عرفت الأستاذ مصطفي بيومي في باكورة حياتي وحياته، فلمحت فيه: براءة، وفطرية، ونقاء.. براءة تفوق بها علي أقرانه، ويحاكي بها لون الصبح، وفطرية انطلقت منها موهبته التلقائية العفوية والتي داومته وهو في أوج عمله التقليدي فارتقت به إلي درجة المبدعين بالفطرة!.
كنت أستمع إلى حديثه في صمت.. فأتعلم من ثقته وألتقط أنفاسي في سرعة توازي تدفق رؤاه إلى العالم.. وتجري مع بريق كلماته فأنطلق كالفراشة هائمة بها إلي الدنيا الواسعة.. نعم لقد فرض نقاءه، وتألق بفطريته، فانبعثت موهبته، وانبعث عبيرها لتملأ عشرات المؤلفات النقدية التي رسمت عتبات أحلامه، وسطرت وردية رؤاه.
مصطفي بيومي ظاهرة لن تتكرر، إنه كالورد يتنفس الشذي ويعكس الجمال.. لكنه أيضا حين يعمل، يعمل في صمت.. ولأنه صمت أقوي من الضجيج وأسرع من البرق فإنه دومًا يبدأ من حيث ينتهي الآخرون.