منذ امتلات مصر بالأبراج الزجاجية القبيحة وشرائط الكاسيت المزعجة وسجائر البانجو فى أيدى الشباب والجامعات الإقليمية المترهلة وأنا منكفئ متقوقع أرقب الطوفان يلتهم كل شىء وأعى حسيرا أننى عاجز عن المقاومة».. هكذا رأى مصطفى الحياة فى مصر ورصدها فى روايته السيد الأستاذ الدكتور العميد. هذه الرواية التى عشنا معه تفاصيلها وتعرفنا على أبطالها فى الواقع الجامعى.. وكان ما رواه رصدا واقعيا لما عشناه فى تلك الحقبة.
لما كان القلب أخضر وكان هانى شنودة قد كون فرقة المصريين وغنت أغنية ولد وبنت.. كل الجنينة ولد وبنت يا حب حاسب حاسب دهى وردة ولد ووردة بنت.. كنا نغنى معه وكنا نحب الحب نفسه وقتها.. أحب مصطفى جارته وكنت صديقتها.. أحببت حبهما.. أحببت حبه للحياة.. أحببت شاعريته وقصائده الرقيقة..
«من نافذتى أرى كل شئ وفى الغرفة المعتمة الرطبة أُنفق ست ساعات كل يوم أكتب متيقنا أن الطوفان يقترب والسفينة محطمة والموت يدق الأبواب».. هكذا أنهى مصطفى روايته تلك بتوقعه أن الطوفان قادم وأن السفينة محطمة.. رغم أنه كإنسان يحب الحياة جدا ويعمل ليل نهار لتغيير وجه الواقع المؤلم.. ساعد الكثيرين للخروج من يأسهم صنع اسمه من لؤلؤ كلماته ومشاعره.
لمصطفى علي أيادٍ بيضاء لا أنساها فهو أول من نشر لى قصتى «موعد مع أبو الهول» فى جريدته التى أنشأها فى المنيا جريدة الأيام العصرية عام٢٠٠٠ وربما يكون أول من قرأ لى، وهو أيضًا أول من اكتشف أن لى قصة منشورة فى جريدة المساء وناقشنى فيها وتعلمت منه الكثير رغم عباراته المقتضبة وتعليقاته المختصرة.
هنيئا لك التكريم صديقى العزيز وأستاذى الأول.. كنت أتمنى الحضور فى هذا اليوم الجميل.. ولعل رسالتى هذه تكون اعتذارا لك وأتمنى لك دوام التألق والتوفيق.