عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين بات أمرًا يحدث يوميًا في الضفة المحتلة، الأمر الذي فاقم معاناة الفلسطينيين خاصة أن تلك الهجمات لا يحاسب المسئولين عنها. أحدث تلك الهجمات، مهاجمة عشرات المستوطنين المسلحين بلدة ترمسعيا في الضفة الغربية، وأحرقوا عددا من المنازل والمركبات بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال رئيس البلدية لافي أديب، إن نحو ٤٠٠ مستوطن هاجموا ترمسعيا؛ مما أدى إلى إصابة ١٢ فلسطينيا بالرصاص الحي، وإحراق ٣٠ منزلا وأكثر من ٦٠ مركبة، مشيرا إلى أن أهالي البلدة "لا يملكون شيئا للدفاع عن أنفسهم إلا الحجارة".
ربيحة حجاز شاهدة عيان على جرائم المستوطنين، حيث كانت وقت الهجوم في منزلها مع حفيدها البالغ من العمر ٧ سنوات.
وقالت ربيحة، إن الضجة جعلتها تخرج لترى ماذا يحدث فهاجمها رجلين أحدهما كان يحمل عصا، والآخر يحمل سلاحًا، ورشني بشيء وضرب الطفل بالعصا، وبدأ حفيدي بالصراخ. وأضافت الفلسطينية البالغة من العمر ٦٩ عامًا، وحينها صرخت: "إلا الطفل!" ثم هاجمني وضربني عدة مرات، ثم غادرا". اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين الإثنين الماضي، شكلت الشرارة التي أشعلت نار الاشتباكات التي اندلعت عقب ذلك، ففي اليوم التالي، هاجم مسلحان فلسطينيان محطة وقود غير بعيدة عن ترمسعيا باتجاه مستوطنة إيلي، مما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة أربعة آخرين، وفي المساء أضرم مستوطنون النار في حقول وسيارات وهاجموا منازل ومتاجر في عدة بلدات بالضفة الغربية ثم جاء دور بلدة ترمسعيا.
وقال شهود عيان، إن المستوطنين تدفقوا على القرية وبعضهم يحمل مسدسات، والآخر بندقية أم ١٦، وأشار بلال حجازي: "ألقينا عليهم الحجارة في محاولة للابتعاد".
وأضاف، منذ بداية الهجوم، أطلقت مكبرات الصوت في المساجد نداءات استغاثة، ركض رجلان، عمر جبارة وصديقه إلى المدخل الشمالي للمدينة بالقرب من منزل ربيحة حجازي، يحاولون صد المهاجمين، "لم يكن لدينا شيء، سوى الحجارة"، ويروي صديق عمر جبارة، أن جيبًا عسكريًا جاء "مكث خمس دقائق وغادر دون أن يفعل شيئًا". ويتهم روي يلين، من منظمة بتسيلم الإسرائيلية غير الحكومية، التي وثقت عدة حالات لهجمات المستوطنين بالتنسيق مع الجنود، أن "الجيش يوفر خدمات أمنية للعصابات اليهودية التي ترتكب مذابح". وصب الفلسطينيون جام غضبهم على رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الذي ذهب إلى المنطقة لتفقدها ولكن قاطعه أحد السكان قائلا: "قبل كل شيء أحمل حكومتنا المسئولية لأنها لا تحمينا، إما أن تحمينا أو تسلحنا!.
وطالب رئيس البلدية المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن ترمسعيا محاطة بعدد من البؤر الاستيطانية، وتتعرض بشكل يومي لاعتداءات المستوطنين. ويعيش حوالي ٧٠٠ ألف مستوطن بشكل غير قانوني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وكتبت منظمة "كسر الصمت" غير الحكومية الإسرائيلية على تويتر بعد هجوم ترمسعيا: "لا يوجد فقدان للسيطرة، المذابح تحدث في حلقة مخطط لها علنًا عبر الإنترنت"، هذه هي السياسة الإسرائيلية المعمول بها في الضفة الغربية.
بوابة العرب
دم ونار فى الضفة الغربية.. قطعان المستوطنين تهاجم قرى فلسطينية بحماية قوات الاحتلال
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق