانظرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تؤْمَر سَتَجِدنِي إِن شَاء اللَّه مِنَ الصَّابِرِينَ" ولم يقصد إِبراهيم أن يشاور ولده فى تنفيذ أمر الله ولا كان متردداً، إنما أراد أن يعرف ما فى نفس ولده، فأخذ إبراهيم ابنه وابتعد به حتى لا تشعر الأم، وأضجعه على جبينه، قال تعالى " فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّه لِلْجَبِينِ " 7 فقال ابنه : يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب واكفف عنى ثوبك حتى لا يتلطخ من دمى فتراه أمى فتحزن، وأسرِع مَرَّ السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي، فإِذا أتيت أمى فأقرئ عليها السلام منى. فأقبل عليه إبراهيم يقبله ويبكي ويقول: نعم العون أنت يا بني على أمر الله، فأمَرَّ السكين على حلقه فلم تقطع، وقيل انقلبت. فقال له أبنه: ما لك؟ قال: انقلبت. فقال له: اطعن بها طع نا، فلما طعن لم تقطع شي ئا، وذلك؛ لأن الله هو خالق كل شيء وهو الذي يخلق القطع بالسكين. ونودي: يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا، هذا فداء ابنك، فنظر إبراهيم فإذا جبريل معه كبش من الجنة، قال تعالى " وَفَدَيْنَاه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ " 8، أي أن الله تعالى خلص أبنه من الذبح بأن جعل فداء له كبشا أقرن عظيم الحجم والبركة

وبعد هذه القراءة يتضح لنا أن القصة لا تختلف في مضمونها حيث كلاهما بمثابة تجربة اختبار لإيمان إبراهيم وطاعته لله، ورمزًا للتضحية والتفاني في سبيل الله.

ويحدثنا القمص بطرس بطرس بسطورس وكيل عام مطرانية دمياط و كفر الشيخ وأستاذ علم الوعظ  في نفس هذا السياق قائلاً: أحب في البداية أن أهنئ أخواتنا المسلمين بعيد الأضحى المبارك راجين من الله أن يجعل أيام بلادنا خير وسلام، وأن يجعل المسؤولين عنها في حكمة لكي تكون بلادنا في أحسن صورة وأحسن حال، وفي تهنئتي لأخوتي المسلمين أود أن نفهم المعاني التي يحملها هذا العيد نحن نتذكر في عيد الأضحى كيف كان أبونا إبراهيم أبو الآباء والأنبياء مستعداً أن يقدم أبنه أضحية للرب طاعة لأمر الله، إذ كانت محبته لله أكبر من محبته لأبنه فلذة كبده، معطياً لكل الأجيال أمثلة عديدة وقدوة لا مثيل لها في التضحية وطاعة الله.

وتابع قائلاً: وبلا شك أن هذه المعاني تعطي درساً عميقاً لكل إنسان فينا ليتنا نتمسك به في العطاء والتضحية والبذل فهذا معنى سامي جداً يقدمه هذا العيد وإن كنا نحن ليس في مجال الظروف التي يمكن أن نتمسك فيها بأبينا إبراهيم؛ فعلى الأقل في هذه الأيام علينا أن نفعل ما نستطيع نحن في مجال التضحية، كيف نبذل أفضل ما لدينا في ذكرى ما فعله أبونا إبراهيم؟، ويمكننا أن نقول مثلاً، هل يمكن كل إنسان فينا يضحي بجزء من ماله من أجل أخوته الفقراء والمحتاجين الذين من حقهم أن يفرحوا أيضاً بالعيد كما يفرح به باقي الناس، وكل منا على قدر استطاعته وإمكانياته، لكي يشعر الجميع ببهجة العيد في متعته وطعامه أيضاً. ودومتم بسلام وكل عام وأنتم بخير.

وقدم الأب الربان فيليبس عيسى راعي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر التهنئة إلي مسلمي مصر عن طريق إرسال برقية إلي "البوابة نيوز" وجاء نصه كالآتي:

يسرني بالاصالة عن نفسي، وباسم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر، برئاسة قداسة سيدنا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، ونيافة المطران مار تيموثاوس متى الخوري، مطران حمص وحماة وطرطوس وتوابعها، والنائب البطريركي لمصر بالوكالة، أن أهنئ فضيلتكم وجميع أحبائنا الأشقاء شركاء الوطن بمناسبة عيد الاضحى المبارك..  

مصلين إلى الله أن يحفظ بلادنا العربية والعالم من كل سوء، و يعم السلام أرجاء المسكونة كلها دمتم في حفظ الله ورعايته ،و دامت مصرنا الغالية كل سنة و أنتم بألف خير أعياد مباركة و سعيدة.
 

في عدد البوابة اليوم 
الأب الربان فيلبس عيسى



 

القمص بطرس بطرس