الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

فلاحون بالشرقية يستغيثون: «محصول البنجر» مُعرض للتلف لبطء توريده لـ«سكر بلقاس».. ومدير بالمصنع: قمنا برفع سعة السحب لتصل إلى 23 ألف طن في اليوم

ستاندرتقارير، صور
ستاندرتقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكوام بعضها فوق بعض من البنجر طريق بطول 20 كيلو متر يخطيه بنجر السكر الذي يعد محصول من المحاصيل ذات الطابع الخاص لما له من أهمية استراتيجية على المستوى المحلي والعالمي خصوصا داخل مصر، فالسكر من ضمن السلع المهمة التي تحرص على توريدها وزارة التموين، لتوفيرها للمواطنين.

وينتظر الفلاحون كل عام موسم زراعة البنجر والذي يعد من ضمن الزراعات ذات التكلفة المرتفعة لارتفاع سعر البذور والكيماويات وأعمال الزراعة والأيدى العاملة الكثيرة، ولا يحصل الفلاح على البذور سوى بعد تعاقده مع شركة السكر من خلال مندوب على كل منطقة وقطاع داخل المحافظة.

وتأتي الرياح بما تشتهيه السفن فبعد أن جاء موسم الحصاد وبدأ الفلاحون في جني ثمارهم بعد رحلة كفاح وتعب وشقاء لا تقل عن 180 إلى  210 يوم من الزراعة، مع ضرورة توريد المحصول فى خلال 48 ساعة من التقليع، طبقا لنشرة رقم 897 / 2004 الخاصة بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة.

إلا أن أصحاب الأراضي الزراعية واجهوا أسوء سيناريو هذا العام خصوصا مع شركة الدقهلية  للسكر المسئولة عن مصنع بلقاس، حيث تعاقد المصنع مع عدد ليس بالقليل من الأراضي، طبقا لما جاء على لسان المناديب الخاصة بالمصنع فمنهم من تعاقد مع الشركة على توريد محصول 300 فدان وآخر على توريد 800 فدان وأخر 40 فدان..

20  يوم على الأسفلت

ويستغيث الفلاحون من عدم قدرتهم على توريد محصول بنجر السكر بسبب نقص عربات النقل وعدم وجود كرتات لدى مناديب التوريد والتي يحصلون عليها من شركة السكر، يواجهها الفلاحون سيناريوهات مرعبة تهدد معيشتهم 

يقول مجدي حسن إبراهيم 54 عام ويعمل مزارع: “الشركة طلبت مني من خلال المندوب اني اروي الأرض بكمية أكبر من المياه حتى ينضج البنجر سريعا لأقوم بحصاده وبالفعل قمت بتقليعه وإخراجه على الطريق وهو الآن مر عليه أكثر من عشرين يوم وهو على الطريق ومع ارتفاع درجة الحرارة وجدنا كمية ليست بالقليلة تعرضت للعفن والتلف، وأنا فلاح بالمعنى الصح مع اني مدرس لكني بزرع بإيدي وأنا مبتكلمش عن نفسي فقط وإنما عن المنظر الذي أراه على الطريق حيث تتراكم أكوام البناجر أمام المنازل والأراضي الزراعية حيث يغطي المحصول مساحة هائلة”.

واختتم: "خسارتي المالية لا تقدر بثمن أمام شعوري بالعجز عن زواج إحدى بناتي والإنفاق على الأخرى التي تدرس في إحدى الكليات حيث كنت أنوي زواجهم على محصول البنجر".

ويقول عبد المنعم حشمت عبد الموجود أحد المزارعين: "محصول البنجر الآن منه من تعرض للتلف على الطريق وحتى من خشي عليه أن يخرجه فتلف في الأرض وذلك لعدم وجود ”كرتات" لعربات النقل لتحميل البنجر من المزارعين، وأنا واحد من 15 فلاح  يمتلكون 15 إلى 20 فدان بجواري بواقع 45 طن من البنجر لكل فدان بإجمالي 700 طن من البنجر، والجميع غير قادر على توريد البنجر الخاص بنا، ونناشد شركة الدقهلية للسكر بسرعة إرسال كرتات لعربات النقل لحمل المحصول من الطرق وذلك لتعرضه للتلف بحكم ارتفاع درجات الحرارة في هذا الآون".

واختتم: "معظم الأراضي التي لا يتم توريد المحصول بها تعود لمندوبين في المنطقة 17 بالشرقية بمركز أولاد صقر وصان الحجر وهما “إبراهيم المسيحي وأشرف موافي” ولايتم إرسال سوى 4 كرتات في اليوم الواحد لعربات النقل، والعربة الواحدة لا تتسع سوى لإنتاج فدانين أو فدان ونصف، مما يعني أن الأزمة قائمة ولا بد لحلها”.

رد شركة الدقهلية للسكر

على الجانب الآخر، يقول المهندس أشرف العبودي، مدير عام الزراعة بشركة الدقهلية للسكر، إن سعة سحب مصنع بلقاس للسكر في اليوم الواحد 19 ألف طن ومع ارتفاع نسبة التوريد قمنا برفع سعة سحب المصنع لتصل لـ23 ألف طن في اليوم، حتى تستوعب الكم الهائل من واردات محصول بنجر السكر وكل مايقال عن تباطئ الشركة وتعنتها مع الفلاحين في عدم توريد البنجر كلام عاري تماما من الصحة وما هي إلا شائعات مغرضة.

وأشار “العبودي” إلى أن أصل المشكلة جاءت بسبب تباطئ الفلاحين في الحصاد، حيث قام بنفسه بالمرور على جميع الأراضي المتعاقد معها الشركة في شهر فبراير ومارس وأبريل وحتى نصف مايو، من أجل سرعة جني الثمار حتى لا تحدث تلك الأزمة في عدم قدرة المصنع على استيعاب كل هذا الكم من محصول بنجر السكر، نظرا لقيام أغلب ملاك الأراضي الزراعية بتقليع البنجر في وقت واحد مما سبب عجز في التوريد بما يتناسب مع الكمية المزروعة

أهمية زراعة بنجر السكر

وانتشرت زراعة بنجر السكر فى مصر فى محافظات الوجه البحرى والقبلى وحيث أن الطاقة الإنتاجية للمصانع القائمة تحتاج إلى زراعة حوالى 200 ألف فدان حتى يمكن أن تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية فى مصانع كفر الشيخ والدقهلية والفيوم وأبو قرقاص تنتج أكثر من نصف مليون طن من السكر.

وبالإضافة إلى ذلك جارى البدء فى إنشاء مصنع لإنتاج سكر البنجر فى منطقة النوبارية وهناك كثير من الدراسات للتوسع فى زراعة المحصول فى محافظات الوجه البحرى والقبلى.