تشهد أسواق الذهب في مصر حالة من التذبذب خلال هذا الأسبوع منذ كسر المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21 الذي كان يمثل القاع السعري في الأسواق، وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الخميس 2170 جنيه للجرام، وذلك بعد تذبذب كبير خلال الجلستين الماضيتين شاهدنا خلالها تسجيل السعر لأدنى مستوى عند 2130 جنيه للجرام وعودته للارتفاع من جديد وصولاً إلى المستوى 2200 جنيه للجرام قبل أن يستقر اليوم عند 2170 جنيه للجرام.
وقال التقرير الفني لجولد بيليون: “إن التذبذب الحالي والتحركات واسعة النطاق تؤكد سيطرت عمليات البيع على سوق الذهب وأن هذا الأمر قد توقفت أو ضعف على أقل تقدير، وذلك بعد تسجيل المستويات المتراجعة السابقة والتي رأي المشاركين في الأسواق أنها سعر عادل للذهب ويقترب بشكل كبير من السعر العالمي”.
وأشار التقرير إلي إمكانية عودة عمليات الشراء كون هذا السعر هو أقل مستوى قد يصل إليه الذهب، وأن وقت الشراء قد حان موعده، وإن المشكلة التي تواجه سوق الذهب حالياً هي تراجع الطلب على السبائك والعملات الذهبية خلال فترة عيد الأضحى في ظل ضعف السيولة مع المواطنين هذا بالإضافة إلى استغلال ضعف الأسعار الحالي في الذهب لإقبال المواطنين على شراء المشغولات الذهبية التي عانت من ركود كبير منذ بداية العام.
هذا وتنتظر الأسواق اليوم صدور قرار البنك المركزي المصري بخصوص أسعار الفائدة، مع توقعات واسعة في الأسواق أن البنك سيثبت سعر الفائدة على الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك عند مستويات 18.25% و19.25% و18.75% على ترتيب دون تغيير عن اجتماع شهر الماضي.
وبعد إشارة الرئيس المصري أن سعر الصرف أمن قومي تراجعت التوقعات أن المركزي المصري قد يقوم بتغيير سعر الفائدة حتى بعد عودة معدلات التضخم إلى الارتفاع في شهر مايو الماضي بسبب رفع أسعار السولار.
هذا وتسابق الحكومة المصرية الزمن لزيادة حصيلتها الدولار من خلال الإسراع في بيع الشركات المملوكة للدولة، هذا بالإضافة إلى ارتفاع إيرادات قناة السويس خلال العام المالي 2022-2023 إلى 9.4 مليار دولار بارتفاع بنسبة 35% مقارنة مع العام المالي السابق 2021-2022 والذي لغت إيراداته 7 مليار
أسعار الذهب عالميا
وتراجعت أسعار الذهب اليوم الخميس بالقرب من أدنى مستوياته في 3 أشهر التي سجلها يوم أمس، وذلك في ظل التأثير السلبي لحديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول يوم أمس أمام الكونجرس حول رفع أسعار الفائدة، لتنخفض أسعار الذهب لأربع جلسات متتالية ويصل إلى مناطق سعرية حرجة.
وتتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1926 دولار للأونصة بعد أن انخفض بنسبة 0.3% يأتي هذا بعد أن انخفض يوم أمس وسجل أدنى مستوى منذ 3 أشهر عند 1919 دولار للأونصة.
وحتى الآن المحاولات مستمرة من قبل أسعار الذهب لكسر مستوى الدعم عند 1930 دولار للأونصة بعد أن فشل الذهب في إيجاد أي دعم يدفعه إلى عكس حركته نحو الأعلى والابتعاد عن هذه المنطقة السعرية الحرجة.
شهادة جيروم باول رئيس الفيدرالي يوم أمس أمام الكونجرس كانت المحرك الأساسي للأسواق، وقد جاءت مماثلة لتصريحاته عقب اجتماع الفيدرالي الأخير ليشير أن رفع أسعار الفائدة مرتين خلال النصف الثاني من العام هو تخمين جيد من قبل الأسواق، وأن وتيرة رفع الفائدة لم تعد تهم الآن بعد أن وصلت الفائدة عند مستوياتها الحالية وأن الاعتدال في التعامل مع الفائدة أصبح مناسب أكثر.
وخرجت الأسواق باستنتاجين هامين من شهادة باول يوم أمس، الأول أنه يتفق هو ومسؤولون آخرون في الاحتياطي الفيدرالي على أنه ينبغي أن يكون هناك المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة. والثاني أنه يتوقع أن تظل معدلات الفائدة مرتفعة خلال الفترة المتبقية من هذا العام.
وبالطبع كان لهذا المعنى تأثير سلبي على أسعار الفائدة كون رفع الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات التي تقدم عائد يتزايد برفع الفائدة.
وتقوم الأسواق الآن بتسعير الفائدة باحتمال بنسبة 72% أن يقوم البنك برفع الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماع يوليو القادم، ولكن لدى الأسواق قناعة أن البنك قد لا يلجأ إلى رفع الفائدة مجدداً بعد اجتماع يوليو.
وتنتظر الأسواق اليوم الجزء الثاني من شهادة باول أمام الكونجرس بالإضافة إلى بيانات اعانات البطالة الأسبوعية عن الاقتصاد الأمريكي والتي اكتسبت أهمية كبيرة كون البنك الفيدرالي يعتمد بشكل أساسي على بيانات قطاع العمالة في اتخاذ قراراته بشأن أسعار الفائدة.
من جهة أخرى، لم يشهد الدولار دعم كبير في الأسواق عقد شهادة رئيس الفيدرالي يوم أمس، بل على العكس كان التأثير سلبي عليه وتراجع ليتداول بالقرب من أدنى مستوياته في شهر وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة 6 عملات رئيسية.
وتصريحات باول يوم أمس كانت تكرار لتصريحاته يوم اجتماع الفيدرالي الأخير، لذا لم يكن هناك أي مفاجأة في حديثه بالنسبة للدولار وهو ما انعكس على تداولاته بالسلب، خاصة أن هذه التصريحات قد تم تسعيرها بالفعل في الأسواق.
وشهد مؤشر الدولار تحركات ضعيفة خلال جلسة اليوم دون تغير يذكر بالقرب من مستوى اغلاق جلسة الأمس، وذلك بعد انخفاض يوم الأربعاء بنسبة 0.4% ويذكر ان تراجع الدولار قد ساهم في تماسك الذهب بشكل كبير وعدم انخفاضه بشكل واسع خلال جلسة الأمس.
والعائد على السندات الحكومية الأمريكية استمر في التداول بالقرب من مستويات مرتفعة بعد حديث رئيس الفيدرالي يوم أمس بشأن مستقبل الفائدة، وهو ما تسبب في زيادة الضغط السلبي على الذهب.