يدفع الوضع القائم في ظل الحرب الروسية الأوكرانية إلى تغلغل الإرهاب داخل المجتمعات الغربية، بجانب عمليات الاستقطاب السياسي والاجتماعي بين اليمين واليسار.
وفي دراسة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» تحت عنوان «المنهج المرجعي لمكافحة الإرهاب»، تحدثت عن العوامل الأساسية التي ساهمت بشكل كبير في نشوء الإرهاب والتطرف أبرزها محركات الدفع، والتي تحدد الأسباب الهيكلية التي تحفز الأفراد على الانخراط في العنف، ومحركات الجذب التي تشير إلى ما يجعل الانتماء لجماعة متطرفة جذابًا مثل محرك الشعور بالأخوة، أو جني فائدة سياسية أو مادية، أو تعزيز السمعة، إضافة إلى المحركات الشخصية التي تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للتطرف من أقرانهم، مثل معاناة الفرد من اضطراب نفسي أو تجربة حياتية عصيبة. ونوهت الدراسة إلى أن الجماعات الإرهابية، برعت بشكل كبير في التلاعب بهذه المحركات وتجييرها لصالحها، وكثيرًا ما تلجأ إلى الاستنزاف والتخويف والاستفزاز وتعطيل الأمان والوضع القائم، من أجل استغلال الأفراد المعرضين للضعف.
ويؤكد أحمد أبو يوسف، الباحث المتخصص في الدراسات الإقليمية، أن الإرهاب يمكن أن يتغلغل داخل المجتمعات الغربية، لأسباب عديدة منها تصدير العناصر الإرهابية من المناطق التي تشهد صراعات داخل الشرق الأوسط. وأوضح في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن الإرهابيين قد يجدون بيئة خصبة في أوروبا، خاصة مع التهميش الذي يواجه اللاجئون والأشخاص من المجتمعات الشرقية، والذين يمكن استقطابهم بسهولة للانضمام للتنظيمات الإرهابية وتنفيذ مخططات الإرهاب.
ومن أجل مواجهة الظاهرة، أكد الباحث المختص في الدراسات الإقليمية، ضرورة تشكيل لجان متخصصة في المجتمعات الغربية لدراسة كيفية دمج الأشخاص أصحاب الخلفيات الشرق أوسطية أو خلفيات غير أوروبية في المجتمعات، وأيضًا ضرورة إقرار قوانين هدفها الرئيسي، منع التمييز بكل أشكاله ضد المجتمعات الغربية، منوهًا إلى أن الإسلاموفوبيا أو إرهاب الإسلام قد تكون مدخلًا لاستقطاب الأشخاص أو لانتشار التنظيمات المتطرفة، وبالتالي يجب سن وإقرار قوانين تمنع مثل هذه الحوادث المنتشرة في القارة العجوز.
العالم
الإرهاب والتطرف.. حرب أوكرانيا تفاقم معاناة المجتمعات الغربية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق