شهدت الأوساط الفرنسية السياسية والشعبية حالة من الارتياح، لاستبعاد النيابة العام بباريس لفرضية عمل إرهابي في انفجار مبنى في الدائرة الخامسة الباريسية حوالي الساعة 4:50 مساء أمس (الأربعاء 21 يونيو)، حيث انهار مبنى سكني بجوار الأكادمية الأمريكية بباريس وتضررت عدة مبان حولها وتحطمت نوافذ المحلات المجاورة من شدة الانفجار.
لكن المبنى الأكثر تضرراً هو التابع للأكاديمية الأمريكية ، وهي مدرسة للفنون والموضة، التي انهارت واجهتها وهي ضمن التراث الفرنسي يعود بناءها في القرن السابع عشر.
وقد تم احتواء الحريق الذي استمر طوال الليل عبر 270 رجل إطفاء و 70 مركبة في الموقع المشتعل.
وارتفعت حصيلة الاصابات إلى خمسين مصابا منهم ستة في حالات خطرة ومازال البحث جارياً عن مفقود تحت الأنقاض.
وعلم مندوب "البوابة نيوز" في باريس بأن الرئيس الفرنسي قد كلف وزير الداخلية شخصيا بالتحقيق في الحادث ومعرفة أسبابه وتم نشر طوق أمني مكثف في محيط المكان وتم نشر قوات الدرك والجيش وخبراء التحقيقات الأمنية في الخلايا الارهابية واستبعدت الداخلية الفرنسية أي دوافع إرهابية رغم أن التحقيقات لم تنته بعد. لكن نيابة باريس أكدت أن الحادث نتج بسبب الغاز دون ذكر تفاصيل كما لم تعلن أي جهة إرهابية مسؤوليتها عن الحادث.
هذا وقد ذكر العديد من الشهود على الفور وكذلك النائب الأول لرئيس بلدية الدائرة الخامسة ، إدوارد سيفل ، بأنه قد تسرب أنبعاث رائحة الغاز بقوة في المكان قبل الإنفجار.
وفي اليوم التالي للانفجار ، لم يعد هناك أي سيارات للإطفاء ولا للأمن ولا للجيش في الشارع ، باستثناء فوهة لمياه الإطفاء تحسبا للظروف، والتي كان رجال الإطفاء يشغلونها بشكل متقطع لرش أنقاض المبنى المدمر. وعادت الحياة الى المحلات التجارية في الشارع وفتحت أبوابها للناس الذين بدؤوا يتجولون حول المبنى المحترق. كما تم تقليل محيط الأمني بشكل كبير صباح اليوم الخميس فيما ارسلت وزارة الداخلية كلابها المدربة لاستخراج الأحياء أو الأموات من تحت الأنقاض.
وأوضح مكتب المدعي العام في باريس أن "عدد حالات الطوارئ المطلقة لم يستقر بين عشية وضحاها فلا يزال العدد الإجمالي للضحايا المسجلين حوالي 50 ضحية قابل للزيادة."
وقالت محافظة باريس صباح اليوم الخميس "مازال البحث مستمر". ولا يزال أحد المفقودين ، اللذين فقد مساء الأربعاء ، مطلوبا بعدما عثر على شخص في حالة خطرة.
وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقاً جديدا في الإصابات غير الطوعية من خلال الانتهاك المتعمد الواضح لالتزام الحيطة أو الأمن". تم القبض على بعض المشتبه بهم بسبب الإهمال من قبل الشرطة القضائية في باريس بينما يتم التحقيق حاليا مع شخص كان على مقربة من المبنى قبل انفجار رغم انه مصابا يتم علاجه في المستشفى. وحسبما أعلن على الفور المدعي العام لجمهورية باريس ، لوري بيكواو:" تقودنا العناصر الأولية إلى تأكيد أن هذا الانفجار بدأ من داخل المبنى وجاري معرفة السبب هل إهمال أم بفعل فاعل" ، وقال:" من الواضح أننا نعتمد على شهادة الضحايا في حالات الطوارئ النسبية لتزويدنا بالحقائق لفهم ما قد يحدث."