المضادات الحيوية هي أدوية لعلاج العدوى الناتجة عن البكتيريا أو الفطريات، واستخدامها المفرط يؤدي إلى حدوث مقاومة تؤثر على الجسم وتصيبه بالأمراض، لذلك تحمل تنبيهات وزارة الصحة والسكان دائما الأهمية للتحذير من الإفراط في المضادات الحيوية.
الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، خاصة عندما لا تكون المضادات الحيوية هي العلاج الصحيح، يُسبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية.
ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي ثلث استخدامات المضادات الحيوية لعلاج البشر ليس ضروريًا أو مناسبًا.
ضبط الممارسة الدوائية
خلال اجتماع لوزارة الصحة في يونيو الجاري، أطلع وزير الصحة خالد عبدالغفار على عرض مفصل حول نتائج الاستراتيجية الوطنية لترشيد استخدام مضادات الميكروبات، بما يضمن رفع الوعي عن المضادات الحيوية والترصد الرقمي لأنماط استخدام واستهلاك مضادات الميكروبات.
وأكدت الوزارة على تنفيذ عدد من البرامج التدريبية للصيادلة، فضلًا عن العمل على إعداد وتحديث السياسات والأدلة الاسترشادية لضبط الممارسة الدوائية وترشيد استخدام الدواء (المضادات الحيوية).
كما وجه الوزير بتوفير برامج تدريبية للصيادلة المكلفين من الدفعات الجديدة ضمن الاستراتيجية الوطنية على برامج ترشيد وحوكمة المضادات الحيوية والاستخدام الرشيد للدواء، وذلك في إطار رفع كفاءة الصيادلة العاملين بالقطاع الحكومي، بما يضمن تقديم أفضل الخدمات الطبية للمريض المصري وتحسين الصحة العامة للمواطنين.
الاستراتيجية الوطنية لترشيد استخدامها
في نوفمبر الماضي أطلق الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان الإستراتيجية الوطنية لترشيد استخدام مضادات الميكروبات، وذلك لحوكمة استخدام المضادات الحيوية بشكل آمن وفعال.
وأشار حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان إلي أن التنسيق المستمر بين وزارة الصحة والسكان، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، وكافة الجهات واللجان المختصة بتطبيق الاستراتيجية، موضحا تعزيز منظومة ترصد العدوى بالميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، من خلال تجهيز معامل الميكروبيولوجي وتطوير نظام الرقمنة، فضلًا عن إعداد التقارير الخاصة ببرامج علاج العدوى البكتيرية، بما يسهم في الحد من تأثير مقاومة مضادات الميكروبات.
وأشار الدكتور حازم الفيل، رئيس قطاع الرعاية العلاجية، إلى أن الاستراتيجية الوطنية لترشيد استخدام مضادات الميكروبات، خطوة هامة نحو تحقيق رؤية الدولة، في خطة التنمية المستدامة للاستخدام الرشيد للدواء، ودعما للخطة القومية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، بالتعاون مع الجهات التابعة لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
كيف تعمل المضادات الحيوية ؟
تعمل العديد من المضادات الحيوية على علاج العدوى التي تسببها البكتيريا (حالات العدوى البكتيرية) بنجاح، وعلى منع انتشار الأمراض.
لكن هناك بعض المضادات الحيوية المستخدمة بوصفها علاجات أساسية لحالات العدوى البكتيرية صارت لا تؤدى وظيفتها الآن كما ينبغى في التصدي لبعض أنواع البكتيريا.
وعندما لا ينجح أحد المضادات الحيوية في التصدي لسلالات بكتيريا معينة، تُعرف هذه البكتيريا بأنها مقاوِمة للمضادات الحيوية.
وقد صارت مقاومة المضادات الحيوية إحدى أكثر المشكلات إلحاحًا على مستوى العالم.
إذا أخذت مضادًا حيويًا وأنت مصاب بعَدوى فيروسية، فإن المضاد الحيوي يهاجم البكتيريا الموجودة في جسمك، وهى بكتيريا مفيدة أو لا تسبب المرض.
ومن ثم قد يُسبب هذا العلاج غير الصحيح زيادة خصائص مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا غير الضارة، والتى يمكن أن تشارك تلك الخصائص مع البكتيريا الأخرى، أو قد يخلق فرصة لأن تحل بكتيريا (ربما تكون ضارة) محل البكتيريا غير الضارة.
10 ملايين حالة وفاة على مستوى العالم
وكان الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، قال في تصريحات تليفزيونية سابقة، إن الدراسات والأبحاث المختلفة أوضحت أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية يؤدي إلى زيادة أعداد الوفيات، التي قد تزيد على 10 ملايين حالة على مستوى العالم، موضحا أن المضادات الحيوية إذا استخدمت بشكل غير مبرر، ودون الرجوع للوصفات الطبية الصحيحة تؤدي إلى خلق بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، الذي بدوره يؤدي إلى الوفاة لصعوبة معالجة البكتيريا أو مقاومتها بشكل جيد.
وأوضح، أن الدولة المصرية قامت بعمل خطة عمل واضحة، وذلك للوصول إلى استخدام طبي مبرر للمضادات الحيوية، موضحا أنه سيتم البدء أولا من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، المستشفيات الجامعية، ثم تنتهي بالمرضى المترددين على العيادات الخارجية، ثم المرضى الموجودين بالمنازل والصيدليات العامة والخاصة.
مايو كلينك توضح استخدامات المضادات
توضح "مايو كلينك" وهي مؤسسة طبية لا تسعى للربح، استخدامات المضادات الحيوية بالتفصيل:
تعالج المضادات الحيوية العَدوى الناتجة عن البكتيريا، ولكنها لا تعالج العدوى الناتجة عن الفيروسات (العَدوى الفيروسية).
فعلى سبيل المثال، المضاد الحيوي هو العلاج الصحيح لالتهاب الحلق العقدي الذي تسببه البكتيريا، ولكنه ليس العلاج الصحيح لمعظم التهابات الحلق، والتي تسببها الفيروسات.
وتشمل أنواع العَدوى الفيروسية الشائعة الأخرى التي لا يساعد استخدام المضادات الحيوية في علاجها ما يلي:
نزلات الزكام أو سيلان الأنف
الإنفلونزا
التهاب القصبات
معظم أنواع السعال
بعض التهابات الأذن
بعض التهابات الجيوب الأنفية
إنفلونزا المعدة
مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد 19)
السُّعال الديكي (الشاهوق)
كما أوضحت "مايو كلينك" أن تناول مضاد حيوي في حال وجود عَدوى فيروسية:
لن يشفي العَدوى، ولن يحمي الآخرين من الإصابة بالمرض ولن يساعدك في الشعور بالتحسن أنت أو طفلك وقد يُسبب آثارًا جانبية غير ضرورية وضارة ويُسبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية.
وتابعت: "إذا أخذت مضادًا حيويًا وأنت مصاب بعَدوى فيروسية، فإن المضاد الحيوي يهاجم البكتيريا الموجودة في جسمك، وهي بكتيريا مفيدة أو لا تسبب المرض. ومن ثم قد يُسبب هذا العلاج غير الصحيح زيادة خصائص مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا غير الضارة، والتي يمكن أن تشارك تلك الخصائص مع البكتيريا الأخرى، أو قد يخلق فرصة لأن تحل بكتيريا (ربما تكون ضارة) محل البكتيريا غير الضارة.